عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-2007, 06:56 PM   #45
مراقب إداري سابق
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز
 
تم شكره :  شكر 2869 فى 1463 موضوع
عبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز نسبة التقييم للعضو

 

رد: // هُنــــــا مسابقة أسبوع الأسره //

تعريفها اصطلاحاً:
وأما تعريف الهدية في الاصطلاح: "فهي تمليك في الحياة بغير عوض" (انظر: المغني 8/239).
وقال في (المجموع شرح المهذب 15/370): "والهبة والعطية والهدية والصدقة معانيها متقاربة، وكلها تمليك في الحياة بغير عوض واسم العطية شامل لجميعها وكذلك الهبة.
والصدقة والهدية متغايران، فإن النبي _صلى الله عليه وسلم_ كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة.

الهدية من المنظور الإسلامي

لقد جاء ذكر الهدية في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وذلك لما لها من أثر في النفوس واستحباب قبولها ولو القليل منها والمكافأة عليها .

حيث ندب الدين الإسلامي إلى الهدية وحث عليها واعتبرها عنصراً لتشييد المحبة والمودة بين القلوب . قال تعالى )وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها(([72]).

وقد أجمعت الأمة على جواز أخذ الهدية ورغب الإسلام في إعطائها لما في ذلك من تأليف القلوب وتوثيق عرى المحبة والتواصل بين الناس وتنمية العلاقات بينهم وتقريب بعضهم البعض ([73]).

وقد حض النبي r على قبول الهدية ولو قلت لما فيها من التكاتف وعدم احتقار الشيء القليل فلا يحتقر الإسلام الهدية مهما صغرت . وقد اكتسب الناس في تبادل الهدايا نوع من التقليد والعادات والأعراف بحيث غدت وكأنها جزء حيوي من حياتنا الاجتماعية ([74]).

وأن الرسول الكريم r يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة . ويثيب على الهدية لأنها تعتبر تعبير عن الوفاء والإخلاص للصديق كما أنها المفتاح لفتح علاقات جديدة ومتينة وهي الحل الأمثل للقضاء على العدوات والأحقاد والضغينات التي تحملها القلوب على بعضها البعض ([75]).

والهدية لا تقيم بقيمها المادية وإنما بقيمتها المعنوية وبما ترمز إليه من محبة وصفاء نفوس وحسن سريرة . فالشريعة الإسلامية تطلب كل ما يقرب إلى قلوب الناس ويغرس فيهم المحبة ويؤكد فيها روابط الأفراد الاجتماعية .



المناسبات التي تقدم فيها الهدايا :

الإنسان بطبيعته اجتماعي كثير الاتصال بمن حوله ، ويتولد لديه علاقات وروابط تجمع بينه وبين الناس في المناسبات المختلفة ، ولكل مجتمع من المجتمعات مجموعة من العادات والتقاليد المختلفة التي تميزهم عن غيرهم . ومن ضمن هذه العادات عادة تبادل الهدايا في المناسبات المختلفة ومن هذه الهدايا :



1 – هدايا الزواج :

وهي تبدأ أولاً بهدايا الخطوبة وهذا النوع من الهدايا تعبير عن طلب المودة والمحبة وتوثيق للعلاقات بين الخطيبين وبداية للعلاقة الجديدة بينهما ، وتبقى كنوع من الذكرى لما بعد الزواج وتجديد لمودة الزوجين لبعضهما البعض .

وتختلف هدايا الخطوبة تبعاً للايدلوجية السائدة في المجتمع والمستوى الاقتصادي للأفراد فمثلاً في بعض المجتمعات يقدم العريس طقماً من الذهب أو ساعة غالية والبعض الآخر يقدم حقيبة مليئة بالأقمشة والعطور وأمور خاصة بالمرأة ([76]).

وفي غرب أسوان في جمهورية مصر العربية يقوم العريس في حفل الخطوبة بتقديم الشبكة وهي عبارة عن دبلة وعدد من الأساور ، أما أم العريس فتقدم بعض زجاجات الشراب ، ومشط ، ومنديلين وغيرهما من الهدايا التي تخص العروس([77]).

ويتم اتفاق بين أهل العروس والعريس بعد تقديم الخطبة بحضور الشيخ وفي هذه الجلسة تحدد " الشيلة " وهي عبارة عن دقيق وقمح وذبائح وخضروات يرسلها العريس في ليلة الفرح كمساعدة لهم في حفل الزواج .

