عرض مشاركة واحدة
قديم 23-03-2014, 07:48 PM   #71
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19067 فى 3938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

حيّأك و بيّاك أخي الفاضل حمد ،
كالعادة حضورك يشبه المطر ، لا تدري الخير في أوله أو في آخره ،


  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد ولد أبو حمد مشاهدة المشاركة  

في البداية ذهب تفكيري إلى الأدراك ،، فله أهمية بالغة في إدراك ما حولنا سواء أكان محسوساً بالنظر أو السمع ونخوه ،، أو حتى ما وراء الأشياء من خلال التدبر والتفكر والتذكر والبصيرة والحدس ،،

وخطر لي الأعمى ،، وأعني من ولد وهو أعمى ،، وكيف نمت لديه حاسة السمع وحاسة اللمس وحاسة البصيرة ،، لأنه يحتاجها ،، وكيف أنعكس فقدان بصره (وبالتالي عدم تخزين الأشياء المرئية بالذاكرة) ،، في تنمية قدرته على التذكر السريع واسترجاع ما في ذاكرته من معلومات لما يلمسه ويسمعه ،، نظراً لحاجته الماسة لها فاستطاع تنظيم ذاكرته وقدراته على الاسترجاع بعكس الإنسان العادي الذي يغلب عليه اهمال خبراته السابقة وما يراه ويسمعه ونحوه ،، ومن ثم صعوبة تذكره،، لذا نجد الأعمى عندما يصادف شخص سبق أن سمع صوته ،، يبدأ بالرجوع للذاكرة واسترجاع الصوت من بين ملايين الأصوات التي مرت عليه ،، وفي لحظة يعرفه ويستفهم منه أنت فلان ،، واحيانا نراه يمشي وعندما يقترب من جدار يتوقف رغم عدم رؤيته له فهو قد امتلك حاسة البصيرة ،،

 
لا شك أن جميع حلقات الشعور من إدراك و وجدان و نزوع هي مهمة و مترابطة ترابطاً و ثيقاً ، و كل حلقة تؤثر على لاحقتها تأثيراً كبيراً بل في نظري أن كل حلقة هي التي تصنع تاليتها و لا حقتها ، فإلادراك هو الذي يصنع الوجدان و الوجدان هو الذي يصنع النزوع ، فكلما كانت حواس الإدراك الظاهرة و الباطنة صافية نقية قريبة من تصوير الواقع كانت صورة هذا الواقع في وجداننا أقرب إلى الكمال و التمام و بالتالي كان نزوعنا للتعامل مع هذا الواقع نزوعاً أقرب إلى الكمال و التمام.


  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد ولد أبو حمد مشاهدة المشاركة  

ثم انتقلت بعد ذلك للوجدان ،، وهو مجموعة المشاعر والعواطف الداخلية في النفس ،، ومنها المشاعر الإيجابية مثل الحب والرضى والفرح والسرور والاعجاب ،، والمشاعر السلبية مثل الغضب وسوء الفهم واللوم والكره والهيجان ،، وقد قرأت أنه يدخل ضمنها حاسة الحدس ،،

فضبط هذه المشاعر والتحكم فيها وإدارتها ،، هو سبيل التواصل وأساس النجاح في الحياة وفي التعامل مع الأخرين ،، كالوالدين والأقارب والأبناء والأصدقاء وغيرهم ،، وهو ما نسميه النزوع ،، وهو هيئة التصرف أو السلوك الذي يظهر على المرء في تصرفاته من قول أو عمل ،، وهو الانعكاس الفعلي للمشاعر على هيئة الإنسان وتصرفاته ،، وهو ما يختص فيه المرء لوحده عن سائر المخلوقات ،، فالطيور والحيوانات لا تظهر عليها انعكاسات مشاعرها ،،

 
لعل المفتاح في هذا الجزء من تعقيبك الكريم هو جملة ( ضبط هذه المشاعر و التحكم فيها و إدارتها ) ، و أنا اتفق معك في هذا تماماً ، كما و أتفق معك أن هذا الأمر هو سبيل التواصل و أساس النجاح في الحياة و في التعامل مع الآخر ، كما أرى أن اعمل على تحسين و تطوير الوجدان هو من الأهمية بمكان إذ يجب علينا أن نعمل على تطوير هذا الجانب و لعل في هذه الآية الكريمة ملمحٌ مجمل لما أقصد يقول تعالى :-
( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون )
قيل في تفسير هذه الآية (إذا خوفوا بالله انقادوا ) ،،،، هنا نلاحظ الوجدان في كلمة ( خوفوا ) و نلاحظ النزوع في كلمة ( انقادوا ) ،،، بينما غيرهم يقول الله فيهم :-
( جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ) ،،،
هنا نرى هؤلاء وقد منعوا وسيلة الإدراك التي هي هنا الأذن من أداء عملها حتى لا يتغير وجدانهم و بالتالي يتغير نزوعهم.



