[frame="7 80"]
الجزء الثالث والأخير وشكرا لكم .
(3)
أظن أنه من الممتع أن أحكي لكم عن أكشاك بيع الذرة والبطاطس في المعرض ، وهي محل سخرية في وسم # معرض الكويت الدولي من قبل بعض المغردين وكانوا يقارنون بين مبيعات الكتب والذرة والبطاطس .
رصفت هذه الأكشاك خارج صالات العرض في الهواء الطلق على رصيف الفناء الخارجي ، تأملتها قليلا ، يتقاسمها لونان هما الأصفر والأزرق وكان الباعة يتألقون بتقليب الذرة على صفيح معدني مستدير قد غلف بقصدير يحمي الذرة ، وكان الزبائن يتابعون ذلك المنظر المهيب لشقلبة الذرة الصفراء بأنامل هندية حكيمة !
ولي مع هذه الذرة حكايات جميلة في طفولتي حين كنا ننتقل في الصيف للعيش في شقتنا في دمشق ، كان باعة الذرة المتجولون يدفعون عربات على شكل مربع بعضها لها أربع عجلات أخرى على ثلاث ، وقد جعلوا وسطها حفرة مستديرة ليسقطوا فيها الإناء الذي تسبح وسطه عرائس الذرة الطازجة وكنا نسميها (عرنوس ) يعبر حارتنا بائعان الأول يعصب رأسه بقطعة قماش غريبة وكأنه سيحارب وهذا لا أحبذ الشراء منه لأن ذرته إما أن تكون حباتها قاسية أو العكس وكانوا يسمحون لنا بجسها ، ولكم أن تتخيلوا كم يدا تمس الذرة الحارات التي تسبق حارتنا !
أما الثاني فهو أصلع ومتوسط الطول وله ذقن خفيفة ويتحدث بلهجة فلسطينية وتعجبني ذرته ثم إنه مع الزمن أصبحت أترك اختيار الذرة له دون جسها وتقليبها ، إنها الثقة يا رفاق .
في السعودية لا تعجبني الذرة أبدا سوى تلك التي تباع في جبال الطائف ، خاصة حين تكون مشوية .
[/frame]