ومن بعض العادات أيضاً في بعض المجتمعات إنه بعد الاتفاق على الخطبة وتقديم هدايا الخطوبة يقوم أهل العريس بإرسال كميات من الفاكهة لبيت العروس ويقوم أهل العروس بتوزيع هذه الفاكهة على الجيران والاقارب كنوع من الإعلان عن الخطبة ([78]).

وتبدأ مراسم الزواج في قبيلة الأنكندوا في إفريقيا بتقديم هدية عبارة عن خاتمين نحاسيين من جانب الرجل المتقدم للزواج لأهل العروس ويعني قبول الطرف الآخر للهدية قبولاً مبدئياً للزواج ([79]).

إذا جرت العادات على تقديم الهدايا بين الخطيبين ولكن إذا تم الرجوع عن الخطبة قبل عقد القران يجب على أهلها إرجاع كل ما كان قائما وكل ما أعطاه للعروس من الهدايا والحلي وهذا واجب في كل المجتمعات إذا كان التراجع من طرف العروس . وإذا تمت فترة الخطوبة بدون تراجع أحد الطرفين تبدأ مراسم الزواج وهي كما أشرنا سابقاً أن هدايا الزواج تختلف باختلاف العادات والتقاليد في المجتمعات .

وهدية الزواج تكون من الزوج أو أهله إلى الزوجة وهي تعبير عن المحبة والسرور والترحيب والاستهلال بالخير . ويختلف نوع الهدية باختلاف العادات في المجتمع وغالباً ما تكون في مجتمعنا من الذهب وهي تسلم في الغالب ليلة الزواج إلى الزوجة .

وهناك أيضاً هدايا الصباحية وتكون في صباح اليوم الثاني من ليلة الزفاف وقد تكون مقدمة من الزوج إلى الزوجة وفي بعض المجتمعات تعتبر هدية الصباحية واجب يقدمه العريس لعروسه ([80]) . وهناك بعض العادات التي تميز أقاليم عن أقاليم أخرى .

فمثلاً في الحجاز توجد عادة الرفد وهي من العادات التي كانت سائدة في الحجاز في القرن الرابع عشر للهجرة والتي تختص بعادات الزواج ، فقد كان الأهل والأصدقاء يقدمون الرفود لكل من العريسين فكانت هذه الرفود تصل في شكل أكياس من الأرز والسكر وصناديق السمن والشاي تحملها العربات إلى بيت العريس خاصة قبل الزواج بيوم أو يومين وكان يهيأ لها مكان خاص لاستقبالها وشخص معين لاستلامها وكانت تقيد حتى ترد بمثلها أو أحسن منها في مناسبة مماثلة للمهدى ([81]).

وفي جمهورية مصر العربية وفي غرب أسوان بالتحديد توجد ظاهرة " فلوس الرضوة " وتتلخص في أن العروس ترفض في ليلة زواجها أن يقترب منها زوجها إلا بعد أن يعطيها مبلغاً من المال وهو يدفعه عادة من النقوط الذي يجمعه ليلة الفرح ([82]).

والنقوط هي هبة يقدمها الأشخاص للعريس للتعبير عن مشاركتهم أفراحه ومساهمة منهم لما يتكبد من مصروفات ونفقات لهذه المناسبة إذا تعتبر النقوط نوع من أنواع الهدايا التي يتبادلها الأفراد في مناسبات الزواج وهي دلالة كبيرة على المشاركة الجماعية للفرد وتعبير عن الضبط الاجتماعي والرابطة الأسرية القوية ، وهذه النقوط يقدمها الأقارب والمدعوين أيضاً .

إذا المبدأ الحقيقي للنقوط أنها وسيلة لإعطاء الرأي بالرجل واستعدادهم للتضحية والمشاركة ([83]).

وأيضاً من مراسم الزواج عند قبائل الانكندوا في افريقيا أن يقوم العريس ووالده وأقرباءه بتقديم الهدايا لأهل العروس وأهم هذه الهدايا " المدية " التي يقدمها العريس لوالد العروس والتي تكون لها أهمية رمزية كبيرة تعنى انتقال المسؤولية العرفية من والد العروس إلى العريس بحيث يكون مسؤولاً عن كل ما يمكن أن يحدث للعروسين ([84]).

