هذا موضوع كتبته منذ سنوات في منتدى مجاور – و ستجدونه في الشبكة و قد استولى عليه البعض و نسبه إلى نفسه ، و لكن تناسى أن تاريخ كتابتي لهذا الموضوع يسبق نقله له بعدة سنوات.!
السبب الذي جعلني أعيد نشره هنا هو نقاش حدث و يحدث باستمرار حول العلاقة في المجتمع الواحد.
و الذي تكرر في معناه و إن لم تكن الصورة هي الصورة في موضوع أخي – لواء العز – ( بدون عنوان + تجربتي أعرضها لكم.! ) ، و في محاولة لإجابته على الأسئلة التي طرحها ، في رده على تعقيبي ، و كذا للإجابة على السؤال الذي طرحته الأخت نور الشمس ( ماذا حدث؟ ) أعيد نشر هذا الموضوع ، عسى أن يلقى القبول.
ثم أنه لا نستغني عن مداخلاتكم القيّمة.
يحكى أن أخويّن كانا يملكان مزرعتين متجاورتين ،
و بعد خلاف وقع بينهما قام الأخ الأصغر بحفر خندق بين المزرعتين و ملأه بالماء .
و في أحد الأيام سمع الأخ الأكبر طرقاً على الباب ،
فلما فتحه وجد أمامه شخصاً يحمل أدوات النجارة ، و يبحث عن عمل .
فقال الأخ الأكبر ، نعم يوجد لديّ عمل أرغب منك تنفيذه !
أترى تلك المزرعة التي تحدّ مزرعتي ، أنها لأخي الأصغر ،
و أريدك أن تبني لي سوراً مرتفعاً حتى لا أشاهده و لا يشاهدني !
فقال النجار هذه مهمة سهلة ، و لكنني أحتاج إلى مواد أوليّة من أخشاب و مسامير لإنجازها !
فقام الأخ الأكبر بتوفير المواد التي يحتاجها النجار ،
ثم ذهب لإنجاز أعماله ، و ترك النجار يعمل .
و في نهاية اليوم حضر الأخ الأكبر ،
و لدهشته وجد أن النجار قد بنى جسراً على الخندق ، بدلاً من السور !
و في الطرف الآخر من السور كان الأخ الأصغر يقف !
و بصوت مرتفع يسمعه أخاه ، قال :
كم هو جميل أن تبني هذا الجسر ، حتى نتواصل !
ثم بدأ كل منهما السير نحو الآخر حتى التقيا في المنتصف !
الاختلاف واقع بين الأخوان لا محالة ،
و لكن يجب أن نتذكر أنه بنفس المواد نستطيع أن نبني أسواراً ، تحول بيننا و بين إخواننا ، أو نبني جسور تواصل .
و الذي يحدد ما نبنيه هو مكنوناتنا الباطنيّة - غرائزنا ، مشاعرنا ، قيمنا ، ضمائرنا .
و هذه العناصر و غيرها هي التي تحدد سلوكنا ،
الذي هو – أقصد السلوك – محصلة تنشأ مما وقع عليه من مؤثرات خارجية ، بعد أن تتلقاها مخزونات الباطن فتوجه فعلها بحسب ما يتفق مع هذه العناصر .
و هذه العناصر هي موادنا الأوليّة . تماماً كالمسامير ، و الأخشاب التي أحتاجها النجار .
و المفترض أن يكون أساس هذه العناصر ، هو الأخوة في الإنسانية ، و الدين ، و اللغة ، أضف إليها الموطن الواحد !
و إن المرء ليتسأل لم هذه الأسوار التي يشاهدها أحدنا و التي تحد أو تمنع التواصل بين أفراد المجتمع ؟!
لم هذه الأنانية ؟ ، و عدم المبالاة ؟!
لم هذه النظرة الأحاديّة ؟ ، و اللامسئولية ؟!
أليس من المفروض و الحالة كذلك – كون العناصر واحدة – أن يكون السلوك متقارب .
هذا ما يفترض ، مالم يكن الخلل في العناصر أو في فهم هذه العناصر !
و حيث أنه لا مجال للقدح في مصادر هذه العناصر بالنسبة لمجتمعنا ، فلابد أن نتفق أن الخلل هو في الفهم !
تحيّة تشبهكم و سلام.