الموضوع: خربشه
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-03-2013, 12:21 PM   #242
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية نورالشمس
 
تم شكره :  شكر 8432 فى 1796 موضوع
نورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضو

 

رد: خربشه



فجاتني الغيوم حين رأيتها من نافذتي تجلل السماء هذا الصباح! فقد كنت انتظر نهارًا دافئاً مشمساً وكانت ستترتب اموري على هذا النحو ، لكن تغيرت الان وبما فيها مزاجي المتأثر بحالة الجوغالبًا ، شعرت بالبرد فارتديت الروب وخرجت من غرفتي
- لم أكن أنوي إعداد فنجاناً من القهوة كما كل صباح فقد كنت أنوي صيام القضاء -

بالرغم من حاجتي اليه في هذا الطقس الغائم والذي أحتاج فيه لمشروب ساخن للشعور بالدفء وقد يساعدني ايضًا على التخفيف من الصداع اللعين الذي لم يزول رغم تناولي لقرصين من المسكنات الثقيله ليلة امس وبعد الفطور، فدعوت ربي ان يثبتني هذا النهار لئلا أعود الى الفراش وانا التي لا تقوى على مقاومة الصداع ابداً.

رحت ابحث عن جهازي اللابتوب لاطلع على ما يجري حولنا من اخبار قد تكون جديدة في هذا الصباح ...... قد ! لم أكن انوي البدء في اخبار الفيس بوك اولاً فالوقت يمر سريعًا في تصفحه وهذا مزعج جدا لي ، كنت أود متابعة موقع الجزيرة اولاً ومن ثم قراءة مقال باللغه الإنجليزيه ايضًا ،لآن دراستي تحتاج للإضطلاع وممارسة تلك اللغة ، لكني فوجئت بنفسي أذهب الى الفيس بوك و قد وعدت نفسي بالتصفح السريع والقاء نظره اذا ما كان احدهم قد ترك لي ملاحظه هناك ،

ويا ليتني لم اذهب فأول خبر مررت به صورة لشاب من قرية برقه مكبل اليدين وقميصه مرفوعاً يغطي وجهه وبجانبه جندي يجره كالذليل ، تكدر مزاجي لرؤية ذلك وبدء نهاري به فبدأت بسرعه النزول بالسهم للاسفل و لم أعطي انتباهاً لتلك الصفحات التي تكتب شعراً ، ففي الصباح لا مزاج للشعر والأدب. ومررت بكتابه للشيخ العريفي يصف فيه تبسم الرسول وعينيه مما جعلني أبتسم وأشتاق اليه واتمنى لو انه بيننا الان رحمة فينا مما نعايش من هموم ، وفي كتابه اخرى كتب الشيخ خبر يقول : "الأحواز تشتكي..بالصور..السلطات الايرانية ترمي جثث الأحوازيين من الطائرات عليها آثار التعذيب، وبعضهم أحياء مُقيّدون" فشعرت بغصه والم بروحي . أكملت التصفح فوجدت كتابه اخرى للشيخ يطلب منا متابعة وكالة انباء أراكان وبما انني اثق بهذا الشيخ واقدره جداً قمت بزيارة تلك الوكاله حتى اضيفها لمفضلتي ،وتصفحت اخبارها بشكل سريع مما جعلني ازداد تكدرا وانزعاجا فخبر مثل تبرع اميركا ب980 مليون سنويا لتهويد القدس يجبرني على ترك الجهاز بعد كل هذة الاخبار المؤلمة والابتعاد عنه لفترة وجيزة لما شعرت به من ضيق بصدري .

