مشكلتي عندما أقرأ هي أنني أؤمن أن الذي يكتب لا يمكن أن يكتب دون هدف أو رؤية ، و هذا يجعلني أبحث عن الهدف أثناء القراءة ، و هذا الأمر يفسد علي المتعة كثيراً.!
أيضاً اختيار الكاتب للعنوان يخبرني بالكثير ، فالعنوان هو مفتاح النص بالنسبة لي ، و كذا الشخصيّة الرئيسية في النص ، و لماذا أختار الكاتب هذه الشخصيّة بالذات ليقوم بتوصيل الفكرة التي يريد قولها ، و العلاقة الثلاثية بين الفكرة و العنوان و الشخصيّة ، و الأسئلة.!
الآن في سردكِ هنا العنوان و الشخصيّة الرئيسيّة تتمحور حول نظرة كلب وصفتيه بالمشرّد ، و لا أذكر أنه مرّ بي كلب في الأدب ،،، الحمار مرّ كثيراً و لعل أشهرها حمار جحا ، و حمار خوان رامون و بالطبع حمار الحكيم.
و جاء أول الأسئلة لماذا اختارت ( اناييس ) كلباً ، و كلباً مشرداً ، و جاء مع هذا السؤال ، قيمة الكلب ، و معنى الكلب في ثقافتنا ، على تنوّع المعاني.!
ثم الأقدام ، و المعنى خلف الأقدام ، و حديث الأقدام ، و المشاعر التي أثارتها الأقدام على تنوعها ، كل هذه الأمور ازدحمت في رأسي و أنا أقرأ.!
الحي و هو لاشك حي يقطنه الأغنياء ، و هذا واضح من التصوير العام للمشاهد ، و إن كانت هناك صورة صدمتني في التراكيب و هو قولكِ (ويتدحرج أمامه فيلاعبه ككرة الاطفال اللينة في الحارات الفقيرة التي يأوي إليها عادة.) ، مع أن جملتكِ الأولى و هي (كلب الشوارع المشرد الرابض بكسل تحت السيارة الفارهة يراقب صباحاً ...) ، صورت لي أن الكلب كان سريره الليلي هناك.!
و لكن هذا يمكن أن يجد له الشخص أكثر من مخرج ،،، فلا مشكلة هنا.!
كما أنني كنت أتساءل عن الحالة النفسيّة التي كانت الكاتبة تعيشها أثناء الكتابة ، كل هذا و أكثر.!
ثم النهايّة ، و أسباب النهايّة.!
القصة جميلة ، قرأتها و استمتعت ، و أهم ما وصلت إليه أنكِ مكسبٌ يا اناييس.
تحيّة تشبهكِ و سلام.