عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-2006, 11:34 AM   #43
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد على: رحلتي الى النور !!

الحلقة الثانية والأربعون

لم أحضر الدرس ذلك اليوم من الخوف والحياء..
ولم أخرج من غرفتي طوال ذلك اليوم وحتى اليوم التالي ..
صليت الظهر مع الشيخ ثم لحقته بعد الصلاة..
وكان الشيخ واجما ويستمع لأسئلة الناس حتى انتهوا وبقيت أسير
وحدي معه..
كانت الحيرة والغضب واضحة عليه..
لا شك أنني أردت منه أن ينصفني من ذلك الطالب المعتدي..
فهو حق لي ....
ولكن ما معنى ذلك؟؟
سيكون في ذلك فتحا لباب الأقاويل في الشيخ وطلبته حينها..
وهو مؤذ للشيخ ...
وهذا شيء لا أرضاه البتة ..
حتى ولو أدى ذلك لأذيتي والتعدي علي مرارا والله..
ومالذي يضيرني لو تحملت في ذات الله تعالى وطلب العلم أذية ؟؟
فقد أوذي وضرب وشتم وتعدي بل وقتل من هو اشرف مني
وخيرا وأتقى عند الله تعالى..
لم يطلب مني شيخنا شيئا ولم ينهني عن شيء ولم يخبرني مالذي
جرى بينه وبين ذلك الطالب..
..ولا أشك انه استدعاه واستوثق منه ما فعله..
فهو رجل قريب من الشيخ وهو طالب مجتهد في العلم إن لم يكن اعلم
طلبة الشيخ في بعض العلوم!!
فأي عار سيجلبه ذلك الرجل لنفسه ولشيخه ولحلقته ولطلبة العلم لو
أشيع الخبر حينها؟؟
لو طلب مني الشيخ أن أصبر وأصمت لفعلت ولكن سيبقى في نفسي
شيء!!
ولو أمرني بفعل شيء نحو أن أشتكيه أو شيخنا فعل ذلك لكانت
كارثة!!
لذلك سكت الشيخ وكأنه يشير لي أن القرار راجع إلي!!
ولا أدعي والله أنني كنت راشدا حكيما في أفعالي حينها..
ولكنني كظمت غيضي وفوضت أمري لله سبحانه..
وصمت ولم أشتكه للشرطة أو أي جهة تحاسبه..
وأنا أحمد الله تعالى أنني فعلت ذلك ..
فمنذ تلك المشكلة وأنا أشعر في نفسي أنني جزء من عائلة هذا العلم
الشهم الكريم الذي آواني وكفلني ..
فالحمد لله أنني لم أضيق صدره بشيء أو أن أفتح له بابا للمشاكل..
ولكن هل ارتدع ذلك الرجل السفيه عن غيه وعقل وتاب عما فعل..
دعوني أكمل فصول الرواية وأحداثها وستعرفون مالذي حدث!!
كما سبق لم يطلعني الشيخ عما جرى بينهما..
ولكنني أدركت بعض الأمور من خلال تصرفاته..
والتي من خلالها نستطيع استنباط ما يجري..
حيث انقطع رفيقنا عن الدروس لفترة طويلة !!
وتوقف عن القراءة على الشيخ في درس العصر..
بل لم يعد يصلي خلف الشيخ في المسجد كما هي عادته..
ورأيت بينه وبين الشيخ جفوة ..
وأنا لم آمر بذلك ولم تسئني !!
كما قال أبو سفيان رضي الله عنه.. !!
فبعد فعلته معي صرت لا أطيق رؤيته ولا أطيق مجاورته ..
وحينما رجع لحضور الدرس بقي سنوات يحضر الحلقة
دون أن ينطق بكلمة واحدة أو يكلمه شيخنا إلا ما ندر..
وكل ذلك من نتائج أفعاله المشينة معي حينها...
لقد سعى ذلك الرجل طوال بقائي في عنيزة في تشويه صورتي والنيل
مني سواء في عنيزة عند طلبة الشيخ أو لدى أقاربه وأهله وولده..
وكذلك لدى كل المشائخ الذين يصل إليهم دون أن يردعه دين أو خلق
أليس من المعيب أن يكون شغلنا نحن طلبة العلم أن نفتري على بعضا
بعضا ونشغل الناس بمثل هذه التفاهات..
لا يظنن جاهل أو مغفل أنني أردت بكتابتي عن تلك القصة النيل من ذلك
الطالب أو الانتقام من تصرفاته معي ..!!
إن هذا سيكون حسابه بين يدي رب العالمين سبحانه..
ولو قصدت ذلك لفضحته باسمه ولذكرت مخازيه باسمه..
وهذا مالا يليق بنا معاشر طلبة العلم وفي ذلك أذية لشيخنا ولأهله ..
فدعونا ياإخوتي نستفيد من تلك القصة دون أن ننشغل بمعرفة من هو
فلان أو فلان..
إن كل ما قصدته من كل ذلك هو رد جزء من جميل شيخي وأستاذي
ووالدي الشيخ محمد رحمه الله ورضي عنه ..
فدعوني احكي الحكاية واروي الواقعة بكل اطمئنان وراحة ضمير..
إن موقف شيخنا محمد معي هو موقف شريف ونبيل أريد أن أحكيه
للناس لتعرف فضله وعقله وسعة حلمه رحمه الله ..
أريد أن يعرف أبنائي و كذلك كل من اساؤا بي الظنون ممن قرب وبعد
أريدهم أن يدركوا ما حصل ويكفيني أن تبلغهم الحقيقة التي أدين الله
بها وبعد ذلك فالقرار راجع لهم وأمري وأمرهم لله تعالى..
لقد شحن ذلك المسكين نفوس بعض الناس حتى وصل بهم الحال أن
يفعلوا أفعالا لا تكاد تصدق..
سافر مجموعة من أصحابه بإيحاء منه للطائف من أجل أن يستوثقوا
عني لدى من يعرفني من المشائخ ..
وليتهم أكتفوا بذلك فليس هناك سوى ما يشرف والحمد لله ...
بل كذبوا وافتروا و صوروا لهم أنني في شهور بسيطة قد صرت أقرب
الناس للشيخ فلا بد أنني استعملت وسائل غير شرعية وقصدهم أنني
سحرت الشيخ !!
ورجعوا لعنيزة ونشروا بين الناس أنهم وجدوا سر المسألة
وكيف أنني سأكون خطرا على الشيخ وولده وأهله ..
اختلفت آراء أولئك السفهاء ..
فمنهم من قال : هو ساحر ..
ومنهم من قال : بل هو جاسوس ..
ومنهم من قال : هو !!!
والذي أريد أن يعرفه هؤلاء ممن يقرأ هذا الكلام اليوم أنني طوال
بقائي في عنيزة لأكثر من عشر سنوات والذي لا إله سواه لم اسمع
شيخنا يقول كلمة واحدة عن سحر أو جاسوسية لا عني ولا عن أحد
من طلبته فهو رجل عاقل وحصيف ويخشى الله تعالى في أعراض
الناس ويعرف أنه موقوف بين يدي الله ومسئول عن كل ما يقوله
فليعد أولئك جوابا لربهم عما قالوه وافتروه ..
وليأتوا بالبرهان إن كانوا صادقين ..
لم يرو لي الشيخ ما يقوله هؤلاء عني ولم اسمعه يتكلم به معي أو
مع غيري لا من قريب ولا من بعيد ولم يحاول الإستيثاق من ذلك
فهذه شهادة شرف أعتز بها من الشيخ رحمه الله..
كان الشيخ يقول لي : أنت مثل ابن عباس رض الله عنه حينما قال:
أدركت العلم بثلاث (بقلب عقول وجسم غير ملول ولسان سؤول) أو كما
قال رضي الله عنه..
لم يشتغل الشيخ ولم يشغلني بمثل هذه الخزعبلات ..
