عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-2009, 12:41 AM   #2
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مخطوطة قيمة ،، " النجم اللامع للنوادر جامع " .. ..

تكمله ،،




وكانت الهزيمة على عبد الله بن سعود ومن كان معه من أهل نجد ممن ذلك إن عبد الله بن سعود علم بمسير إبراهيم باشا ومن معه من العساكر ونازلهم وكان مسيرة عليهم بالليل وكان قد أمر على جنده أن يتعروا إلا من سروال يستر العورة أو إزار يريد بذلك أن يعرف بعضهم بعض فلا يشتبهون بقتل أحد من جندهم تحت ظلام الليل وكان قد انطلق من جند الأمير عبد الله بن سعود رجل من حرب وأتى إلى إبراهيم وأخبره بما عزموا عليه الجنود النجديين فأمر الكشافات أن تعبأ على رؤوس الأخشاب المركزة وألا ينيروا حتى يعطيهم الأمر فلما زحفوا أهل نجد وأشتبك القتال أمر بالكشافات فأنيرت وأمر أهل الأطراب أن يصوبوا مدافعهم على الجيش المعقل وأصاب في ذلك الفرصة حيث أن الجيش هزم بدون أهله وتتطاير في الأودية والشعاب

فلما فطنوا إلى ما حل بالجيش انهزموا لا يلوي أحد لأحد يريدون جيشهم فكرت عليهم خيول إبراهيم وكان عددهم 800 فارس وكانوا يسمونهم السوارية فقتل منهم مقتلة عظيمة

وبعد هذه الواقعة أوهنت المقاتلين من أهل نجد وقلت عزائمهم فلا يقابلون جيش الترك إلا وقلوبهم ليست معهم

فبعد هذه الواقعة زحف إبراهيم باشا بجنوده ونزل على بل الرس المذكور وطلب من أهله الخضوع إلى الطاعة ويعطيهم الأمام فما أطااعوا له وتعاهدوا على حربه إلى أن ينتصروا أو يأخذهم عنوة ويرون أنهم في هذا التعصب سيغسرو ن عنهم وصمة العار التي لحقتهم بطاعتهم لطلمس باشا المتقدم ذكره فيمن ذلك أنه ثبت حصارهم لهم وابتنى للمدافع أبراج تقي أهلها من الرصاص البنادق وأخذ يضربهم بالمدافع ليلاً ونهاراً وكان أميرهم عبد الله بن شارخ ويعرفون أمرائها الآن فحاصرهم إبراهيم باشا أشد الحصار وضيق عليهم الخناق من كل جانب ولكنهم ثبتوا على ويلات الحرب إلى أن تحصلوا على مسلح شريف بعد حصار دام أربعة شهور تزيد أيام قليلة وعاقبة الصبر يحمدها الصابر وكان عبد الله بن سعود في ذلك الوقت يدور حول خيام إبراهيم باشا قتادة ينزل رياض الخبر وتارة ينزل الحجناوي وكل هذه المنازل مسيرة ساعتين من الرس فقط فلا يجد في نفسه قوة ولا طاقة لأن يغير عليهم بالنهار ولا أن يكبسهم بالليل وذلك للوهن الذي أصابه بعد وقعة الماوية

وكان محمد البدري الهيثمي شاعراً بليغاً فما زال يستنهض عبد الله بن سعود ويشجعه ويندبه بالقصائد الحماسية علي الزحف على عسكر إبراهيم باشا كثير من قادة أهل نجد بدو وحضر فمنهم محمد إدهيجان من أهل الخبر وكان رجل شجاعاً كريم فتحقق سعود ابن عبد العزيز لموجدة في نفسه أو سبه بلغته عائد فأرسل إليه رجالاً له من قبله وأخذوا أمواله وهدموا قصوره وقطعوا نخيله وبعد الذي جرى جلس بالخبر مهطوم مستكين فحينما سمع خروج إبراهيم باشا شخص إليه وعرضه في الطريق وهو الذي يقول 

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
جينا نجر الغصن من نازح النبا = قوم تعي بالدروب جهال
إلى أدعينا دارهم مثل دارنا = سوى تيك يعتدل الزمان أو مال [/poem]

وكان أهل الخبر بلدة هنا الرجل المذكور كلهم كرام وشجعان ويحمون حماهم وسروحهم برماحهم وسيوفهم وكان عدهم جار يدعى سالم الرويعي وهو من قبيلة عنزة من الدهامشة المشهورين وكانوا قد أكرموا جواره وكان يقول فيهم هذه الأبيات

