عرض مشاركة واحدة
قديم 27-03-2014, 03:56 PM   #28
مراقب عام
 
الصورة الرمزية لواء العز
 
تم شكره :  شكر 10679 فى 1868 موضوع
لواء العز تم تعطيل التقييم

 

رد: - مرتعُ القصّةِ " المنقُولةِ " .

1- يقوم بحكاية قصة. كان هذا أقل إقحاماً – وأكثر فاعلية – من توضيح وجهة نظره مباشرة. وكانت قصته دائماً تثير مشاعر معينة عند المستمعين, مثل الضحك, أو الغضب, أو الشفقة وتساعدهم على التواصل مع الذي يريد توصيله لهم.
2- يقوم باتصال جسدي. في مناسبات عديدة, تجده يضع ذراعه على كتفك, أو ظهرك, أو ساعدك بينما يتحدث, ناقلاً الطاقة إليك عن طريق الحركة.
3- يتذكر اسمك. لقد حيرني هذا وأدهشني. إن عدد الأشخاص الذين يقابلهم الرئيس في مكتبه خلال سنة واحدة هائل جداً. ربما لن يستطيع تذكرهم كلهم. لكن إذا قابلك "كلينتون" في أكثر من مناسبة, سيحفظ اسمك ببراعة ويستخدمه في كل مرة يتحدث إليك فيها. وهذا يأخذنا إلى النقطة التالية.
4- يناديك باسمك. سواء تذكره أو نظر خلسة إلى الشارة التي تحمل اسمك, سيحرص على مناداتك باسمك أكثر من مرة خلال حديثه معك. خلال واحدة من الزيارات الأخيرة لي معه, دخل إلى الغرفة وقال بدفء :"شون, كم أنا سعيد برؤيتك يا فتى". لقد أخبرني أحد الأشخاص أن صوت اسمنا عندما ينطقه أحد بنغمة محبة يكون واحداً من ألطف الأصوات التي يمكن سماعها. وأنا أتفق معه.
5- يتواصل معك بالعين. عندما تقع عين الرئيس"كلينتون" على عينك, لا تتركك حتى يتم التفاعل. خلال كل سنواتي من التحدث إلى المشاهير – من مشاهير الرياضة ونجوم هوليوود إلى أقطاب الأعمال والسياسيين – استطاع عدد قليل أن يستخدم هذا الأسلوب بتلك البراعة. معظم هؤلاء المغرورين لا يستطيعون إبقاء التواصل أكثر من ثوان معدودة قبل أن يبدؤوا بفحص الغرفة بحثاً عن شخص أكثر أهمية من الواقف أمامهم ليتحدثوا إليه, يا له من شيء مقزز!
6- يستخدم تعابير وجه لينقل حالته العاطفية. سيحييك الرئيس "كلينتون" باتسامه في عينيه في المناسبات السعيدة, وبعيون حزينة وتعبير عن التعاطف في لحظات الدمار. عندما يكون غاضباً من شيء, يظهر على وجهه مثل العاصفة الصيفية. أنا متأكد أن هنا أوقات, مثلما يحدث لنا جميعاً, كان يشعر بشيء ويظهر شيئاً غيره. ولكنه لم يبد مخادعاً أمامي , كان دائماً ناجحاً في نقل العاطفة التي يريد أن يظهرها.
7- يضبط نبرة الصوت وحجمه بناء على الصلة التي كونها. إذا كانت الصلة قوية, سيكون صوته أكثر صخباً. أما إذا كانت الصلة ضعيفة, سيستخدم أسلوباً ناعماً في الكلام. أسلوب بسيط, لكن فعال.
8- يسألك عن رأيك. في المرة الأولى التي التفت إلي الرئيس وسألني: "شون, ماذا تعتقد بشأن ذلك؟". فكرت:"هل سألني للتو عن رأيي؟" , هل سألني لأنه حقاً يريد معرفة رأيي أو لأنه يعرف أن في ذلك إطراء شديداً أن يسألني قائد العالم الحر, أنا لست متأكداً تماماً. ولكن أعرف أن هذا شعور رائع, وما زلت أتذكره حتى هذا اليوم. يحب البشر أن يعطوا آراءهم في الأشياء. في المناسبات النادرة التي يسألنا أحد عن رأينا في شيء ما – ويستمع إلينا – يشعرنا ذلك بالأهمية الشديدة.
9- يختار كلماته بحكمة. لم أجد الرئيس "كلينتون" ولا لمرة واحدة يستخدم ألفاظاً متدنية, أو يتحدث اللغة العامية باستهتار. كان يختار الكلمات بحرص شديد ليكَّون التعبير الذي يبحث عنه.
10- يمتدحك علناً في كل فرصة ممكنة. في 24 يوليو 1998. كنت أحضر حدثاً في روز جاردن, عندما قال الرئيس فجأة:" أريد أيضاً أن أشكر شون ستيفنسون, من (بويز ناشون) دفعة 1996, وهو الآن متدرب في شئون مجلس الوزراء. شكراً لك على ما تفعله هنا". ثم أومأ برأسه في اتجاهي وابتسم. هل فعل ذلك لأنه بروتوكول متبع أم لأنه فعلاً ممتن لخدمتي في البيت الأبيض؟ سأختار أن أصدق الأخيرة. إنه شعور رائع.

أحياناً أِشير إلى قدرة الرئيس "كلينتون" على التواصل مع من يكرهونه بـ"ظاهرة غسيل السيارات". يأتي أصحاب المقام الرفيع وأسرهم – خاصة الذين يشككون فيه وغير الودودين معه – ويدخلون البيت الأبيض من بوابات الجناح الشرقي, وترتسم عليهم غالباً تعبيرات الازدراء. يأخذون جولة في الأماكن العامة ثم يتجهون إلى مكتب الرئيس في الجناح الغربي؛ ليجتمعوا معه. بعد عدة ساعات, عندما يغادرون البيت الأبيض من بوابات الجناح الغربي – يبدون مختلفين تماماً. وكأن الرئيس "كلينتون", مثل غسيل السيارات الشامل, قد أزال العبوس عن وجوههم بطريقة سحرية واستبدله بتعبيرات عن الارتياح التام. بالطبع شيء استثنائي!
لقد قالوا دوماً إن مهارة :كلينتون" الكبرى هي قدرته على الاتصال. سوف أختلف معهم. أنا أومن أن ما يلائمه أكثر هو قدرته على التواصل.

شون ستيفنسون
التوقيع
اللهم ارحم عبدك سلطان واغفر له وأحسن مدخله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.. آمين.
الأربعاء 10 \ 2 \ 1433 هـ . ساعة 9:30م
لواء العز غير متصل   رد مع اقتباس