عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-2006, 09:18 PM   #56
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد على: رحلتي الى النور !!


الحلقة الخامسة والخمسون


منذ اليوم الأول لوصولنا لمنى ولا ترى شيخنا إلا في درس أو إجابة فتوى
أو عبادة وذكر وتلاوة ..
وفي فراغه إن وجد ليلا بعد العشاء كنت أجلس معه وأقرأ عليه مما ييسره الله
كانت الوفود والزوار لا تنقطع طوال تلك الأيام عن التوافد للمخيم ..
ممن سعدنا برفقتهم تلك الأيام في الحج الأخ الشيخ خالد الشريمي حفظه الله
وهذا الرجل من أصحاب شيخنا ومن محبيه لأكثر من عشرين سنة ..
قمت بتسجيل تلك الدروس والفتاوى طوال مكوثنا في منى في التروية وكذلك في أيام التشريق .. وقد سلمت تلك النسخ لا حقا للإخوة في مؤسسة الاستقامة
كنت أتلوا على الشيخ أسئلة الناس وغالبها يتعلق بالحج والمناسك ..
وكانت بعض الأسئلة تحتاج لنقاش مع السائل لاستيضاح بعض التفاصيل
فكان الشيخ قبل أن يجيب على الفتوى يقول أين السائل ؟؟
فإن رفع السائل يده أجابه وإلا تركه !!
من المواقف التي أذكرها في تلك الليالي :
حيث صادف أن سأل أحد الناس سؤالا وكان من ضمن الحضور الأمير بندر بن عبد العزيز.. ومعه مجموعة من حرسه وجنوده وحاشيته..
وكلهم جلوس منصتون لشيخنا وحديثه ..
يقول ذلك السائل في أول سؤاله : أنا رجل مقيم في المملكة من سنتين وليس لدي إقامة وأكمل سؤاله ...
فقال الشيخ وهو يضحك: أين السائل ؟؟
فضج الناس بالضحك .. حيث علموا أنه لن يجرأ برفع يده !!
في اليوم التالي توجهنا بالباص إلى عرفات ..
وكان ذلك اليوم شديد السخونة والزحام حول المخيم هائلا ..
وتفرغ شيخنا ذلك اليوم كله تقريبا للتعبد والذكر وقراءة القرءان
ولا أذكر أنه ألقى دروسا أو محاضرات ..
أحضر لنا مذياع واستمعنا لخطبة مسجد نمرة ..
وبعد انتهاءها أمنا شيخنا بالظهر والعصر جمعا وقصرا
بعد صلاة العصر وانتشار الظلال وضعت بسط خارج المخيم ..
وجلس شيخنا عليها واستقبل القبلة ومكث رافعا يديه يدعوا ويستغيث
حتى غربت الشمس..
همست في أذنه وهو يدعو بكلام ..
وأرجوا الله تعالى المولى أن يستجيب لدعائه رحمه الله !!
بعد ذلك ركبنا سياراتنا وتوجهنا لمزدلفة ..
صلينا المغرب والعشاء وأوترنا ونمنا ..
عند منتصف الليل استيقظ الشيخ وتعشى .. بعد ذلك افترقنا فرقتين
الكبار في السن العوائل تذهب مبكرا للرمي كما رخص بذلك والمجموعة الأخرى تمكث لترمي في اليوم التالي..
وكنت أنا والشيخ مع العوائل وكبار السن ..
قبل أن نصل للجمرة الكبرى أمر الشيخ سائق الباص بالتوقف ..
ثم قال لي: انظر هل غاب القمر؟؟
فخرجت ونظرت فرأيته على وشك الغياب..
فقال الشيخ : إلى أن نصل يكون قد غاب .. توجهنا للجمرة ورمينا ثم توجهنا للحرم وطفنا الإفاضة وعدنا للمخيم بعد الصبح ..
حلقنا وتحللنا ولبسنا الثياب ..
ولا أدري هل حلقنا بعد الرمي مباشرة أم بعد رجوعنا للمخيم ؟؟
ومع ذلك فكله مباح !!
اغتسلت ذلك اليوم ولبست أحسن ثيابي ولم يكن معي سواه..!!
وتبخرت بالعود الذي أحضره الشيخ إبراهيم جزاه الله خيرا..
قال الشيخ لي: اتصل علي الملك ودعاني لقصره للمعايدة ..
فقلت له : هل ممكن أن أرافقكم؟؟
فقال : إن أردت!!
فقلت : بلى أريد..
وبما أننا متمتعون فقد بقي علينا الهدي..
وقد كلف شيخنا أحد رجال الشيخ إبراهيم العقلاء بشراء كبشين أحدهما عن شيخنا والآخر عني..
جزا الله شيخنا عني خير الجزاء فقد تكفل عني بكل شيء..
فهل لمعاتب لي ، حق أن يلومني بكتابة هذه الرواية عن هذا الرجل الكريم ؟؟
ألا قاتل الله الظلم والبغي!!
قال الشيخ : هيا تعال اذبح هديك!!
فقلت له : والله لم يسبق لي أن ذبحت دجاجة فكيف تريدني أذبح هذا المخلوق الكبير؟؟
فقال : اذبحه وغيرك يتولى سلخه وتقطيعه..
فقلت : أعفني..
فقال: أبدا لا أعفيك تعال وسأعلمك وافعل مثلما افعل أنا..
فقدم الكبش الأول ووضع شيخنا الشفرة على حلقه فذبحه ولم يبد لي ذلك عسيرا .. !!
