عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-2015, 09:37 AM   #1
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية مازر
 
تم شكره :  شكر 259 فى 99 موضوع
مازر is an unknown quantity at this pointمازر is an unknown quantity at this pointمازر is an unknown quantity at this pointمازر is an unknown quantity at this pointمازر is an unknown quantity at this pointمازر is an unknown quantity at this point

 

في حياة العنصرية



في حياة العنصرية


كلما زاغ البشر عن الأصل وتمسكوا بالفروع المختلفة فسيكون الأول هامشاً والثاني منهجاً يزيد التائه في دوامته والأحمق في حمقه.
التنابز بالألقاب والتفاضل بالأنساب بهدف تحقير الغير داء بعض العرب الذي يفتك بهم منذ قديم الزمان.. ومع ثورة السرعة وتقارب العالم يتفنن الناقصون في تلميع تاريخهم كأنهم يمتلكون صكوك موثوقة بهذا!! تنوعت العنصرية من كونها للقبيلة والأصول إلى اللون والمكان والمنطقة وحتى الميول.. وأصبح الفرد لا يستوعب ما هو الطريق الذي يجعله ينسجم مع الناس؟؟ وبعيداً عن ضرب الأمثلة لكونها واسعة متنوعة ومتجددة لا يسعني أن أكتبها في مقالة قصيرة.. فالله سبحانه وتعالى وضع لنا الحل الأنسب لكبح هذا المرض العضال منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فقال في محكم التنزيل {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ****** الآية.. لكن الكثير وخاصة ممن ينتمون إلى اغترار الذات وقلة الفهم ولبس رداء الحماقة وقت الخيلاء يتناسى هذه الآية حتى لو كان من أهل الاستقامة شكلاً لا مضموناً.
وضع أبو ذر رضي الله عنه خده على التراب عندما عيّر بلال رضي الله عنه بأمه وقال: يا ابن السواء ليتفادى المصيبة التي اقترفها ويستغفر الله تعالى ويتراجع ويضرب أجمل الأمثلة في حياة الصحابة.. فقال بلال رضى الله عنه فاهماً أن لونه وجنسه وعرقه ليس باختياره إنما باختيار خالقه لكن الذي هو في اختياره بعد توفق الله عز وجل له هو معرفته (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) هو ما جعله يقول لأبي ذر رضي الله عنه: والله لا أطأ وجهً سجد لله سجدة.. حينئذ تعانقا عناق الأصل بالأصل وتباكيا بكاء المحب لعقيدة ودينه وانتهى الموقف ليسجل لنا التاريخ أجمل المواقف في سخافات العنصرية عندما تتقيد المبادئ لدى الفرد.
ولنتأمل أنفسنا!!
كم من طلقة أطلقناها في وجوه المستضعفين وخاصة في وجوه الأجانب.. وكم تفاخرنا في أسرنا وقبائلنا عندما نجتمع اجتماع الشياطين.. وكم تقدمتنا السذاجة عندما نعير بعضنا بالنقص الذي يكون لنا منه نصيباًُ ونحن لا نعلم!!
فلو تفاخر اليهود بنسبهم لكان أجدر من العرب لأن أمهم حرة وأمنا أمة لكن هذا المقياس لا يقبل الصواب في قيمنا الإسلامية وإنما كتبته ليتناسب مع فهم من تعصب بجنونه القبلي وتعنته وتجبره.. ولو أن في هذا التعصب خيراٌ ما تساوى الناس في نهايتهم الترابية.



التوقيع

(( كم تمنيت أن نفهم حقيقتنا قبل الوداع ))
مازر غير متصل   رد مع اقتباس