عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2006, 07:40 PM   #116
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أمير سدير
 
تم شكره :  شكر 164 فى 141 موضوع
أمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura aboutأمير سدير has a spectacular aura about

 

رد: علماء الأمــــــة

الحافظ بن حجر العسقلاني


الإمام الحافظ شيخ الإسلام أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد، هذا النسب ذكره الحافظ نفسه، وذكر أنه إذا عكسته أيضًا فإنه كأنك ابتدأت به من الأول، فعكسه أيضًا أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد، بعد ذلك يأتي نسبه الآخر، ابن محمود الكناني المصري العسقلاني الشافعي، ومحمود في نسبه مرات يقدمه الحافظ على أحمد الأخير، ومرات يؤخره، وكأنه متردد في هذه النقطة.


ولادته :

على كل حال، وُلد الحافظ رحمه الله قبل وفاة الحافظ ابن كثير بسنة .

ووفاة الحافظ ابن كثير كانت في سنة سبعمائة وأربعة وسبعين (774) للهجرة، وأما الحافظ فوُلد في سنة سبعمائة وثلاث وسبعين(773) للهجرة.

أبواه ، ويُتْمُه :

تُوفي والده وهو صغير وعمره أربع سنوات، ووالدته تُوفيت قبل ذلك، لكن لم يُتعرف على سنه على وجه التحديد حينما تُوفيت والدته، ولكن معنى ذلك أنها تُوفيت وعمره أقل من أربع سنوات، فنشأ رحمه الله يتيمًا، لكن ورث له والده مالا نفعه حينما كبر، وهذا المال أوصى عليه أبوه رحمه الله رجلين يثق بهما، أحدهما الخروبي والآخر ابن القطان، فقاما بالإنفاق على الحافظ ابن حجر.

طفولته ، وطلبه العلم :

ظهرت فيه النجابة منذ الصغر رحمه الله، لذلك رحل وعمره قرابة أحد عشر عامًا، رحل إلى الحجاز، وكان قد حفظ القرآن وعمره تسع سنوات، وهذا دليلٌ على نجابته رحمه الله منذ الصغر .

حينما رحل إلى الحجاز، أمَّ المصلين في المسجد الحرام وعمره اثنا عشر عامًا، وهذا دليل أيضًا على نبوغه، وعلى أن مشايخه الذين في مكة تفرسوا فيه وعرفوا فيه النجابة، فلذلك قدموه ليصلي بهم.

مما يدل على نجابته رحمه الله أنه بدأ بالتأليف في وقتٍ مبكر، فمتن نخبة الفكر مثلاً والذي أُعجب به القاصي والداني ألفه وعمره لم يصل بعد إلى أربعين عامًا، كان تأليفه له في قرابة سنة اثني عشر وثمانمائة.


شيوخه :


حرص الحافظ رحمه الله على التلقي عن الشيوخ فرحل إلى البلدان، رحل إلى الحجاز، رحل إلى اليمن، رحل إلى مناطق كثيرة وتلقى فيها عن الشيوخ، وأخذ عن كبار شيوخ عصره، ومن أبرزهم :

- الحافظ العراقي رحمه الله.
- وكذلك ابنه ولي الدين أبو زرعة ابن الحافظ العراقي.
- كذلك أيضًا الحافظ ابن الملقن، فهو من أشياخه.
- كذلك الحافظ سراج الدين البلقيني صاحب محاسن الاصطلاح.
- ووفرة من المشايخ الذي كان لهم سيط ومعرفة بفنون شتى، وعلى وجه الخصوص في علم الحديث.

تنويعه في طلب العلم :

ولم يكن الحافظ رحمه الله مقتصرًا على علم الحديث فقط، بل ضرب في كل فنٍ بعصى، ولذلك كان فقيهًا ومفتيًا، وُلي القضاء رحمه الله، وتولى الفتوى، فمعرفته وإلمامه بعلومٍ شتى مكنه من أن يكون إمامًا بحقٍ رحمه الله.


مؤلفاته :
الحافظ ابن حجر له مشاركاتٌ عدة في أثناء حياته، ومن أبرزها تآليفه المتعددة، وقد
بلغت فيما ذكره الحافظ السخاوي ممن ألف في ترجمة الحافظ ابن حجر قرابة اثنين
وثمانين ومائتين (282) مؤلف، وبعض هذه المؤلفات ضخمة الحجم، كفتح الباري وغيره من الكتب التي تتكون من عدة مجلدات، ونجد بعض هذه الكتب يمضي فيه الحافظ قدرًا من الزمن ليس باليسير، ففتح الباري أخذ من الحافظ أكثر من ثلاث وعشرين سنة وهو يصنف فيه ويمليه على تلاميذه، وأصبحت هناك مؤلفات متعلقة بهذا الشرح، كهدي الساري الذي جعله مقدمةً لهذا الشرح، وكتغليق التعليق الذي ساعده في وصل التعاليق التي في صحيح البخاري، وكالنكت الظراف على تحفة الأشراف للمزي، فإنه من خلال عمله في الشرح كان محتاجًا إلى كتاب المزي الذي هو تحفة الأشراف، فنشأ من جراء ذلك هذا الكتاب الرائع الذي هو النكت الظراف التي يتعقب فيها الحافظ المزي فيما وهم فيه أو غير ذلك من أنواع الاستدارك والتعقب على الحافظ المزي رحم الله الجميع.


تلاميذه :
وكان قد تتلمذ عليه أيضًا عددٌ جم، والذين أصبحوا أئمة بعد ذلك، وعلى رأسهم تلميذه
ووارث علومه محمد بن عبد الرحمن السخاوي الإمام الشهير المُتوفى في سنة تسعمائة واثنين (902) رحمه الله، بالإضافة إلى أئمة آخرين مثل: ابن فضل بغا ، وابن قاضي شهبة ابن فهد المكي، وأئمة كثير كلهم ممن تتلمذ على الحافظ ابن حجر رحم الله الجميع.


وفاته :
امتدت حياة الحافظ ابن حجر رحمه الله، فعاش قرابة تسعةٍ وسبعين عام (79) وتُوفي في آخر سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة (852) للهجرة، في اليوم الثامن والعشرين (28) من ذي الحجة، رحمه الله تعالى وأكرم مثواه .

التوقيع
أمير سدير غير متصل   رد مع اقتباس