الخوف الذي أعاني منه ، إن صح أن نسميه خوفاً ،
هو الخوف من عدم الفهم ، الخوف من عدم القدرة على إيصال الفكرة.
لأن الأمر هنا يعتمد على إدراك / فهم القارئ ،
كذلك قدرته على تفسير و تقييم الفكرة / الأفكار ،
و هذا يتطلب معرفة ما الذي يعرفه بالفعل ، أو مقدار ما يعرفه.
و كذلك قدرته على القراءة بين السطور لرؤية الفكرة كما هي ، أو كما أردت أن تصل.
كما أن الفهم يعتمد على رغبة القارئ في الفهم و على إستراتيجيته في الفهم.
هناك من يربط بين الفكرة المطروحة و بين ما يعرفه مسبقاً عن الفكرة المطروحة ،،
و هناك من يبدأ بالبحث و طرح الأسئلة عن الفكرة المطروحة ليرسم تصوره الخاص.
هذه الأمور تهمني حتى أعرف كيف أكتب.
و أغلب هذه الأمور مجهولة و لا سبيل ميّسر لمعرفتها لأن الخطاب هنا كما سبق و أن ذكرت هو لشخصيات أثيريّة.
كما أن أغلب الكلام أعلاه قد ينطبق على نظرة الكثير ممن يقرأ ما أكتب.
لذا فمعرفة فكر و طريقة من يكتب تحتاج إلى مجهود إضافي يبذله القارئ.
و هذا تعليقاً على قولك أنه يجب على من يقرأ لي أن يعرف طريقة كتابة / تفكير رحّال.
كما أوافقك على أن القارئ يجب عليه عدم تأويل النص حسبما يراه ،
بل عليه أن ينقد ، يعقب ، يستوضح ، و هذه هي الفكرة الرئيسية للطرح.
كما أنني مقتنع أن مربط الفرس هو قولك ( أن تحب ما تكتب ) ،
( تحب طريقتك في الكتابة ) و قبل هذا و ذاك أن تحب ( فعل الكتابة ).