عرض مشاركة واحدة
قديم 31-12-2013, 10:31 PM   #112
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44984 فى 14617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: قصة شاعر من شعراء الجزيره العربيه

الا عشى

أبو بصير ميمون بن قيس بن جندل، من بطن بني قيس بن ثعلبة الذي ينتمي إلى قبيلة بكر الربعية. كان يقال لأبيه قتيل الجوع لأنه دخل غاراً يستظل فيه من الحر فوقعت صخرة عظيمة من الجبل فسدت فم الغار فمات فيه جوعاً. ولقب بالأعشى لضعف بصره، وبالأعشى الأكبر للتفريق بينه وبين بقية الشعراء الذين عرفوا بالأعشين، كأعشى تغلب وأعشى بني شيبان. وأبو بصير ميمون أشهرهم وأجودهم شعراً. كما لقب بصنّاجة العرب لما في شعره من رنين الموسيقى، وهو شاعر جاهلي قديم من شعراء الطبقة الأولى عند ابن سلاّم.

ولد الأعشى بقرية منفوحة باليمامة ونشأ راوية لخاله المسيَّب بن عَلَس، وتزوج امرأة من عَنَزة، ولم يستحسن خُلقها فطلّقها وقال في ذلك قصيدة جميلة. وتحدث عن ابنته في قصيدة أخرى، فصورها حريصة على استبقائه وتجنيبه أهوال السفر. كما ذكر فقد بصره في قصيدة مدح بها النعمان بن المنذر. وصوّر شيخوخته المظلمة في مواضع متفرقة من ديوانه.

كان الأعشى سخياً كريماً على صحبه ورفاقه من الفتيان، يجتمعون إليه في منزله فيأكلون ويشربون الخمرة. وقد بلغ من وفائهم له بعد موته أنهم كانوا ينادمون قبره فيسقونه الخمر ميتاً كما كان يسقيهم إياها حياً.

وكان الأعشى في حاجة دائمة إلى المال، فراح يطوف بلاد العرب قاصداً الملوك والأشراف يمدحهم وينال عطاءهم. فغرق بالترف وجزيل العطايا من إبل وجياد وقيان وأكسية الخز والديباج. وقد وصلته هذه الرحلات بأسباب الحضارة ورفعته فوق مستوى البداوة الخشنة، وأثّر ذلك في غزله وخمرياته. كما أتاحت له أسفاره ثقافة تاريخية قلّ أن جاراه فيها شاعر جاهلي، كالذي يُرى في شعره من أخبار طسم وجديس وعاد وثمود وأخبار ملوك الفرس والروم. تنسب إلى الأعشى قصيدة في مدح النبي محمد r وقيل إنه أراد الإسلام فحال أبو سفيان بينه وبين ذلك. فعاد إلى بلده فلما كان بقاع منفوحة رمى به بعيره فقتله.

لكن رحلات الأعشى إلى الملوك والأمراء لم تصرفه عما ينبغي للشاعر الجاهلي من المشاركة في شؤون قبيلته والإخلاص لقومه وعشيرته. فقد كان شاعر بكر وربيعة، الذي يسجل انتصاراتهم ويهاجم أعداءهم، ويؤرخ وقائعهم مشيداً بأبطالهم مندداً بخصومهم.

قدّمت طائفة من النقاد القدماء الأعشى وفضلوه على غيره من الشعراء، ومنهم أبو عمرو بن العلاء. وقد جعله ابن سلام في الطبقة الأولى من فحول الشعراء الجاهليين وقيل فيه إنه أشعر الناس إذا طرب. ومن قدّم الأعشى يحتج بكثرة طواله الجياد، وتصرّفه في المديح والهجاء وسائر فنون الشعر، وليس ذلك لغيره. ويقال إنه أوّل من سأل (تكسّب) بشعره. وهو صاحب أول قصة شعرية في الجاهلية، إذ مدح الشاعر شريح بن السموأل راوياً قصة وفاء السموأل بن عادياء. ويغلب على شعر الأعشى اللون القصصي الحماسي، فالشاعر أدنى إلى القاص الذي يسجل أحداث عصره. وقد أولع الأعشى ببعض أساليب كثر دورانها في شعره، أهمها أربعة وهي: وحدة القصيدة، والاستدارة، والاستطراد، والقصص.

اشتهر الأعشى بالمديح والغزل، وكان له أثر كبير في زمانه، حتى قيل إنه ما مدح أحداً في الجاهلية إلا رفعه، وقصة مدحه للمحلَّق الكلابي مشهورة في كتب الأدب.