دخلت المطبخ وقمت بإعداد فنجان من قهوتي الصباحيه "نسكافيه بالحليب " وساندويتش محمص من الزيت والزعتر حتى استطيع تناول مسكن آخر لعل هذا الصداع اللعين يختفي والذي ازداد بعد قراءة مثل تلك الاخبار التي تثير الاعصاب ، وقررت الصيام في اليوم التالي لعلي اكون افضل حالاً ان شاءالله ، وقفت خلف زجاج نافذتي حتى احتسي قهوتي بهدوء بعيدًا عن تلك الأخبار المزعجه ، فرحت انظر الى البستان المجاور لنا والى براعم اوراق شجر التين والبرقوق واللوز المخضرة والتي تنبئ بقدوم الربيع لكنها لم تبعث السرور بنفسي هذة المرة لوجود الغيوم المتلبدة في كبد السماء في هذا الصباح الربيعي ، ابعدت بالنظر الى الشارع والى البنايات التي تبنى طوابق فوق بعضها البعض والتي كثرت في السنوات الاخيره مما اصبحت المدينه كعلب السردين متكدسه فوق بعضها البعض في مساحه ضيقه تكاد تمد يدك لتسلم على جارك من خلال النافذة لقربه منك ، وهذا كله بسبب مصادرة اسرائيل للاراضي الفلسطينيه والتضيق علينا وهذا امر اخر يكاد يزيد تكدري كلما فكرت بمعاناتنا مع الاحتلال من جهه ومع السلطه الفلسطينيه من جهه اخرى فقد اصبحنا بين المطرقه والسنديان مما زاد من ألمنا .

انتهيت من تناول الساندويتش وابقيت على القليل من القهوة حتى تصاحبني اثناء تصفحي لبعض القراءات ، كنت انوي الابتعاد عن اخبار اخرى متعبه تزيد من إنزعاجي لعلي أجد مواضيع بعيده عن اوجاعنا في وطننا الكبير ، لكن كيف فحتى صفحة الياهو حين تظهر لك وعندما تود زيارة ايميلك مليئه بالأخبار العجيبة والتي تشدك بعض عناوينها القاهرة فهذا خبر من المملكة السعوديه يحكي عن رجل انتحل شخصية رجل الهيئه وحاول اغتصاب احدى الفتيات التي لجات اليه !!

وهناك العشرات من الأخبار الموجعه عن اهلنا في سوريا وهذة وحدها تكفي لتقتل ما تبقى من الروح . فيسكنك شعور بالعار او الخطيئه كلما تناولت طعامك وانت تعلم ان هناك جوعى لا يجدون الفتات لسد رمقهم ! او كلما شعرت بالدفء في فراشك فتمر بمخيلتك صورة الطفله التي ترتجف من البرد والتي لا تغادر ذاكرتك ابدا فتشعر بالخجل من نفسك ! او حين تحصل على حمام دافيء يشعرك بالانتعاش لا تنفك ذاكرتك بالتفكير بهم وتتساءل ترى كيف يتدبرون ظروفهم في الخلاء والبرد؟ وكأن هذة النعم اصبحت ممنوعه في نظرك لتعيشها، وعليك دفع ثمن اغترابهم وتشردهم وجوعهم كلما تمتعت بأي منها وفي أبسطها ، فلو كنت جائعا مشردا منكوبا لارتحت كثيراً وحمل غيرك تلك الخطيئة !!

وربما الأفضل لك ان تستهوي العيش في اللامبالاه واللاشعور،
حينها فقط تتجرد من شعور غيرة الإنسانية والقهر على ما يصيب امتك من الم ووجع ،
فأن تكون لا مبالياً يعني ان لا تغار على شرف بعض فتيات المسلمين واجسادهن العاريه المخزية كلما اردن التعبير عن أرائهن !!
وان تكون لا شعورياً يعني ان تغمض عينيك وتسد أذنيك عما يدنس من شرف المسلمين
في كل الحالات والأمكنه والأزمنه !!

وان
تبكي وطناً محتلاً وشعباً منكوباً مناضلاً ممكن ، فقد تعودنا ذلك !!
لكن من الغير الممكن ان تبكي كل أوطان المسلمين معاً ....وهذا ما نخشاه !!

*****************
كم من الصباحات المشابه لهذا الصباح في حياتنا ؟!
وأي
الطيور ستعرف طريق عودتها ، وايها لا ؟!
التوقيع
عندما تيأس، وتقرر الاستسلام والتوقف، فاعرف أنك على بعد خطوات من هدفك.
استرح، فكر في شيء آخر، ثم عاود المحاولة من جديد ..
• كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام ; فلا تيأس ..
...
د. إبراهيم الفقى - رحمه الله -.
نورالشمس غير متصل   رد مع اقتباس