[صـــويب]

الحمدلله الحمدلله الحمدلله

تلك هي الكلمات التي ما فتئ أخي أبو إبراهيم الشويعر يرددها أثناء دفن فلذة كبده إبراهيم رحمه الله وأثناء دفن أبنته الغالية هياء رحمها الله

الحمدلله الحمدلله الحمدلله

كلمات كلها إيمان بقضاء الله وقدره

كان أثناء سلامي عليه وتعزيته في وفاة أبنه صابراً محتسباً يردد والدمعة تغرورق بها عيناه الحمدلله الحمدلله الحمدلله ويقول للمشيعين ادعوا له الله يجزاكم خير ادعوا لأخوانه بالشفاء وأثناء جلوسه جوار قبر الأبن إبراهيم يدعوا الله سبحانه له بالمغفرة والرحمة ويقول ادعوا له جزاكم الله خير ادعوا لأخوانه بالشفاء جزاكم الله خير

قبلت رأسه أثناء سلامي عليه وتعزيته وفاة الأبن إبراهيم وكان مستسلماً يردد الحمدلله الحمدلله الحمدلله ثم قبلت رأسه في وفاة الأبنة هياء رحمها الله وكان البون شاسع فقد حاول منعي من تقبيل رأسه وأخذ يواسيني وكله أيمان ورضاء بقضاء الله وقدره

كنت اعزيه في وفاة أبنته هياء رحمها الله وإذا به يعزيني ويواسيني وبسمة الإيمان والرضى بقضاء الله تلوح في قسمات وجهه

نعم لقد أخذ يخفف عني بل فاق ذلك أنه أخذ يدور على المعزين والمشيعين بالمقبرة يواسيهم ويحاول جاهداً أن يرسم بسمة توحي أنه راضي بقضاء الله وقدره وأنه صابر والحمدلله

لقد تملك المعزين الذهول فهم قد قدموا لعزائه ومواساته والتخفيف عنه وإذا به يواسيهم

أخذ أبا إبراهيم يتلفت بالمقبرة هل نسي أحد لم يواسيه .. ثم لمح هناك أخ بعيد فأتجه إليه يقبله ويواسيه وكان أخر من واساهم

ولما اطمئن قلبه أنه واسى الجميع أنتقل لقبر بنيته هياء رحمها الله وجلس بجوار قبرها يدعوا الله سبحانه لها ولأخيها بالرحمة والمغفرة وأن يجمعه بهما في جناته

الحمدلله الحمدلله الحمدلله يقولها بنفس راضية مشبعة بالإيمان الحمدلله الحمدلله الحمدلله

ما أعظمه من مصاب جلل وما أعظمه من صبر واحتساب

أسأل الله أن يجازيك الجنة وأن يظلك تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله

الحمدلله الحمدلله الحمدلله

كلمات ما فتئ يرددها كل حين .. فنعم الرجل المؤمن الصابر المحتسب أنت يا أبا إبراهيم

بالبارحه .. لم تغب عني نظرته عندما هم بالذهاب مع جموع المعزين والمشيعين والانصراف من المقبره

التفت اتجاه قبر ابنته وهو يمشي أولى خطواته ونظر نظرة تمنيت أني لم أراها

نظرة لسان حالها يقول .. بنيتي لقد تركتك هاهنا أيماناً واحتساباً لقضاء الله وأنتي أعز الناس في قلبي وقطعة مني راجياً من الله سبحانه وتعالى أن ألتقي بك ِ وأخيك في جناته سبحانه

البارحه خيل لي وأنا أنظر إليه وهو يدور يواسي المشعيين بالمقبرة ثم وهو يهم بالانصراف منها .. خيل لي أنه سيطير إلى السماء لو لم يمسك بعضهم يده

هذا شعوري أقسم بالله .. خيل لي أنه سيطير من شدة مابه رغم محاولته اخفاءه إذ بالكاد تلامس قدميه الأرض

لقد تكالبت علي الأحزان منذ سمعت بخبر الحادثة،

تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم شيبتني هود وأخواتها، ولم أكن ادرك للحظة معنى قول الرسول إلى أن صارت الحادثة

يا أبا إبراهيم لقد شيبتني هذه الحادثة وهول المصاب وفجعت قلبي مرتين أسأل الله يرحمهم برحمته ويغفر لهم ويشفي أبناءك المصابين ووالدتهم

الحمدلله على قضاءه وقدره الحمدلله على قضاءه وقدره

يا أبا إبراهيم لا أدري هل أعزيك أم أعزي نفسي فالمصاب واحد وهم أبنائي مثلما هم أبنائك




الحمدلله على قضاءه وقدره الحمدلله على قضاءه وقدره

الحمدلله الحمدلله الحمدلله نعم الرجل المؤمن الصابر المحتسب أنت يا أبا إبراهيم

أسأل الله أن يخلف عليهما شبابهما في الجنة ، وأن يجمعك بهما في جناته وتحت ظل عرشه ووالديك وكل عزيز عليك وأن يجمعنا بكم ووالدينا والمسلمين اجمعين في جناته


الحمد لله الحمدلله الحمدلله