قوا أنفسكم وأهليكم النار
قال تعالى
(( يا أيهاالذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) الآية 6 من سورة التحريم
إنذار وتخويف . وذكرى وتذكير . عن النار وأهوالها . فالنار شر دار. وعذابها شر عذاب . حرها شديد . ومقامعها حديد .
قعرها بعيد .
يهوي الحجر من شفيرها سبعين خريفًا ما يدرك قعرها.
مسالكها ضيقة . ومواردها مهلكة . يوقد فيها السعير . ويعلو فيها الشهيق والزفير. أبوابها مؤصدة . وعمدها ممددة . يرجع إليها غمها . ويزداد فيها حرها .
هي غضب الجبار ورجزه، وسخطه ونقمته.
جثت الأمم على الركب . وتبين للظالمين سوء المنقلب . وانطلق المكذبون إلى ظل ذي ثلاث شعب . لا ظليل ولا يغني من اللهب . وأحاطت بهم نار ذات لهب . سمعوا الزفير والجرجرة . وعاينوا التغيظ والزمجرة . ونادتهم الزبانية: فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبّرِينَ [النحل:29] . الهاوية تجمعهم . والزبانية تقمعهم . في مضايقها يتجلجلون . وفي دركاتها يتحطمون .
.ترى المجرمين مقرنين في الأصفاد . سرابيلهم من قطران .
وتغشى وجوههم النار. الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون . وبالنواصي والأقدام يؤخذون . وفي الحميم ثم في النار يسجرون.
يصب من فوق رءوسهم الحميم، يصهر به ما في بطونهم والجلود . ولهم مقامع من حديد فوق رءوسهم. تكوى جباههم وجنوبهم وظهورهم .
يتمنون الموت والهلاك . ولكن أين المفر؟ ومتى الفكاك؟
فويل للكافرين وللمشركين ومن أصر على المعاصى من المسلمين . وويل لكل خبيث وخبيثة ممن طغى وبغى وآثر الحياة الدنيا، . وويل للذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابأليم .
فقوا أنفسكم وأهليكم النار .
اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار.
رَبَّنَا إِنَّنَا ءامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:16].
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين
برحمتك يأرحم الراحمين