فتشجعت وقلت أنا لها!!
فأمسكت بالشفرة وقرب لي كبشي ووضعت الشفرة على حلقه ..
فلما رأيت عيون الكبش تزيغ من هول ما يقدم عليه ترددت!!
فقال الشيخ ومن حوله : هيا اذبح وسم وكبر ..
فحركت الشفرة فشخر الكبش وهاج وكاد يفلت فكبسه من بجواري وقال :
أجهز عليه !!
فأكملت ذبحه وتطاير الدم حتى امتلأ ثوبي ووجهي بالدم ..
وسكن الكبش ..
فنظرت لشيخنا فكان وجهه مضيئا كالصفيحة وهو مبتسم رحمه الله ورضي عنه..
قلت له : لا أملك غير هذا الثوب حتى أرافقكم للملك..
فقال: مرة ثانيه إن شاء الله ..
تمنيت رفقة شيخنا فهي التجربة الأولى لي في رؤية هذه الشخصية الكبيرة ولكن هذا قدر الله..
ولقد دخلت مع شيخنا للملك فهد رحمه الله عدة مرات ..
أذكر مرة أن شيخنا قال لي: سنذهب الليلة للملك فهد في جده ..
ولم يسبق لي رؤية الملك عيانا قبل ذلك اللقاء..
وكان ذلك بعد اجتماعات هيئة كبار العلماء في الطائف..
رجوت شيخنا أن يبدل ملابسه لذلك اللقاء
فهي شبه بالية ولديه ما هو أنظر منها وعباءته معرفطة!!
و نعله تليك مخيطة الأطراف!!
فأبى وقال : أقابلهم بما أقابل به ربي!!
وأردت أن أبدل ثيابي فقال لي: ثوبك جميل ولا داعي لتغييره !!
فقلت في نفسي: يسعني ما يسعه .. رحم الله هذا المربي والزاهد ..
نزلنا لجده ووصلنا للقصر ..قريبا من منتصف الليل..
حينما وقفنا على البوابة نظر الضابط في وجه الشيخ فعرفه ولم يطل ..
وقال للجنود : افتحوا الباب للشيخ ابن عثيمين ..
دلفنا للقصر الفخم والكبير والذي لم أشاهد له مثيلا حتى هذه الساعة
في بهائه وجماله وفخامته ..
رزقنا الله وإياكم القصور في الفردوس الأعلى..
بحثنا عن موقف لسيارتنا بجوار السيارات الفخمة والبهية .. وبالكاد وجدت
ولقد سبق أن رجوت الشيخ أن انزله أمام بوابة الإيوان
لكي ينزل هو وسوف ألحقه
فرفض وقال : ندخل معا ونخرج معا!!
وصلنا لبوابة الإيوان وكان الحرس وخدم القصر ورجاله كالذر عددا
عن اليمين والشمائل..
كل من رآنا جاء للشيخ وسلم عليه ..
فاجأني شيخنا بسرعة خطوه وعجزت عن مسايرته و كان يمر من تحت
أجهزة كشف المعادن ولا يتوقف لها ولا يعبأ بها ..
بالنسبة لي أنا فقد أمسك بيدي العسكر مرتين ليردوني للتفتيش
فكان الشيخ يشير لهم فيتركوني إكراما له ..
دخلنا الإيوان الأول ومن بعده إلى إيوان ابهر منه وأجمل وأفسح..
ومنه دخلنا لمجلس كبير وهائل ..
يكاد ضوءه وتوهجه يخطف الأبصار..
ومع كبر حجمه وفساحته واتساعه إلا أنه بلا أعمدة تحجب الرؤية!!
قد رصت في جميع أطرافه المقاعد الوثيرة والفخمة وعليها من البشر والخلق
من لا يحصيهم إلا الله ..
في صدره كان يجلس الملك .. وعرفته منذ أن رأيته ومنذا يخفاه ؟؟
رحمه الله وعفا عنه ..
حينما رأى الملك شيخنا قام فقام كل من في المجلس وهذا من عاداتهم
فخجلت واستحييت وهبت ذلك المنظر..
فدخلت عن يمين المجلس واختفيت خلف الصفوف..
وكنت أراقب ما جرى..
كنت أرى شيخنا يسير لوحده في وسط المجلس الفسيح ..
وتقدم له الملك فالتقيا في وسط المسافة .. فاحتضنا بعضهما بعضا ..
وقبل الملك على انف شيخنا كما هي عادتهم..
في إكرام العلماء..
سمعت رجلا بجواري متعجبا يقول: من هذا ؟؟
فقال الآخر وكان متكئا ويحرك سبحته قال: هذا المهندس ابن عثيمين!!
نرجع لمنى!!
من السنن أن لا يأكل المتمتع شيئا قبل أن يذوق من هديه
كما هو الحال في الأضحية..
طبخ لنا من كبد الكبشين فافطرنا عليهما ..
ثم خرج الشيخ من الخيمة ودخل على المخيم المجاور للسلام على شيخه ابن باز
للمباركة له بالعيد ..
فاستعرت ثوبا من احدهم ولحقت به ..
فوجدته مع الشيخ ومعهما الشيخ حمد الموسى
رفيق الشيخ ابن باز في حله وترحاله..
قال لي مرة الشيخ حمد: أغبطك على صحبة الشيخ محمد !!
قبلت رأس الشيخ ابن باز فسأل : من أنت ؟؟
فقال له شيخنا: هذا أحد تلاميذنا واسمه فلان بن فلان..
فدعا لي الشيخ ..
رحمهم الله ورضي عنهم وجمعنا بهم في جنات النعيم

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس