عرض مشاركة واحدة
قديم 21-11-2013, 10:54 AM   #258
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية نور الأصايل
 
تم شكره :  شكر 14835 فى 4912 موضوع
نور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضو

 

رد: اسمحوا لي .. أنثر أوراقي أمامكم


من موضوعي سدير ذكريات عابرة

درس بليغ

سمعت رواية من احد كبار السن
عندما كنت صغيراً كانت معاملة الوالدة لي غاية في الدلال
كيف لا وأنا وحيد العائلة ، ولكن الوالد كان حازماً في معاملته لي
فيها شيءمن الشدة خاصة في امور الدين فهو يحرص على أن أصحبه
للصلاة في المسجد، ويحرّص الوالدة لإيقاظي لصلاة الفجر وكانت رحمها الله
تحرص علي من ناحية اللبس خاصة في الشتاء مع ربط الشماغ بقوة حول الرقبة
كنت اصحب الوالد لسوق الديرة فلا أسمع إلا اصوات البعض من ربع الوالد ( هذا وليدك ماشاء الله .الله يصلحه
ورا مايمش خشمه) بسرعة يسحب الوالد طرف الشماغ ويمسح وجهي بكاملة
قائلاً الله يحييك بابو فلان لا تشره على الولد عليه قل صح من البرد
ماتشوف المشق [لاعبــن ] بيديه ورجليه.
فكان لما حصل اثراً سيئاً في نفسي ظهر على ملامح وجهي مما دعاني لطأطأة راسي للأرض
( والبتسوة) البكاء [على طريف] لكن الله ستر رد الوالد :الله يهديك يابوفلان زعلت الولد
وعند العودة للمنزل كان يوافق وقت الظهيرة وقت وجبة الغداء والقيلولة فقررت الإضراب عن الغداء
مع ان الجوع يمزّق أمعائي ، كانت الوالدة رحمها الله تصيح بأعلى صوتها ( ابوي تعال تغد وانا امك)
فلزمت الصمت وهي تردد النداء ،فمازال ماحدث لي بالسوق لا يفارق ذاكرتي
ومع أنّ الجوع كافر كما يقال ، إلاّ أنّي تحاملت على نفسي فلما انتهيا والديّ من وجبة الغداء صار والدي يتمتم بكلام لأمي لا أسمعة
وبعد أن ذهب والدي للقيلولة وامي توجهت ( لتكنس الحوش) وتوجب الدجاج
ذهبت خلسة للمطبخ وتوجهت للقدر ، لم أعد احتمل الصبر على الجوع فلما فتحت غطاء القدر ماذا وجدت؟؟؟؟؟؟
القدر خالي من الأكل وقد وُضع بداخله حصاة بحجم قبضة اليد ،فالتفت خلفي وإذا بوالدي يضحك ويقول
اللي ما يتغدى مع أهله ياكل هالحصاة شفت وانا ابوك فلم أتمالك نفسي إلاّ وأنا أحتضن رجلي والدي والدموع تنهمر من عيني، فأنحنى علي وقبّل رأسي ، بحنان الأب وصاح بوالدتي قائلا: دوري له شيء ياكله تراة قطّع قلبي
رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته
من بعد ها المقلب الظريف صرت أول واحد يجلس على سفرة الأكل
فعلاً درس بليغ من أب حكيم ، لم يتعلم في المدارس ولكن علّمته الحياة
التوقيع
نور الأصايل غير متصل   رد مع اقتباس