أظلمت أمام المشركين السبل بعد فشلهم في هذه المفاوضات والمساومات والتنازلات، واحتاروا فيما يفعلون حتى قام أحدهم: وهو النضر بن الحارث، فنصحهم قائلًا: يا معشر قريش، والله لقد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلامًا حدثًا أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب، و جاءكم بما جاءكم به، قلتم: ساحر وقلتم كاهن وقلتم شاعر وقلتم مجنون ولا والله ما هو بساحر ولا كاهن ولا شاعر ولا مجنون .. يا معشر قريش فانظروا في شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم (يتبع)