قرأت الموضوع و عقبت عليه ، ثم مررت بالتعقيبات و وعيتها ، و أرى أن هناك خلط بين مصطلحين ، و هما ( الصراحة ) و ( النصيحة ).
الصراحة هي الوضوح ، و لا اعتقد أن أحدا يكره الوضوح ، كما أن الصراحة فيها مباشرة و هذه أيضاً جميلة و مطلوبة ، و هذه في ظني متعلقة بخلق الشخص نفسه ، بطبعه و تربيته ، و لكن يجب أن تكون الصراحة مضبوطة بحسن الخلق أيضاً. و لعل في كلام الصاحب أبو إبراهيم كفاية و تمام
أما النصيحة فهي قولٌ فيه دعوةٌ إِلى صلاح ونَهْيٌ عن فساد ، و غالباً ما تكون النصيحة مرتبطة بالنقد و المشكلة هي ما الذي يتوجب أن ننقده الأشخاص أم الأفعال و في سنة النبي صلى الله عليه و سلّم أعظم توجيه ( ما بال أقوامٍ يفعلون كذا و كذا ) ،،، من هنا نرى أن النقد يكون للأفعال لا للأشخاص. من الأشياء التي أرى أنها مشكلة المشكلات في مجتمعنا هي الازدواجية ، و التناقض ، في الأفعال و في المفاهيم و هذا بسبب أننا نرى الأشياء الصادرة من الآخر بمنظور شخصي كما أننا نعمل الأشياء من منظور شخصي ، بينما يفترض أن تكون أعمالنا مقصود بها الصالح العام في العطاء و الاستقبال.
طبعاً للنصيحة شروط فيجب أن يكون القصد هو الإصلاح أو النهي عن الفساد كما في التعريف مع صلاح النيّة و أيضاً كما قال الرفيق لواء العز أن أعلم تمام العلم أن في المنصوح ما يستدعي النصيحة ، و أيضاً أن تكون في السر كما و صرّح بهذا أخونا حمد ولد أبو حمد ، و كذا الرفق و التوقيت ،،، كما أنه يجب أن نعلم أنه قد تكون النصيحة ابتداءاً و قد تكون استجابةً ، و هنا قد يتفاوت و يتباين ترتيب الشروط.
اعتذر عن الإطالة و لكن رغبت في المداخلة استجابة لطلب العزيز لواء العز.
تحيّة تشبهكم و سلام.