عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2013, 08:39 PM   #1414
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تعالوا لنلهوَ و نلعب ...

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غـــرور مشاهدة المشاركة  

[poem=font="Andalus,6,purple,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
الا قاتلي رفقاً بقلبِ محبةٍ = وأشرب عشقاً من هواك كمثملي
أمير بقلبي قد تملكت نبضه =تحلق بي الأشواق حيث تنزلي
تناءى بي الغرور عنك تعففاً =أصبر قلبي بغيةً لتحملي
أسافر في عشقٍ إليك تلهفا = وما الصبر يجدي بي وإن عز محملي
أخوض بلجٍ في هواك تعطشاً = لعل بحار العشق تشفي تعللي
أُريد بقاءً في مداك تنعماً= فليس لبُعدٍ عنك غير تخيّلي
[/poem]

 


مساء الخير الأخت الشاعرة غرور

وأبيات رائعة من شاعرة معتدة بالنفس ،، وحق لها ..


واصدقك القول .. شدتني الأبيات لممارسة هوايتي القديمة في البحث عن ثغرة لنقدها .. ولم أفلح ،،

وليس من سبيل إلا استعراضها .. وبيان جمالها الآخاذ .. ومعذرة مقدماً إن لم ترتقي الكلمة لمقامها ..

[poem=font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""] الا قاتلي رفقاً بقلبِ محبةٍ = وأشرب عشقاً من هواك كمثملي[/poem]

الا قاتلي رفقاً بقلب محبة .. يا لله كم بلغ هذا الحب كل مبلغ .. فهنا صورة شبه المحبوب كأنه قاتل يقتل صاحبه المحب ،، وهذا تصوير بديع للغاية ،،

ثم في تصويرآخر بديع .. فيه بيان لعظم هذا الحب في القلب ،، فشبهتهِ بالمشروب وهنا مكمن الإبداع ،، فالنظرة مثلاً لا تثمل وكذلك التنفس لا يثمل صاحبه ونحوه .. وهذه غالباً التوظيفات البديعية التي درج تناولها في أغراض الشعر عند تناول العشق ،، أما الذي يثمل فهو المشروب ،،

هكذا خيّل لي ،، ربما لأنه يندر قراءة مثل هذه التشبيه البديع ،، والحظ هنا توظيفكِ له ببراعة وخاصة كلمة مثملي ،، فربطتي بين المشروب وبين الثمالة ،، وأيها المحبوب رفقاً بقلب محبتك ،، واشرب خمر الحب وأثمل كمثملكِ ،، لكم هو رائع ورقيق هذا البيت ،،


[poem=font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""] أمير بقلبي قد تملكت نبضه =تحلق بي الأشواق حيث تنزلي[/poem]

أيضاً هذا البيت قمة .. جعلتي المحبوب أمير .. يأتمر بقلبك وينصاع لأمره .. فترتحل الأشواق حيث ينزل ويستقر في المخيلة ،، جميل ذلك ،،

[poem=font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""] تناءى بي الغرور عنك تعففاً =أصبر قلبي بغيةً لتحملي [/poem]

وفي هذا البيت .. تناءى بي الغرور .. أي أن الذي ابعدني عنه وعن هواه .. هو ترفعك ِ تعففاً ،، ثم في الشطر الثاني .. أصبر قلبي لعله يتحمل بعده ،،

ونلحظ هنا استخدام مفردة الغرور ،، وهو تعبير يتوارد لا شعورياً دون تكلف ،، وليس المقصود هنا اللقب ،، بل هو تعبير يرمز للعزة والسمو ،،

[poem=font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""] أسافر في عشقٍ إليك تلهفا = وما الصبر يجدي بي وإن عز محملي[/poem]

وهنا في هذا البيت .. جعلتي التفكير به سفر يحلق بكِ إليه تلهفاً ،، وما الصبر يجدي فما عادت القدرة على الصبر تحتمل البعد ،،

[poem=font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""] أخوض بلجٍ في هواك تعطشاً = لعل بحار العشق تشفي تعللي[/poem]

وفي هذا البيت تشبيه جميل للحب بالبحر وكأنه إنسان صابه العطش والعطش هنا يقصد فيه ..الاشتياق ،، أي لبيان عظم اللهفة له ،، ثم الخوض في لجة بحر الشوق لعلك هذا الاشتياق يرتوي ولكن هيهات ،، وفي الشطر الثاني تصريح بالتشبيه وهي بحار العشق وأن ارتماءك في بحورها .. لعها تشفي ما تعاني من كبد وسهر مما لاقته ،، وإذا بها ازدادت في هواها مدىً فاق مداه ذي قبل،،

الملاحظ هنا استخدامك كلمة بحار ،، ربما لو نظرنا إليها من الناحية البديعية نجد فيها مبالغة ،، حيث وصفتي العشق أنه بحار وليس بحر ،، لكن لو نظرنا للغاية هنا نجد أن له دلالة لطيفة لبيان عظم الحب ،، أي أن هذا العشق بداخلك يعدل بحار مجتمعة ،،


[poem=font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

أُريد بقاءً في مداك تنعماً= فليس لبُعدٍ عنك غير تخيّلي
[/poem]

وفي هذا البيت .. تصريح بالرغبة في البقاء في رياض ومرابع حبه التي نسجتيها داخل الروح .. متنعمة ،، ونلاحظ هنا استخدام كلمة مداك وهذه الكلمة للتعبير عن مدى ما تكنه في النفس من الحب الكبير والاشتياق ،، وهذا الشعور رافقه التنعم أي السرور والبهجة ،، وكلمة المدى تستخدم عادة للدلالة على بعد الشيء أو المسافة مثل: أنظر لأخر مدى تراه ،، أو فلان مداه بعيد أي سفره بعيد أو همته عاليه وبعيدة المدى ،، وفي الشطر الثاني تصريح ثاني .. أنه لا شيء يأخذه عن البعد عنه والتفكير فيه غير تخيلي .. أي أنكِ هنا استثنيتي التخيل ..!! .. ولي وقفة هنا ،، ربما لو قلتي: فليس لبُعدِ عنك حتى تخيّلي .. لكان أبلغ .. أي حتى في خيالي أفكر فيك ولا ابتعد عنك ،، هذه وجهة نظر ليس إلا ،،


لكم هي جميلٌة هذه الأبيات ،، وما تحمله في طياتها من معاني سامية ورائعة ،، ولعلنا أحياناً نمر عندها دون أن تلفت انتباهنا بل نستمتع بعذوبتها ونكتفي بتأملها ونحوه ،، لكن لو أمعنا النظر ولو للحظة .. لأدركنا مدى تأثر الأبيات الشديد بالمجتمع والعادات والتقاليد السائدة ،، ويعكس ذلك عبارات ومفردات وردت بكثرة ودون تكلف في طرحها بل انسابت عفوية وبرقة وعذوبة ،، كدلالة وتعبير لا شعوري عن الأصالة ونقاء السريرة وما نسميه بالحب العذري ،، فلا تجد مفردة واحدة تتطرق لرموز توحي بدلالات ذات معاني أو مضامين غامضة ،، بل جميع المفردات تنساب في وصف ملكوت خيالي نرجسي يعبق بمفردات التعفف والسفر في الخيال والصبر ومعاناة البعد ونحوه ،، وهي مفردات تخاطب الوجدان والعواطف لترسم صورة زاهية عن مكنون هذا الحب العذري الجميل ،،



استمتعت كثيرا في رحلتي مع هذه الأبيات العذبة .. فشكراً لك ِ
أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس