عرض مشاركة واحدة
قديم 21-01-2013, 08:32 PM   #19
مراقب عام
 
الصورة الرمزية لواء العز
 
تم شكره :  شكر 10679 فى 1868 موضوع
لواء العز تم تعطيل التقييم

 

Icon14 الورقة القادمة ستكون الأخيرة وعذراً على الإطالة ..


مدخل :
الفهم في "المعجم الوسيط" هو "جودة استعداد الذهن للاستنباط" وكُتب عنه أيضاً "حُسنُ تصور المعنى". دائماً في روح التفاهم نلاحظ حضور التجاوب, وفي المقابل نلمس عند كل مشكلة في الحياة بمختلف أشكالها مسببات أصلها سوء تفاهم. وقد بدأ "سوء الفهم" و"سوء التفاهم" في الإسلام بالقرون الأولى قبل وخلال حياة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان, ليتطور ويتسبب في قتلهم رضي الله عنهما. وأستمر بين ظهور وخفية حتى زمننا هذا في كثير من المسائل تحت ثلاثة أصناف, بين متحمس ومعتدل ومتراخي. والنتائج هي في التفرق الواضح اليوم بين المسلمين.

الفهم والتفاهم مسألة ذو وجهين إما نفع وإما ضرر. والنفع فيها مصلحة تخدم عمليات السلام بين الناس والمجتمعات على حد سواء. يطول النفع قيام المصلحة العليا لتبادل المعلومات والثقافات على مستوى الحضارات. وفيه قوة كبيرة مساعدة على زيادة سرعات الرقي على كافة المستويات في العالم. والضرر هو بداية الهلاك, مسبباً الفرقة بين الأفراد والمجتمعات, ومنتج لعمليات صراع متعددة إما في حرب بين حضارتين أو اقتتال بين شخصين أو مجموعتين/قبيلتين. والضرر يعم الأسرة وأفرادها وسبباً أول لاضطهاد البعض للبعض, وسارق للحريات بشكل عام في المجتمعات. ومن الأسباب المهمة التي تؤثر على التفاهم عند الأفراد مع الأفراد وعند الحضارات مع الحضارات هو التناقض الملموس في كل فترة زمنية جديدة عن الفترة السابقة. متسبباً في نقلة نوعية يكون مستعداً لها أحد الطرفين. وعن التناقض فهو أمر طبيعي في الإنسان, لأن الفرد الواحد أو المجتمع متحرك يرفض السكون, يحب التطور يكره التخلف. ولابد من أن تتغير قناعته وتتطور أفكاره مع الزمن وتصبح فكرة اليوم نتاج فكرة الأمس في مختلف أشكال النتائج المتوقعة دوماً. فالتناقض أمر متوقع وطبيعي وأسبابه متوسعة ومتفرعة. وقد تحدث ألبرت شوايتزر عن التناقض بأن كل مفكر لا يملك شجاعة التناقض, ليس بمفكر.

مخرج :
النية هي الإرادة والقصد في نفس الإنسان. أمرها لا يعلم عنه إلا الله. وهي إما أن يُظهرها صاحبها أو يكتشفها آخر بناء على أفعال وأقوال صاحبها, ودائماً اكتشافه يكون ناقصاً. ومن المهم معرفة أنه يجب على المؤمن لأخيه حسن الظن. وحدثنا رسول الله يقول"إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ ما نوى" ويقول "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". بالنية تتميز العبادات عن العادات, وعن العبادات عن بعضها. والحذر من التدقيق الشديد ومحاسبة النفس على النيات أي صحة الأعمال, فإن هذا من أعمال الشيطان الموصلة إلى الترك والقنوط من رحمة الله.
التوقيع
اللهم ارحم عبدك سلطان واغفر له وأحسن مدخله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.. آمين.
الأربعاء 10 \ 2 \ 1433 هـ . ساعة 9:30م
لواء العز غير متصل   رد مع اقتباس