عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2012, 08:22 PM   #62
عضو رائع
 
تم شكره :  شكر 1736 فى 585 موضوع
اخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this point

 

رد: معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

المعجزة الخامسة والثلاثون
من يحب امه أكثر من أويس"
انتهى "أويس" بن عامر" لتوه من صلاة العصر في المسجد,وانتهى أيضاً من درسه اليومي الذي يحرص طلاب العلم على حضوره ليتفقهوا في دين الله, ويتعلموا حديث رسول الله, وعندما خرج من المسجد انطلق مسرعاً إلى بيته.
طرق الباب على أمه بهدوء وقال لها بشوق:أمي...أمي...كيف أنت يا أمي؟!
وأتته الإجابة من الداخل: أنا بخير يا بني,أدخل يا"أويس",فقد اشتقت إليك كثيراً.
ابتسم"أويس"وهرول تجاه سرير أمه, فقبل يدها, وطلب منها الدعاء, وقال لها : وأنا أيضاً اشتقت إليك يا أمي , ما أكبر قلبك, وما أشد حبك, ما تركتك إلا فترة قصيرة, ثم عدت إليك على عجل.
ثم قام"أويس" من مقامه , فجهز طعام الغداء له ولولدته, وراح يطعمها بيده.
قالت "أم أويس" طبخك لذيذ يا بني ,أشتهى دائماً أن أكل مما تطبخ لي.
قال"اويس" فرحاً:أو تحبين ما أطبخه لكب يداي يا أمي؟جعلني الله فداءك, وقرني على أن أكون أكثر براً بك, وأكثر طاعة لله و لك, فجنتي مفتاحها بيدك يا أمي,فهل أنت راضيه عني؟
ورفعت "أم أويس" يديها إلى السماء, وراحت تدعو لابنها"أويس" دعاء أدخل السرور الى قلبه,وأشاع الطمأنينة والسعادة في نفسه,
فقالت: اللهم إني أشهدك, وأشهد مخلوقاتك, أني راضية عن أبني "أويس" لأنه بار بي ,اللهم فارض عنه, وارزقه, واشفه من مرضه.
وبعد أن انتهيا من الطعام, قام "أويس" الى وعاء فيه ماء دافئ فغسل به يد أمه وفمها, ثم دلك لها رجليها بالماء الساخن.
وعندما انتهى من عمله, واطمأن على راحة أمه, أتجه الى صحن بيته فقعد تحت النخلة الكبيرة, وراح يتلو ما يحفظ من كتاب الله تعالى وأتاه صوت أمه من الداخل: ارفع من صوتك وأنت تتلو آيات القرآن يا بني,
فأنني أريد أن أسمع صوتك العذب الجميل, وأنت تتلو آيات القرآن الكريم.
ومع اشراقة شمس اليوم التالي, حمل "أويس" زوادته ودفع أمامه قطيع الأغنام , وذهب بها الى المرعى.
·أويس راع أمين
كان"أويس" يعمل راعياً, يرعى الأغنام لأهل القرية, مقابل أجر قليل, وكان هذا الأجر يكفيه, ويكفي أمه العجوز, التي يحبها وتحبه.
وبعد ساعات, وعندما توسطت الشمس كبد السماء, مر بجانب المرعى ثلاثة رجال, تبدو عليهم آثار السفر والترحال.
اقتربوا من "أويس" وخاطبوه بغلظة واضحة:أنت أيها الأبرص نريد أن نشتري منك خروفين, هيا بسرعة, أعطنا أفضل ما عندك, فنحن في عجلة من أمرنا.
وحزن "أويس" كثيرا لهذا الخطاب الغليظ, وقال للرجال برفق: لم تخاطبونني بهذه اللهجة يا أخوتي, وكان الأولى بكم أن تسلموا قبل أن تخاطبوني بهذا الحديث الفظ, ولماذا تعيرونني بمرضي وبرصي الذي ابتلاني الله به, سامحكم الله.
وصاح الرجال من جديد: أتريد أن تبيعنا خروفين أيها الراعي أم لا؟
ابتسم "أويس" وقال: الخراف ليست ملكي أيها الرجال, وما أنا الا راعي أرعاها لأصحابها, وهي أمانة عندي, لا أستطيع بيع خروف واحد منها.
وأسقط في يد الرجال, فتركوه وتابعوا طريقهم.
أثرت كلمات الرجال الغلاظ في نفس"أويس" فأسرع بالعودة الى بيته مبكراً على غير عادته, أستأذن على أمه بالدخول, فصاحت مستبشرة:أدخل يا"أويس" لكم اشتقت اليك يا بني.
