السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مثل النعيم والعذاب الأليم يوم القيامة
قال سبحانه وتعالى
(( مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد فى النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم )) الآية 15 من سورة محمد صلى الله عليه وسلم
هذا بيان من رب العزة لحال المتقين وحال الكافرين وتوضيح للجنة وما فيها للمتقين من نعيم مقيم . وهم من عرفوا الدنيا على أنها خيال باطل . ونعيم زائل . فتركوا الشهوات . وعملوا الصالحات . فكانت عاقبتهم هذا النعيم المقيم . فى مقام كريم . ووضح رب العزة حال الكافرين الضالين العاصين الذين غفلوا عن الآخرة وغرتهم الدنيا الكاذبة الزائلة .فركنوا إليها وإطمأنوا إليها فمتعوا بشهواتهم
فكانت عاقبة أمرهم خسرا . والنار مستقرا لهم ومثوى . خالدين فيها . سبحان الله
فصفة الجنة التى وعد المتقون بها غريبة وتشبه لمثل ما تسمعون فيها أنهار من ماء غير متغير الطعم والريح واللون بل ماؤها عذب فرات من شربه لا يظمأ أبدا وفيها أنهار من لبن صابح لم يتغير طعمه بحموضة كلبن الدنيا . وفيها أنهار من خمر لذيذة لكل من يشربها فخمر الجنة ليس فيها حموضة أو غضاضة أو مرارة . لا تذهب العقل . ولا تصدع الرأس . بل هى لذة للشاربين . وأنهار من عسل مصفى . خالى من الشوائب والقذى . وللمتقين فى الجنة من كل الثمرات . نعم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى
أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر واقرؤوا إن شئتم:
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون [السجدة 17] (البخاري ومسلم)
نعم لهم فيها من كل الثمرات أشهاها وأحسنها . ولهم فيها رضوان من الله أكبر من كل ذلك فهو كل النعيم وذلك هو الفوز العظيم . . أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ؟ أم من هو فى هذا النعيم ونال الفوز العظيم كمن هو خالد فى النار يسقى من ماء حميم يقطع أمعائه لا يستويان بحال !.! فيا ويل من هو فى النار . ويلاقى عذاب القهار الجبار يسقى من ماء حميما شديد الغليان تتقطع منه الأمعاء فأين هذا من ذاك .؟؟
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار . اللهم باعد بيننا وبين النار كما باعدت بين المشرق والمغرب برحمتك يأرحم الراحمين
وجزاكم الله كل خير