وشُهر الأعشى عند القدماء بشعر الخمر، فهو أشعر شعرائها بين الجاهليين. وقد جاء شعره في الخمر مخالفاً لسائر الشعر الجاهلي، تشيع فيه الحياة، ويشف عن الصلة العاطفية التي تقوم بين الشاعر وموضوعه. واتسمت خمرياته بالسهولة والسلاسة وتدفق العاطفة. وكان موفقاً في اختيار القوالب الشعرية التي تناسب هذا الفن. وهو مؤسس فن الشعر الخمري عند العرب. وقد جعله ابن سلام الجمحي من الشعراء الذين كانوا ينعون على أنفسهم (يشهّرون) ويتعهّرون. وغزله حسي مادي، ولم تكن المرأة في نظره إلا وسيلة من وسائل اللهو: فهو لا يعشق، وحبه متصل بشهوته، وفراق المرأة لا يشجيه، ولا يؤثر فيه إلى أبعد من تأثُّر العابث بفقد وسيلة عبثه، فينصرف إلى وسيلة أخرى بعد قليل. فالحب عنده لون من ألوان المغامرة والصراع وطموح للظفر والامتلاك. وكثير من غزل الأعشى يصور نساء غير عربيات، وبعضهن من القيان كهُريرة وقتيلة وجُبيرة وغيرهن. أما القصص في غزله فللشاعر فيه أسلوب يميزه من سائر الجاهليين ولا يكاد يجاريه إلا امرؤ القيس [ر]. ولكن الأعشى لم يبلغ في هذا الأسلوب مابلغه عمر بن أبي ربيعة[ر]. فقد كان الأعشى قصير النفس فيه، لا ينساق له نسق القصص ولا يكاد يوغل فيه وإنما هي لمحات قصيرة خاطفة، ومجرد حكاية وسرد.