·الله يستجيب لدعاء "أم اويس"
وشعرت"أم اويس" بما في نفس ابنها من الحزن فسألته عن السبب...
فأشار إلى وجهه وجسمه الذي أصابه مرض "البرص" فغير لونه, وأحدث فيه بقعاً بيضاء منفره, فرفعت يديها إلى السماء وراحت تدعو لابنها قائلة:
اللهم انك نعلم أن ابني أويساً من أبر الناس بي إرضاء لك, اللهم فاشفه من مرض" البرص" الذي غيرلون جلده, ونفر الناس منه.
وسمع "أويس" أمه وهي ندعو له, فانبسطت أساريره, وارتاحت نفسه, وراح يدعو ربه بصوت ممزوج بالبكاء : اللهم اشفني من برصي, إلا من وضع بحجم الدرهم, يذكرني بنعمتك علي.
واستجاب الله دعاء الأم العجوز الصالحة,واستجاب لدعاء"أويس" ذلك الرجل الصالح أيضا...فشفاه من مرض "البرص" الذي غير لون جلده إلا من مكان صغير بحجم الدرهم تحت إبطه, لا يراه أحد من الناس أبدا , الا "اويس" نفسه, ليتذكر فضل الله عليه.
وسمع أهل قبيلة"قرن" بشفاء "أويس" فأسرعوا لتهنئته, وقد حملوا معهم الهدايا الكثيرة, والزهور الجميلة. فقد كانوا يحبون "أويساً" ولم لا يحبونه, وهو الرجل التقي, الفقيه, الحافظ لكتاب الله المطيع لربه, المحب لرسوله, والبار بأمه.
·"أويس " يستعد للذهاب إلى الحج:
ومرت الأيام حتى جاء ذلك اليوم, الذي استيقظ فيه "أويس" وأمه على أصوات منادي أمير "اليمن" وهو ينادي:أيها المسلمون, وذهبوا إلى بيت أمير"اليمن" الآن, لتأخذوا عطاياكم, التي أرسلها لكم أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب"(رضي الله عنه).
وتسارع أهل قبيلة"قرن" إلى بيت "أمير اليمن" فاحتشدوا على بابه كل يريد أن يأخذ حصته.
فقد اتسعت دولة الإسلام , وأصبحت دولة عظيمة وغنية, وهاهو أمير المؤمنين"عمر بن الخطاب"(رضي الله عنه) يوزع العطايا والأموال, من بيت مال المسلمين, وعلى كل محتاج في دولة الاسلام.
كان نصيب"أويس" وأمه من هذه العطايا: ستة جمال, قوية, وسمينة. فأخذها"أويس" وسارع إلى أمه, ليزف إليها بشرى هذه
العطايا, التي رزقهما الله بها.
واستقبلت "أم أويس" ابنها والفرحة لا تكاد تسعها , وصاحت وهي ترى الجمال الستة أمامها : لقد حقق الله أمنيتي يا بني, جهز نفسك لتحج هذه السنة.
قال" أويس" وكيف سأتركك وحدك يا أمي؟
ابتسمت الأم وقالت: الله سيرعاني يا بني , ولن ينساني.
ومرت الأيام مسرعة وبدأت أشهر الحج, فجهز الحجاج في " اليمن" أنفسهم للسفر إلى "مكة"
·مفاجأة في"مكة"
وما هي إلا أيام, حتى بدأت قوافل الحج تنطلق متتابعة, وانطلقت فيها أصوات الحجاج تلبي لربها بالدعاء.
لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, ان الحمد والنعمة, لك والملك, لا شريك لك.
وضجت جنبات " مكة" بالتلبية والتكبير, والجموع ملبية لرب العباد تجأر إليه بنفوس زاهدة, كسيرة, تطلب منه العفو والمغفرة.
وما كاد وفد حجاج " اليمن" يستقر في مخيمه ليستريح من عناء السفر,حتى فوجئ بمقدم أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" ومعه"علي بن ابي طالب" ومعهما بعض الصحابة(رضي الله عنهم) وهم يخترقون صفوف الحجيج , ثم يعتلون جبل "أبي قبيس"
وتعلقت عيون الحجيج بأمير المؤمنين وأصحابه وهو يصيحون:
أيها المسلمون, أين وفد اليمن؟ أين حجيج اليمن؟
وأقترب بعض اليمنيين من أمير المؤمنين وأصحابه, وقالوا: نحن أمامك يا أمير المؤمنين, أتأمرنا بشيء؟
وابتسم "عمر بن الخطاب"(رضي الله عنه) وقال :أفيكم "أويس بن عامر القرني "
قال رجال من الحجيج: انه خارج "مكة" ولكن لماذا تسأل عنه يا أمير المؤمنين, انه رجل فقير, وليس بأمير؟
· معجزة رسول الله تتحقق:
وأمسك "عمر بن الخطاب" بيد أصحابه, وانطلق بهم الى خارج "مكة" ليلتقي بـ"أويس" فقال مخاطباً أصحابه:سنوات طويلة ونحن ننتظر وصول"أويس القرني" وقد وصل الآن, فهيا لنلحق به, ونطلب منه أن يدعو لنا كما طلب منا رسولنا وقدوتنا محمد .