بل كان وفيا معي وبعهده الذي قطعه لوالدي بأن يرعاني وأكون تحت
نظره وتربيته ..
جاءت أيام الدراسة فدرست في ثانوية ابن سعدي وبالكاد تخرجت من الثانوية..
حيث أن نفسي طابت من الدراسة النظامية ولولا ضغط الشيخ علي
لتركتها ولم أكمل مطلقا..
جاء رمضان ذلك العام ..1412 للهجرة..
حيث يتبع فيه شيخنا برنامجا صارما في قراءة القرءان
وتتوقف دروسه تقريبا سوى تدريس بعض الأبواب الفقهية التي
تتعلق بالصيام ورمضان..
حينما بلغنا الخبر برؤية الهلال ذلك العام ..
لم نتمكن من صلاة التراويح ليلة الأول من رمضان ..
فلم يبلغ الناس إلا متأخرين وأظنهم أعلنوا ذلك في آخر الليل ..
في ذلك الصباح استقبلت الشيخ وهنأته بالشهر الفضيل ..
وسألته عن برنامجه ؟؟
فقال : سأجلس أقرا القرءان في المسجد..
قلت له : سأبقى معك ..
قال: لا دروس سوى قراءة القرءان فحسب..
فقلت : نعم سأفعل إن شاء الله..
وكنت حينها مرهقا ومتعبا ولم انم أغلب الليل ..
صلى الشيخ الفجر ذلك اليوم ثم بعد التسبيح والذكر ..
دخل لمصلى الجمعة الذي في مقدمة المسجد..
ورمى عباءته على الأرض وابتدأ في قراءة القرءان وهو يسير
ذهابا وإيابا..
فقرأ عشرة أجزاء .. حيث يختم كل ثلاثة أيام ..
فتكون ختمته في الشهر عشر ختمات ..
ولو شاء لختمه كله في يوم واحد ولكنه يرى أن السنة أن لا يقل عن
ثلاث لحديث عبد الله بن عمرو ابن العاص.. المعروف..
و بما انه ينزل لمكة ويمكث العشر في الحرم تدريسا وإفتاء
ولكثرة أشغاله وضيق الوقت فهو يقرأ أيضا بعد صلاة العصر ليعوض
عن نفسه الختمات التي يريد أن يقرأها في مكة ..
ومن عمل شيخنا انه يواظب على الشيء إذا فعله مهما كانت الظروف
ويحترز لذلك .. رحمه الله رحمة واسعة..
طلب مني الشيخ أن أراجع حفظي ثم بعد ذلك يسمع لي حينما ينتهي
من قراءة حزبه .. في المسجد أو ونحن نسير لبيته..
حيث لا يكون أحد سوانا..
ويكون ذلك بعد انقضاء حوالي ثلاث ساعات من بعد الصلاة..
كانت لحظات روحانية أجد المتعة واللذة في استذكار تلك اللحظات
الجميلة ..
أذكر أن تلك الأيام كانت باردة ولذلك يلبس شيخنا عباءته الغليظة
ذات اللون المسمى ( العنابي ) !!
وكنت أتدثر بعباءتي وأقرأ القرءان ويصيبني النعاس أحيانا..
فأنام فيرفع شيخنا صوته بالقرءان كأنه يوقظني فأستيقظ وأكمل
حزبي..
حاولت مرارا أن أفعل مثل الشيخ وأسير في المسجد كما يسير هو
ولكنني تعبت وعجزت ..
وهو يفعل ذلك لكي لا ينام وينعس ولا يكسل ..
ذات مرة في تلك الأيام ونحن نسير لبيت الشيخ وحولنا هدوء وسكينة
فالناس كلهم هجوع..
والأسواق والشوارع خالية من الناس والسيارات ..
فلا تسمع سوى سقسقة وتغريد العصافير..
طلبت من الشيخ أن يحدثني عن نفسه ..
وعن حياته في شبابه ..
فأخذ يروي لي أشياء جميلة سأذكرها في الحلقة القادمة
بحول الله تعالى ...

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس