هلا بك حمد هلا بالحبيب الغالي ... أعلم مغزاك من محاورتي ولأني أحبك لن أفسد عليك مغزاك
قلت :
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد ولد أبو حمد
هذا هو تعريف البلاغة في ابهى صوره .. الإيجاز في الوصول للمعنى بكلمات بسيطة
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد ولد أبو حمد
|
|
فأنكرت عليك هذا التعريف إذ تعريف البلاغة اصطلاحًا أوردته لك و هو : البلاغة مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال و أنت حصرتها في فن من فنون البلاغة و لون من ألوان الكلام البليغ وهو الإيجاز و نسيت أن من شروط البلاغة مراعاة الحال و مطابقة الكلام لمقتضى الحال
فالبلاغة أعم من الفصاحة .. فلا يكفي أن تكون الجملة واضحة المعنى قوية السبك خالية من التعقيد موجزة حتى نصفها بالبلاغة , بل لا بد من مراعاة الحال والمقام الذي يُقال فيه الكلام ...
فمثلا في الفخر في الرثاء يجب أن يطيل المتكلم ويطنب ويسهب قدر ما يستطيع .. هذا في مقام يستدعي الإكثار من ذكر الأشياء الجالبة للمدح في الممدوح حتى ينبهر المخاطَب ويهتز شعوره بهذه الأوصاف أو ليترحم على الميت و يتأثر لموته حين تسهب في محاسنه .
فإذا اختصر المتكلم في هذا المقام عُدَّ كلامه مخلاًّ سخيفًا بعيدًا عن البلاغة وإن كان فصيحًا فالبلاغة أعمُّ من الفصاحة .
وإليك تعريف كل من الإيجاز و الإطناب ( الإسهاب ) و المساواة وهذه الثلاثة من ألوان الكلام البليغ و لكنها ليست البلاغة بتعريفها ولا تقتصر على هذه الألوان :
الايجاز : هو وضع المعاني الكثيرة في ألفاظ أقل، مع وفائها بالغرض المقصود ورعاية الإبانة والإفصاح فيها.
الإسهاب (الإطناب) : زيادة اللفظ على المعنى لفائدة .
المساواة : تساوي اللفظ والمعنى، فيما لم يكن داع للإيجاز والإطناب.
كما أنه إذا لم تف العبارة بالغرض سمّي: (إخلالاً).
وإذا زاد على الغرض بدون داع سمّي: (تطويلاً)
فمثال الإيجاز، قوله تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) .
ومثال الإطناب، قوله تعالى: (قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهشّ بها على غنمي ولي فيها مآرب اُخرى) .
ومثال المساواة، قوله تعالى: ( وكلّ إنسان ألزمناه طائره في عنقه... )
ومثال الإخلال قول اليشكري :
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
والعيش خير في الــظلا=ل النوك ممّـن عـاش كدّاً
[/poem]
أراد : أن العيش الرغد حال الحمق، أفضل من العيش النكد في ظلال العقل ، وهذا إخلال فهو ماذكر العقل و ما أبان عن مراده وكان يلزمه أن يسهب و يطيل .