عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-2009, 07:37 PM   #44
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

6– الصدام مع السلطة الهاشمية :

الصدام لا يعني بالضرورة الحرب ، لكنه يدخل في مصطلح حوار الإرادات ، لهذا فإن الصدام قد يكون نوعاً من المناوشات الحدودية ، وهو ما حدث بين الملك عبدالعزيز والسلطة الهاشمية في تربة وبيشه والخرمة .

لقد كان طبيعياً أن تحدث هذه المناوشات بسبب التدخل في الحدود ، وانسياب القبائل ، وتلون المقاصد ، والدواعي الأمنية ، والتداعيات التاريخية ، لكن المناورات السياسية التي كانت ترسمها بريطانيا كان لها أكبر الأثر في اختلاف المفاهيم وتصادم المصالح .

كانت بريطانيا ترتبط بأحلاف مع بعض الزعماء العرب ، وحلفاؤهم أنواع : منهم الحليف الند ، ومنهم الحليف التابع ، فالحليف الند هو الذي وضع لسياسته ثوابت لا يقبل للغير أن يتدخل فيها ، ولا لأحد أن يتجاوزها .

فالملك عبد العزيز بفكره الإستراتيجي استطاع أن يضع له ثوابت لا يساوم عليها، لكنه يبدي مرونة فائقة في المصالح المشتركة مع الدولة والكيانات السياسية الأخرى ، لهذا كانت بريطانيا تتعامل معه من منظور يختلف في تعاملها عن بعض الزعماء العرب الآخرين .

لقد عرضت بريطانيا الخلافة على الملك عبد العزيز ، فأبى ؛ لأن في ذلك مندوحة كافية للفرقة بين المسلمين ، ولأن الخلافة لا تمنحها دولة أجنبية ؛ لأن من يعطي له أن يضع شروطه ، وله أن يمنع .

أما الشريف حسين فقد قبل العرض البريطاني بأن يكون ملكاً على العرب بناءً على معاهدة مكماهون ، ولعل هذا مما سبب للشريف حسين بن علي المتاعب على الرغم من علمه وورعه وفطنته .

أخذت قلوب القبائل في ( تربة ) تهفو إلى الدعوة السلفية التي ينادي بها ويطبقها الملك عبد العزيز ، وبدأت نفوس القبائل تمتلئ إعجاباً بانتصاراته ، لقد سارت بذكره الركبان ،وأصبح حديث المجتمعات داخل الجزيرة العربية وخارجها ، وغدا رمزاً للبطولات العربية والإسلامية .

بادرت القبائل في ( تربة ) وغيرها تتسارع إلى مبايعة الملك عبد العزيز ، وهذا ما أزعج الشريف حسين بن علي ، فجهز حملة تأديبية إلى تربة عام 1329هـ ، قادها بنفسه مصطحباً معه ابنيه علياً وفيصلاً .

اتجه جيش الشريف إلى ( القويعية ) اعتقاداً منه أنها من بعض أملاكه ، فاصطدم بمفرزة الأمير سعد بن عبد الرحمن ، ومعه أربعون من الفرسان ، وتمكن الشريف من أسر الأمير سعد ، لكن الملك عبد العزيز استطاع أن يطلق سراحه بدهاء عندما طلب من الشريف حسين تحديد الحدود بينهما ، والاعتراف بنجد ومصالحها الحيوية .

أخذت الأوضاع الدولية والإقليمية تتطور ؛ فالحرب العالمية الأولى نشبت عام 1914م ، واختار الشريف حسين خط الحلفاء ، لكن تطوراً داخلياً مهما حدث في الحجاز ؛ فالشريف خالد بن لؤي خرج عن طاعة الحسين ، واستقل بتربة ، وتحالف مع الملك عبد العزيز ضد ابن عمه الشريف حسين بن علي الذي وجه حملة تأديبية إلى (الخرمه ) بقيادة ( حمود بن زيد بن فواز ) ؛ لكنها سقطت في كمين أعده لها خالد بن لؤي.

لقد قويت شوكة ابن لؤي عندما تحالف مع الملك عبد العزيز ، فكان ذلك سبباً في التفاف القبائل حوله ، فأرسل الشريف حسين حملة أخرى بقيادة الشريف ( شاكر بن زيد ) ، لكنها لم تكن أفضل حظاً من سابقتها ، ثم بعث الشريف بحملة ثالثة بقيادة صهره ( الشريف عبد الله باشا ) يرافقه ( شاكر بن زيد ) لفتح ( الخرمة ) وإخضاع (تربة) ، لكنها لاقت بعض النجاح .

أعد الأمير عبد الله بن الحسين بن علي العدة للقضاء على خالد بن لؤي ، ومن ثم تصفية الملك عبد العزيز ، وعمل الملك عبد العزيز على القضاء على جيش الأمير عبد الله بن الحسين وتلقينه درساً لا ينسى .

واشتبكت القوات ليلة 25 شعبان 1337هـ ، وكسر جيش الشريف ، ونجا الأمير عبد الله بأعجوبة ، وهرب مع فلول المهزومين إلى الطائف ، فانتشر الرعب بين السكان، وهاجر أهل الطائف إلى مكة المكرمة جماعات ووحدانا .

استنجد الملك حسين بالإنجليز ، وتدخل السفير البريطانى بجدة ( المستر بولار ) ، وبعث خطاباً إلى الملك عبد العزيز في 15 رمضان ، ولم يشأ الملك عبد العزيز تدويل الصراع ، فانسحب إلى الرياض ، وبذلك انتهت المناوشات بين الطرفين


يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس