الموضوع: خربشه
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2013, 12:20 AM   #248
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية نورالشمس
 
تم شكره :  شكر 8432 فى 1796 موضوع
نورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضو

 

رد: خربشه




كأنما أمسٌ اليوم !!
لم يكن بعيدا ولم يكن قريبا تزورني في كل عام ذكرى صامتةٌ زاجرة بنفس الوقت، تزخر بالتناقضاتٍ: فهي صامتةٌ وصمتها كلام ،حزينةٌ وحزنها غضب . تجيء إليّ حينما الربيع لتهمس بأن الربيع منذ48 قد صار خليطاً بالدم، فلا أزهار اللوز كفيلة بأن تمحو من الأذهان لوحةً من تشردٍ ولجوء! ولا أريج الزهور يمكنه أن يطغى على رائحة الدم: دم من استشهدوا ويستشهدون...
آيار يُهدينا: المفايتح، النكبة، وشراب حُلمٍ ووجع من فاكهةٍ تسمى
"حق العودة". "أوَبعد كل هذا نعود؟ قد نعود،سنعود ، لن نعود!!"

تتباين الأجوبة كتباين مراحل التاريخ في قضيتي... كتناقض التاريخ كله في قصة لجوئي والوعد بعودتي. يزورني آيار، يستوقف طربي لقصيدةٍ عن زهر اللوز، ويهديني بدلاً منها كلمات أغنية ، ،قعبور وحده يُفصح عن حالي "لاجىء،سموني لاجىء ..." يكررها مرة وأخرى وأخرى ،كأنه يذكرني بها، كأنه يَفرك في عينيّ مِلح الوصف والهوية، يستنكر علي التّوطن التدريجي بأرض غير أرضي والقبول به .
"من أين أنتِ؟" يسألني، "أنا من رام الله" ،يعلو صوت شَجبه!! أتدارك خطأي "لا،لا أنا من ال48"، يصمت بعينٍ من رضى وعينٍ من غضب!! وأصمت انا غاضبة من وعلى نفسي. لا بأس قعبور من قال أنني نسيت أو أنسى، إنما زللت!

يبدو أنني كدتُ أن أقع بشرك المُبشرين بوطنٍ يكتفي بحدود النّكسة. أَوَيحيا وطنٌ سَنَدَه ومَتنُه هزيمتان وفاجعتان : نكسةٌ و نكبة؟ ...كيف لي أن أنسى و اللجوء خطيئتي أحمله على كتفي ، فهو خطيئة بلا توبة، خطيئة بأثر رجعي!! تفضح للعيان وَصم عار تواطىء الأُمم علينا ، التي أهدتنا بعد ذلك وَشمَ لاجىء ،بضع أرغفة ، وبعض قراراتٍ تُؤمن لنا حقاً في الأرض التي كانت وما زالت لنا ،مُفارقة غريبة! يقتلعونك من أرضك ثم يهدونك قرار عودة، تُصفق لهم كثيراـ وتَعجَبُ من فَرطِ إنسانية الغربيّ المتعاطف مع الشرقيّ المقهور .

يُغريك هذا البهرج الخدّاع من الشعارات والخطب المتألقة، وتنسى في خضم ذلك كله أن الذي تظنه ينصفك الآن كان هو الظالم آنفاً. قد تنسى ،ربما! تظن أن النسيان استراتيجية هذا القرن أو براجماتية للإستمرار الطبيعي مع جارك غير الطبيعي ،بُغية الحياة والسلام !!وتكتفي بعرضهم السخي :بِضع أمتارٍ متبقية من أرضك التاريخية. قد تنسى ! ربما ستسوق على مسامعنا عشرات المبررات التي حفظتها في علم السياسة والمفاوضات ! لكن كيف ينسى من علق حلمه على ثريا السماء ليلة الخروج، هامساً لها انه سيعود الى الدار بعد سويعات أو ايام ،ليستكمل على ضوئها قصيدته -التي لم ينتهي منها- في وصف حبيبته القروية وهي تصدح بالغناء في أرض البيارة عند نبعة الماء
" يا زريف الطول وقف تقلك " ؟؟كيف لحلم ٍ عُلِق على الثريا أن يزول والثريا لم ولن تزول؟ كيف لحلمٍ لم يمل من أن يُحاك -مرارا وتكرارا - بخطوط من حرير على أثواب الجميلات، ليروي قصته المفضلة عن: الأرض والعودة من أن ينتسف من الذاكرة الفردية والجماعية الحالمة؟
فالحالمون هم وحدهم المُحررون والمنتصرون .....والعائدون

يقلم "بلقيس"


التوقيع
عندما تيأس، وتقرر الاستسلام والتوقف، فاعرف أنك على بعد خطوات من هدفك.
استرح، فكر في شيء آخر، ثم عاود المحاولة من جديد ..
• كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام ; فلا تيأس ..
...
د. إبراهيم الفقى - رحمه الله -.
نورالشمس غير متصل   رد مع اقتباس