ومن الهدايا المنتشرة في معظم المجتمعات هي هدايا الوضع أي الولادة ، وهدايا الختان وهدايا زيارة المريض .



وعن هدايا زيارة المريض :

فهي تعتبر واجب على الأفراد عند زيارة المرضى من أجل مواساتهم والاطمئنان عليهم ومن أجل أن يحس المريض بأنه موضع الأهمية ، وهي تكون عبارة عن الحلوى أو باقات الورود .

أما عن هدايا الولادة . فهي تقدم حسب نوع الجنين أن كان ذكراً أو أنثى وتكون مبالغاً فيها إذا كان المولود الأول لهذه الأسرة وهي تقدم من أهل الأم أو الأصدقاء([85]).

هدايا الختان :

يتم الختان وسط مظاهر احتفالية كبيرة وتقام له وليمة . وفي هذا الاحتفال يقوم الناس بتقديم الهدايا وهي تكون عادة مما يستعمله الصبي أو تكون دنانير ودراهم([86]) . وهناك هدايا تقدم كتعبير عن الفرح والسرور بلقاء من أحببت من الأهل والأصدقاء .



هدايا السفر :

يعطيها القادم من السفر لأهله وأولاده ويعطيها لشخص ليقسمها بين امراته وأولاده وتختلف قيمة الهدية ونوعها بحسب الحالة الاقتصادية للأفراد وهي عادة تكون من منتجات البلد الذي كان موجود فيه ، وبعض الناس يحرص على أن تكون الهدية غالية الثمن أو تكون ذات قيمة عالية([87]).

وهناك مناسبات أخرى تقدم فيها الهدايا من أجل جلب المحبة وإنشائها والمحافظة عليها ، ولتثبيت الصحبة والعشرة والمرؤة بين الناس مثل :

هدايا الوالدين : وهي أن يهب أحد الوالدين أحد أبنائه عطيه دون إخوانه بسبب بره له ، أو لكون الابن الأكبر شارك في تكوين الثروة أو تربية إخوانه ([88]).

هدية العيد : " العيدية " : فهي شكل من اشكال الهدايا التي تمنح للأطفال من أجل إدخال الفرح والسرور لأنفسهم ومن أجل أحداث نوع من البهجة بالعيد وقد تكون هذه الهدايا في شكل ريالات من الفضة تعطى للأطفال عند زيارتهم لبيوت الأقارب والأصهار والجيران ولقد كان الأهل يحرصون على الا يزور أبنائهم بيوتاً حتى لا يحرجون أهلها بمنح أطفالهم للعيديات ([89]).

هدية النجاح : هدية النجاح تختلف النظرة إليها بين الناس فهناك من يرى أنها ضرورية والبعض الآخر يرى بأنها غير مهمة إلا في المراحل النهائية ، وكما تقدم للطلاب هدايا بسبب النجاح وتقدم للمدرسين هدايا الغرض منها الحب والتقدير وهي تقدم للمدرس أو معلم القرآن بصفة عامة ([90]) . والغرض منها التقرب من المعلم من باب المودة والمحبة ولعلمه وصلاحه([91]).

وقد أشار ديننا الحنيف إلى مناسبات تقدم فيها الهدايا وذكر لنا هدايا مشروعة مستحبة وتكون من أجل جلب المودة ومنها :

1 – الهدية لقضاء حاجة : يقصد بها الإعانة على قضاء الحاجة كما هو الحاصل في القديم عند تقديم مساعدات لوالد العريس للمساعدة في مصاريف الزفاف([92]).

2 – الهدية للمودة والمحبة : وهي لجلب المحبة وإنشاءها والمحافظة عليها ، وتأكيد الأخوة وحسن العشرة والمرؤة بين الناس وهي على حالات :

أ – هدية الأعلى النظير : وهذا النوع إذا كان من الأعلى إلى الأدنى في الجاه والمال ، أو من الكبير للصغير فهي غالباً ما تكون كالصدقة أو تكون من باب الصلة والبر أو من باب النفع والتوسعة وتأليف القلب إذا أعطيت للعدو .

ب- الهدايا للمكافأة عليها . وذلك بأن يهدى الأدنى للأعلى في الجاه والمنزل أو الفقير للغني أو الصغير للكبير ، أو النظير لنظيره بغرض إنشاء المودة والمحبة([93]).

___________

التوقيع
عبدالعزيز غير متصل   رد مع اقتباس