أما معلقته والتي تسمى لامية الاعشى فمطلعها:
ودِّع هریرةَ إنَّ الرکبَ مرتحلُوهل تطیقُ وداعاً أیُّها الرجلُغراء فرعاء مصقولٌ عوارضهاتمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحلكأن مشيتها من بيت جارتهامر السحابة لا ريثٌ ولا عجلتسمع للحلي وسواساً إذا انصرفتكما استعان بريحٍ عشرقٌ زجلليست كمن يكره الجيران طلعتهاولا تراها لسر الجار تختتليكاد يصرعها لولا تشددهاإذا تقوم إلى جاراتها الكسلإذا تلاعب قرناً ساعةً فترتوارتج منها ذنوب المتن والكفلصفر الوشاح وملء الدرع بهكنةٌإذا تأتى يكاد الخصر ينخزلنعم الضجيع غداة الدجن يصرعهاللذة المرء لا جافٍ ولا تفلهركولةٌ، فنقٌ، درمٌ مرافقهاكأن أخمصها بالشوك ينتعلإذا تقوم يضوع المسك أصورةًوالزنبق الورد من أردانها شملما روضةٌ من رياض الحزن معشبةٌخضراء جاد عليها مسبلٌ هطليضاحك الشمس منها كوكبٌ شرقٌمؤزرٌ بعميم النبت مكتهليوماً بأطيب منها نشر رائحةٍولا بأحسن منها إذ دنا الأصلعلقتها عرضاً وعلقت رجلاًغيري وعلق أخرى غيرها الرجلو علقته فتاة ما يحاولهاومن بني عمها ميت بها وهلو علقتني أخيرى ما تلائمنيفاجتمع الحب، حبٌ كله تبلفكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبهناءٍ ودانٍ ومخبولٌ ومختبلصدت هريرة عنا ما تكلمناجهلاً بأم خليدٍ حبل من تصلأ أن رأت رجلاً أعشى أضر بهريب المنون ودهرٌ مفندٌ خبلقالت هريرة لما جئت طالبهاويلي عليك وويلي منك يا رجلإما ترينا حفاةً لانعال لناإنا كذلك ما نحفى وننتعلو قد أخالس رب البيت غفلتهوقد يحاذر مني ثم ما يئلوقد أقود الصبا يوماً فيتبعنيوقد يصاحبني ذو الشرة الغزلوقد غدوت إلى الحانوت يتبعنيشاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شولفي فتيةٍ كسيوف الهند قد علمواأن هالكٌ كل من يحفى وينتعلنازعتهم قضب الريحان متكئاًوقهوةً مزةً راووقها خضللا يستفيقون منها وهي راهنةٌإلا بهات وإن علوا وإن نهلوايسعى بها ذو زجاجاتٍ له نطفٌمقلصٌ أسفل السربال معتملو مستجيبٍ تخال الصنج يسمعهإذا ترجع فيه القينة الفضلالساحبات ذيول الريط آونةًوالرافعات على أعجازها العجلمن كل ذلك يومٌ قد لهوت بهوفي التجارب طول اللهو والغزلو بلدةٍ مثل ظهر الترس موحشةٍللجن بالليل في حافاتها زجللا يتنمى لها بالقيظ يركبهاإلا الذين لهم فيها أتوا مهلجاوزتها بطليحٍ جسرةٍ سرحٍفي مرفقيها ـ إذا استعرضتها ـ فتلبل هل ترى عارضاً قد بت أرمقهكأنما البرق في حافاته شعلله ردافٌ وجوزٌ مفأمٌ عملٌمنطقٌ بسجال الماء متصللم يلهني اللهو عنه حين أرقبهولا اللذاذة في كأس ولا شغلفقلت للشرب في درنا وقد ثملواشيموا وكيف يشيم الشارب الثملقالوا نمارٌ، فبطن الخال جادهمافالعسجديةٌ فالأبلاء فالرجلفالسفح يجري فخنزيرٌ فبرقتهحتى تدافع منه الربو فالحبلحتى تحمل منه الماء تكلفةًروض القطا فكثيب الغينة السهليسقي دياراً لها قد أصبحت غرضاًزوراً تجانف عنها القود والرسلأبلغ يزيد بني شيبان مألكةًأبا ثبيتٍ أما تنفك تأتكلألست منتهياً عن نحت أثلتناولست ضائرها ما أطت الإبلكناطح صخرةً يوماً ليوهنهافلم يضرها وأوهن قرنه الوعلتغري بنا رهط مسعودٍ وإخوتهيوم للقاء فتردي ثم تعتزلتلحم أبناء ذي الجدين إن غضبواأرماحنا ثم تلقاهم وتعتزللا تقعدن وقد أكلتها خطباًتعوذ من شرها يوماً وتبتهلسائل بني أسدٍ عنا فقد علمواأن سوف يأتيك من أبنائنا شكلو اسأل قشيراً وعبد الله كلهمواسأل ربيعة عنا كيف نفتعلإنا نقاتلهم حتى نقتلهمعند اللقاء وإن جاروا وإن جهلواقد كان في آل كهفٍ إن هم احتربواوالجاشرية من يسعى وينتضللئن قتلتم عميداً لم يكن صدداًلنقتلن مثله منكم فنمتثللئن منيت بنا عن غب معركةٍلا تلفنا عن دماء القوم ننتقللا تنتهون ولن ينهى ذوي شططٍكالطعن يذهب فيه الزيت والفتلحتى يظل عميد القوم مرتفقاًيدفع بالراح عنه نسوةٌ عجلأصابه هندوانٌي فأقصدهأو ذابلٌ من رماح الخط معتدلكلا زعمتم بأنا لا نقاتلكمإنا لأمثالكم يا قومنا قتلنحن الفوارس يوم الحنو ضاحيةًجنبي فطيمة لا ميلٌ ولا عزلقالوا الطعان فقلنا تلك عادتناأو تنزلون فإنا معشرٌ نزلقد نخضب العير في مكنون فائلهوقد يشيط على أرماحنا البطل
وتقول العرب ان أقوى بيت في مقطع الهجاءفي معلقته، ذلك الذي أصبح هو الآخر مثلاً، وفيه يقول:
كناطح صخرة يوماً ليوهنهافلم يضرها، وأوهى قرنه الوعل
فصار يتمثّلُ به كناية عن حماقة كل من يتصدى لمصاولة ما يفوقه قوة وصموداً
ما بكاء الكبير في الأطلالوسؤالي وما ترد سؤالي
وقد ترجم بعض قصائده الطوال، المستشرق الألماني "غاير" منها: قصيدته المعلقة، والقصيدة الثانية "ودع هريرة". وقد عني بشرحها مطولاً، وطبعت معلقته في كتاب: المعلقات العشر.
من قصيدة "هيفاء مثل المهرة":
صَحَا القَلبُ مِن ذِكرَى قُتَيلَةَ بَعدَمَايَكُونُ لَهَا مِثلَ الأَسِيرِ المُكَبَّلِلَهَا قَدَمٌ رَيَّا، سِبَاطٌ بَنَانُهَقَدِ اعتَدَلَت فِي حُـسنِ خَلقٍ مُبتَّلِوَسَاقَانِ مَارَ اللَّحمُ مَورَاً عَلَيهِماإلَى مُنتَهَى خَلخَالِهَا المُتَصَلصِلِإذَا التُمِسَت أُربِيّتَاهَا تَسَانَدَتلَهَا الكَفُّ فِي رَابٍ مِنَ الخَلقِ مُفضِلِإلَى هَدَفٍ فِيهِ ارتِفَاعٌ تَرَى لَهُمِنَ الحُسنِ ظِلاً فَوقَ خَلقٍ مُكَمَّلِ
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس