جمعتني بها حروف وكلمات فاصبحنا صديقتين
انتظرها كل نهار لتشاركني قهوتي الصباحية
لتكمل لي حكايتها
وتخبرني عن طفولتها وصباها واسرتها
ويوم زواجها ومن ثم بداية النكبة وهلعها
وتركها لبيتها ،
زرتها في ذاك اليوم وجلسنا على شاطيء حيفا
لم تتركني لاتمتع بنسيم البحر ولا بجمال هدوئه ،
كانت الامواج تلاحقني لتشكي لي غربتها
وتبكي لفراقها ،
رأيتها تلوح لي مبتسمه تارة لزيارتي لها
واخرى دامعة العينين متحسرة ...
وقفت اخيرا والهواء يراقص فستانها
لوحت ، اكملت سيرها نحو البحر
وهي تغني
"هدي يا بحر هدي طولنا في غيبتنا "
ناديتها ان عودي " رقيه "
قالت :
غني معي ،
" سلملي على الزيتونه على اهلي اللي ربوني"
" وسلم سلم على بلادي تربة بَي وجدادي "
رمت لي بدفترها وقلمها
وقالت : أتميها انتَ !
تساءلت : ترى ما يكون الوطن غير اغنية ؟
دلة القهوة الصباحية ؟
مناقيش الزعتر ؟
كعك اليانسون في الشتاء ؟
فنجان الشاي بالمرمية ؟
شجر البلوط في طريق مدرستي ؟
الحرية ؟
الآسرى المنسيين ؟
مفتاح بيت جدي ؟
ام حلم نازح بالعودة ؟
ام ماذا يا ترى ، اخبروني !!