  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد ولد أبو حمد مشاهدة المشاركة  


ومن الأمثلة التي خطرت لي وحاولت تفسير كنهها وفق هذا المنظور ،، السوق المالي ،، ولماذا يخسر غالبية المتعاملين فيه رغم أن فيهم من يمتلك الشهادات العليا والمفكرين والمحللين الماليين ومع ذلك يخسروا ،، والسبب وفق ما خلصت إليه أنهم خضعوا لتأثير الشعور بالخوف من الخسارة وسيطر على تصرفاتهم وبالتالي عندما يهبط سعر السهم يتملكهم الخوف الشديد من الخسارة ويصابوا بما يشبه الشلل الفكري ويتحكم في قدرتهم على اتخاذ القرار السريع ومن ثم في تصرفهم والانتظار على أمل ارتفاع السهم في السنوات القادمة وتعويض خسائرهم ،، فيما بالمقابل نجد إنسان بسيط أو ربة منزل ،، يتداول بالسوق المالي وهو لا يمتلك أي شهادة وربما لا يجيد الحديث مع غيره ،، ولكنه تحرر من تأثير مشاعره على تصرفاته ،، فنراه قد انطلق وحقق مكاسب خيالية تصل إلى مبالغ فلكية ،،

 

من أجمل الأشياء أن يدلل المرء بالأمثلة الواقعية لتبيان وجهة نظره ، في هذا المثال الذي أوردته يا صاحبي نشاهد نوعان من التصرف / النزوع ،، فما الذي جعل هذا النزوع يختلف من مجموعة إلى أخرى ؟ أنت أجبت بإجابة أوافقك عليها و هي ( الخوف ) ( وجدان ) ،،، هذا الخوف أصابهم بشلل فكري ( تأثير الوجدان ) ،،،، و هو الذي يؤثر على التصرف / النزوع.
من هذا المثال الذي أوردته ما هو في نظرك الذي يجب أن يعملوا عليه ليتحسن تصرفهم / نزوعهم؟!


[QUOTE=حمد ولد أبو حمد;1664364]
والإنسان سيحاسب على عمله وليس على ما أكنه في صدره ،، لذا برأيي أن النزوع هو الأحرى أن يعمل المرء على تطويره ،،

قال الله تعالى "فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ" ،،

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرْعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ"

ويحضرني أبيات للشاعر نايف الحربي ،،

[poem=font="Simplified Arabic,6,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ليت لي عنقٍ مثل عنق الزرافه = وأمكن الكلمه قبل لااندم عليها
كانها كلمة عقل ولا لطافه= قلتها واخترت للموقف حديها
وكلمةً فيها خطأ ولا لقافه= دامها بالصدر نقدر نحتويها
[/poem]



شكراً لكم ،،
[/QUOTE

أتوافق معك هنا جملة و تفصيلا ،،،،،
الأعمال هي التي سوف نحاسب عليها ، و لكن ما هو الشئ الذي يحدد نوعيّة هذه الأعمال؟
ما هو الشئ الذي يجعلنا مثل هذا التصرف ، و بمثل هذه الصورة؟
هذا ما أبحث عنه يا صاحبي.
تماماً كما الشاهد من حديث الرسول الذي أوردته ، ما معنى أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب ، أوليس الغضب وجدان؟ ألا يعني هذا أن الأهم هو أن نتحكم في هذا الوجدان و نسعى إلى تطويره و احتوائه؟!

ثم أنه صح لسان الشاعر و سلمت يمين الناقل.
و أعلم يا صاحبي أن حضورك و أمثالك هو فخرٌ لي و تشريف.
تحيّة تشبهك و سلام.
التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس