عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-2014, 02:58 PM   #22
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز العمران
 
تم شكره :  شكر 16200 فى 3359 موضوع
عبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضو

 

رد: من قصص العشق في سدير .. (سحر العيون) ..!



ملخص الجزء الثاني

تعرف أحمدعلى وضحى عن قرب و بدأ لقاءاته معها بعد

أن تأكد من أنه أصبح متيماً بها .
وضحى هي الأخرى هامت بحب هذا الفتى الوسيم وسكنت
محبته في كيانها البكر الخالي من أي حب سابق.
فوزية بدأت تساورها الشكوك في تصرفات زوجها أحمد وقررت
متابعة تحركاته وكانت خطوتها الأولى مفاجأته بالزيارة
في المزرعة .




سحر العيون




الجزء الثالث (قبل الأخير)




فوزية كانت قد قررت الذهاب إلى (النخل) لعلها تضع يدها على الأمر الذي تسبب في التغير الذي

طرأ على حالة زوجها أحمد .. وحين وصلت إلى النخل دخلته في مفاجأة مذهلة وغير متوقعة لأحمد

ولكن قبل ذلك كانت وضحى تراقب من خيمتها الطريق المؤدي من القرية إلى المزرعة مما مكنها

من رؤية المرأة القادمة من القرية قبل وصولها إلى المزرعة .. وبرد فعل سريع اتجهت وضحى

إلى حيث يقف أحمد على مقربة من أقرب نقطة في المزرعة لخيمة أهل وضحى وبادرته قائلة ..:

(انتبه يا أحمد فيه حرمة مقبلة على المزرعة يمكن تصير من ربعك ) .. ثم تركته بسرعة ورشاقة

واستمرت في نفس الاتجاه وخرجت من المنفذ الخلفي للمزرعة واستدارت خلف السور وهي تمشي

في وضع الانحناء حتى لا تراها (فوزية) القادمة من الجهة الأخرى .. أكملت سيرها حتى وصلت

الخيمة .. فيما دخلت فوزية المزرعة واتجهت إلى حيث يقف أحمد الذي لم يستطع إخفاء ارتباكه

وذهوله من هذا الموقف الغير متوقع .. سلمت فوزيه على أحمد وهي تبتسم وتجول بنظرها في أرجاء

المزرعة .. رد أحمد السلام بطريقة توحي بأنه يستفسر عن سبب الزيارة المفاجئة .. فقالت فوزية :

( أبد والله نومك البارح لك عليه وقلت أروح أشوف وشو فيه من حال ) .. أشار لها أحمد با الجلوس

فيما تشاغل ببعض الأعمال اليومية في المزرعة .. مما أطال الوقت على فوزية الأمر الذي دفعها

لمغادرة المزرعة .. وعلى الطرف الآخر كانت وضحى تراقب من بعيد الطريق بين المزرعة والقرية

وحين لمحت فوزية عائدة من حيث أتت عادت إلى المزرعة مرة أخرى واتجهت إلى المكان الذي يقف

فيه أحمد.. (فز) لها أحمد حين رآها مقبلة وكاد أن يحتضنها لولا أنه انتبه لنفسه وتدارك الموقف واكتفى

بالترحيب الحار و تقديم الشكر لها على فطنتها وحسن تصرفها خلال زيارة فوزية المفاجئة .. ابتسمت

وضحى وأشارت إلى الجزء الخلفي لـ (النخل) على أنه أكثر أماناً من مكانهما الذي يقفان فيه .. مشيا

سوياً إلى هناك وقلوبهما تخفق والعرق يتصبب من جبين أحمد فيما كانت وضحى أهدأ من أحمد بحكم

أنها ليس لديها ما تخسره في واقعها الجديد حيث لا زوج ولا بيت وبالتالي فإن مكاسبها من محبة أحمد

لا تحتاج لحساب في نظرها .. بينما أحمد يتوجب على عليه اختيار أحد أمرين : إما المحافظة على

استقرار أسرته وبيته أو المضي قدماً خلف قلبه الذي غادر صدره واستقر على كف وضحى تفعل به

ما تشاء وتتحكم به بما تملك من سمات الأنوثة والجمال والجاذبية .. ومهما تكن الحال فإن أحمد بات

متأكداً أن اتخاذ القرار لم يعد بيده بل إن الأمر قد حسم سلفاً ؟ .. كان هذا ما يجول بخاطر أحمد الذي

انتبه على صوت وضحى وهي تطلب منه بدلال أن يغني لها بصوته أحد قصائده العذبة .. ارتاح أحمد

لهذا الطلب العزيز من أغلى البشر و(شال) بصوته الجميل هذه القصيدة :

تو ما شافت غزير الزين عيني
طارت الغطوة وشفت اللي تحتها

ليتني ما شفت وضاح الجبين
يعلم الله يا خوي حالي خذتها

عين ريم ذيروها مسلحين
قادت الغزلان والريم تبعتها

الجدايل فوق متنه سبحتين
يا صباح الخير يا نور طخمتها

مما أضفى على أجواء اللقاء مسحة ولا أجمل من العاطفة الفياضة لدى الحبيبين ، وكان كل شيء في هذا

اللقاء جميلاً .. نسمات الهواء وظلال النخيل وخضرة الأرض وملامح أحمد المشرقة ..ووجنتي وضحى

الموردتين بعد أن انزاح عنهما الغطاء .. تعلوهما عينان لا يفتر أحمد من اختلاس النظر إليهما كلما حانت

له الفرصة .. وكانت ابتسامة وضحى كافية لأن تحيل بستان أحمد إلى جنة وارفة الظلال تتراقص فيها

أشجار النخيل على أنغام همساتها الشجية .. الوقت يمر سريعاً والقلوب تسكب عواطفها والمشاعر مجنحة

تحلق بالحبيبين في فضاء ممتد بسعة الأفق وأكثر ..

صحت وضحى من سكرة المشاعر الجياشة وانتبهت إلى مرور الوقت ونهضت من مجلسها مودعة أحمد

ولكنه لم يكن في وضع يمكنه من تحمل كلمات وداع وضحى ، فاكتفى بإطراقة على الأرض انسابت خلالها

دموع مؤثرة جرحت ثرى البستان المعشبة .. مما أجبر وضحى على العودة إليه والاقتراب منه حتى كادت

أن تلامس جسده وأخذت طرف برقعها في محاولة لمسح دموعه .. ولكن هيهات فالأمر لم يكن دمعة أو دمعتين

بل سيل من الدموع أغرقت وجهه الجميل .. كما أن تصرفها هذا زاد من ( شرهته)وانتقل إلى مرحلة

البكاء بحرارة .. تأثرت وضحى بهذا الموقف المغرق في العاطفة من ابن القرية أحمد وكان الأمر برمته جديداً

عليها بكل تفاصيله .. ففاضت عيناها الساحرتين بدموع سالت على وجنتيها الناعمتين .. ونهضت وهي (تتنهت)

بعمق تاركة أحمد في مكانه وسارت في طريقها وهي تتلفت بحذر إلى أن غادرت المزرعة ووصلت إلى الخيمة

وهناك كانت أمها تنتظر عودتها لتستقبلها بنظرات الشك والريبة :

الأم : وينك فيه ؟

ارتبكت وضحى بعد أن شعرت أن أمها تعلم كل شيء .. وأجابت :
(مع المطوع راعي النخل وترى يا يوه ولله ما صار بيني وبينه ما حرم الله)

الأم : ( يا ويلي يا وضحى عسى ما هو عشاقة ؟)

وضحى : ( إلا والله يا يوه أنه صرم معاليق قلبي)

الأم : ( لاحول .. والله ان درى أبوك إن يذبحك)

وضحى : (أنا انذبحت قبل ذبح أبوي )

عاتبتها أمها عتاب المشفق عليها وأوصتها بأن تبتعد عن أحمد مع وعد منها بكتمان الأمر وان تبقيه سراً

بينهما وتظاهرت وضحى بالموافقة والله أعلم بما تخفي الصدور .

مرت الأيام و أحمد على هذه الحال فقد أصبح وقته كله حالة ترقب وانتظار لهنيهات اللقاء مع الفاتنة

وضحى التي هي الأخرى تعيش نفس الهاجس والهم ولكن مع تغير في شخصيتها نحو حالة من النضج

المتسارع في عالم تعيشه تفاصيله لأول مرة حيث انعكست شخصية أحمد الآسرة على تصرفاتها

اللاإرادية فصارت الدمعة تنساب بسهولة من مقلتيها الفاتنتين وبدأت وجنتاها تحمر لأي كلمة غزل

تداعب سمعها من أحمد مما زاد من تألقها وسحرها .. وكان محصلة كل هذا مزيد من الانغماس في

حالة الحب والعشق الأمر الذي كان من الطبيعي أن يفضي إلى انكشاف ما كان خافياً عن أهل القرية

فأصبح الحديث عن قصة حبهما هو الخبر الجديد في بيوت وأزقة جلاجل خاصة وأن أحد أطراف هذا

الحب ينظر إليه على أنه شخصية غير عادية في مجتمع القرية .

كثر الكلام والأخذ والرد والقيل والقال في مجتمع القرية الصغير وتناثرت الأسئلة هنا وهناك مع كلام يتردد

على هذا النحو .. : ( الله يهديك يا أحمد ويعظم أجر فوزية ) ... و ( والله ما هقيناها تجي من مطوعنا

أحمد لوها من غيره كان أهون ) .. و ( أبد يا اخيتي فوزية .. والله ان هالبنت ما تجي غسال رجليك لكن

هذولا هم الرجاجيل ما يملا عيونهم شي حسبي الله ونعم الوكيل ) ..

أما فوزية وبعد أن اتضحت الرؤية أمامها وانكشف المستور فقد سكن عمقها الطاهر جرح غائر أدمى

قلبها ومس كرامتها .. ولا حل لديها إلا اللجوء لخالقها بالتوسل والدعاء بأن يعيد لها زوجها وحبيبها

أحمد .. ولكن أنت تريد وهو يريد والله يفعل ما يريد..

ضاقت الأرض بما رحبت على أحمد واشتد الحصار عليه ولم يعد يرى أمامه سوى مجتمع يتحدث من

خلال العقل وتوجهاته .. وفي المقابل نزعات قلب تائه مغرم فر من صدره وشغف بحب وضحى التي

أصبحت وبحكم حالته العاطفية الراهنة هي الحياة ولا غيرها أما الآخرين فهم في نظره مجرد (عذال)

وأصحاب قلوب خالية .

ورغم ذلك كله فإن أي من الحبيبين لم يفكر في أي لحظة ينال فيها من حبيبه لذة أو نشوة عابرة حيث

كان خوف أحمد من خالقه وتدينه وكذلك عفاف وضحى وترفعها حجاب لهما عن مثل هذا المنزلق .

ولهذا وفي ظل هذه التطورات المتسارعة وبعد أن فكر أحمد في الأمر مليا خيل إليه أن الجنوح إلى

العقل يأتي باستخدام حقه الشرعي في التقدم لأهل وضحى وخطبتها على سنة الله ورسوله ..


نكمل ..

-
التوقيع
عبدالعزيز العمران غير متصل   رد مع اقتباس