قال"علي" باسماً: أتذكر صفاته التي حددها لنا رسولنا وقدوتنا , قبل أن يغادرنا للرفيق الأعلى , يا أمير المؤمنين؟
قال "عمر":وكيف أنسى ذلك يا بن عم رسول الله , انه يحب الله ورسوله, والله ورسوله يحبانه لأنه بار بأمه, يحبها ونحبه وقد تركها في اليمن, واتى إلى"مكة" حاجاً
وكان أبرص فشفاه الله, إلا من موضع بحجم الدرهم تحت إبطه...
هكذا أخبرنا رسول الله , لنسرع إليه الآن,حتى نشهد تحقق معجزة عظيمة من معجزات رسولنا وقائدنا , وسنطلب من "أويس" أن يستغفر لنا, كما أمرنا بذلك رسولنا الكريم.
ووصل "عمر" و "علي" ومعهما أصحاب رسول الله(رضوان الله عليهم)الى مكان"أويس" فوجدوه يصلي, وقد تلألأ وجهه وفاض بالبشر والنور , فانتظروه حتى انتهى من صلاته, فقاموا إليه وسلموا عليه بحرارة بالغة.
قال"عمر" أنت "أويس بن عامر القرني"ودهش"أويس" وقال نعم, من أنتم؟
قال "عمر" وتركت أمك التي تحبها وتجتهد في برها, في اليمن؟
وتابع "عمر" حديثه وسط دهشة"أويس": وكنت مريضاً بالبرص فشفاك الله بفضل دعاء أمك, لأنك بار بها, محب لها, إلا موضعاً بحجم درهم تحت إبطك؟
وصاح "أويس" من الدهشة: هذه أمور لا يعلمها أحد إلا الله وأمي
فمن أطلعكم عليها أيها الرجال؟
فأبتسم"عمر"وقال : أتعرفني يا "أويس"
قال "أويس" مستغرباً: لا, ولكنك تبدو رجلاً صالحاً.
وقطع الحديث"علي بن ابي طالب" قائلاً: انه أمير المؤمنين"عمر بن الخطاب" يا"أويس"
وصعق "أويس" وقام على الفور من مكانه, وأتجه إلى أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" بقوله: عفوك يا أمير المؤمنين, والله ما عرفتك, ولو أنك أمرتني لأتيتك.
فقال "عمر": بل نحن نأتيك أيها الرجل الصالح البار بأمه, أرنا موضع البرص تحت إبطك, لنشهد اليوم معجزة من معجزات رسولنا الكريم...
وتابع "عمر": أعلم يا "أويس" أن رسول الله قد أخبرنا بأمرك وبجميع أحوالك, وقد أمرنا أن نسألك لتستغفر لنا.
وعلت الدهشة وجه "أويس"وغلبه البكاء فقال: رسول الله يخبركم بي وبصفاتي وأحوالي, ويطلب مني أن استغفر لكم؟
وبكى الجميع وهم يشهدون موضع البرص تحت إبط"أويس",
وتذكروا رسولهم القدوة, فزاد شوقهم وحنينهم اليه, ودعوا الله أن يجمعهم به في جنة عرضها السماوات والأرض وأعدها الله للمتقين الصادقين الذين يحبون الله ورسوله.
وانتشر خبر "أويس" بين الحجيج كلهم, وتذكر الجميع نبيهم الصادق ,فرفعوا أيديهم بالدعاء له, يسألون الله له الوسيلة والفضيلة, والدرجة العالية الرفيعة, والمقام المحمود الذي وعده الله به,حتى فاضت أعينهم بالدمع حزناً عليه.
وعندما أنتهى الجميع من الدعاء, راح "أويس" يستغفر لأمير المؤمنين وأصحابه, تلبية لدعوة رسول الله ووجهه المنير يزداد احمراراً خجلاً مما يرى ويسمع, وشوقاً الى لقاء الحبيب في الجنة.
موعدنا مع معجزة جديدة من المعجزات التي منها الله لرسوله الكريم
التوقيع
الطيب من معدنه غير مستغرب
اخوالطيبين غير متصل   رد مع اقتباس