[عبدالله الغانم]

ويمر شهرٌ على رحيلك ياأمي ولازال ألـمُ الفراق يستوطن جنبات فؤادي والحزنُ ضاربًا أطنابه في سويدائه مشتتًا فكري الذي لازال وسيظل طيفك يحلق في آفاقه مسترجعا شريط الذكريات الجميلة معك والتي يفوح شذاها فيعطرأرجاء نفسي فقد كنتِ النور
الذي يضيء دربي والبركة التي تملأ حياتي بدعواتكِ الصادقات وكنتِ الأمان الذي يبدد وحشتي فأزوركِ كل يوم لأكحل عينيَّ بطلتكِ البهية التي تمدني بنشاط وتغمر قلبي بالسعادة وأنطلق في حياتي منتشيًا كطائرٍ يُحلِّق في الفضاء والآن وقد انطفأ النور وغاب القلب الحنون الذي يرعاني ويسأل عني وعن أحوالي وأهلي وولدي ذقتُ من كأس اليتم
مرًَّا وجاءت الوحشة لتعبث بي وتسلط الهم عليّْ بقضِّهِ وقضيضة يشعل فتيله الشيطان فأُغالبُه بسلاح الإيمان وغشيان مائدة القرآن فأجد الأنس والاطمئنان وأجتهد داعيًا لك بالعفو والغفران وسكنى الجنان والنجاة من العذاب والنيران وسأظل كذلك على مر الأزمان ماتعاقب عليَّ الجديدان عسى أن أرد ولو جزءًا يسير من حق غاليتي الحنون التي تهتز بحبها شرايين الفؤاد ويحلو اسمهافي لساني وتفخر شفتاي حين تنطبقان باللفظة الغالية الأثيرة أمي...فليرحمكِ ربي وليغفرْ لكِ ويسكنكِ الفردوس ياأمي.