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
الجار بالخبر يقلط على الرأس =ولا دوروا عند القصير الدنافيس
أولاد منصور هل الفضل والبأس =خطلان ألا يدي كاسبين النواميس
هم بالقصيم وبالجنوب بابن دواس =وأهل الحريق وبالشمال السناعيس[/poem]

وكان أكثر هذه البلد وهم امرائها وكانوا يسمون العفالق قبيلة من ال عياف من قحطان ويقال لأمرائها آل صغير وكان حدث ذات يوم أن أضاف عند أحد امرائها المتقديمن اثنين من عنزه واحد من الشعلان والثاني من الدرعان فاضافوه وهم لا يعرف بعضهم بعضاً وكان بينهم رجل مقتول من الشعلان فعرفه غريمه والدرعاني لم يعرفه فيعشوا جميعاً عند الأمير وناموا جميعاً في منزل واحد فلما انتصف الليل قام الشعلان فقتل الدراعني في خنجر معه وبعد قتله له أخرج مطيته وهرب عليها فلما نزل الأمير بصلاة الفجر وأتى على المنزل الذي نام فيه الضيفان فوجد الرجل مقتولاً في فراشه وعرف أن القاتل قد هرب على مطيته أخذ المقتول هو وجماعته ودفنوه ودفعوا مطيته ورحلها الذي فوقها إلى أوليائه من الدرعان فقام مجول الدريعي الفارس المشهور يتوعد بن صغيراً من الخبر وكان حجة يقول كيف ضيفه يقتل على فراشه فأرسل إليه أمير الخبر هذه الأبيات 

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ما عندنا لكم ياالدريعي غليلة =ولا هلنا لهلكم بعدوان
ما عندنا الرموسمات الفتيلة =وشلف تحمد ربه طنا كل فسقان
ضيف ذبح ضيف وربك كفيه =ولا قبلنا من يضمن الضيف وكان[/poem]

ولنرجع إلى تكميل حصار الرس وطبك أن أهل الرس لا يزالون ينهضون عبد الله بن سعود بأن يهجم على العساكر وهم يهجمون عليهم من قبلهم فلم يجبهم إلي ذلك للوهن الذي أصابه وكانوا يحرضونه أن يقطع سابلة العسكر من طريق المدينة أي ما يسمى خط الرجعة فلم يفعل ذلك حتى يقضي الله ما يشاء

وفي ذلك الوقت أرسل غانم بن مضيان من حرب وكان ذلك الحين غازي بن إبراهيم باشا إلى منصور بن شارع أمير الرس الذي ضرب عليه الحصار وكان حرب ومطير قادة إبراهيم باشا ورحلته كلها منهم وهم الذين يحملونه على جمالهم من ينبع ومن المدينة فقال غانم مخاطباً المنصور 

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
منصور ما سريت روحك وضربت =ربعك ونطعي الفرو س المهاتيع
يوم اتعس رايك وللشر حببت =وسدية عن شور النصيحة مساريع
غدير مثل الضب لنحبل لاويت =واد الرمة ماء من صدوق اللواميع
فندينا يم هدم من ذرا بيت =يقود له نمراً تشيب المراضع [/poem]

فأجابه عنه محمد البدري الهيتمي الشاعر المشهور بأن قال 

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ياراكب باللي راعي بالخلاء هيت= ما يلحقنه عالجات المصاريع
قل تراك ياغان بقولك تزريت= حتى نصالي دون بيض مفاريع
إلى صوت الفندي علي التل ناديت =ربعي لمن الترك تنكس مطاويع
فلا جاء واد الرمة مكبر هم سديت =دربة وخليته يدور المطاليع [/poem]

والحق أزيم سدوه حتى جعلوا لأهل نجد مهلة طويلة يتبضرون بها ولكن الله غالب على أمره وبعد ما سلم الرس له وأخذ عليهم التعهدات أن لا يخنونه من خلفه وهو أعطاهم أمانا يثقون به لأنه كما ذكر عنه أن لم يغدر من أعطاه الآمان

فرحل من الرس مجتازاً ببلدان نجد وكلها تسلم له بدون قتال وتطلب الأمان منه ما عدا بلدين هما شقراء وضرما

أما شقراء فحاصرها نحو عشرين يوماً وأطاعه له صلحاً وأما ضرما فطال حصاروها وأخذها عنوة إلى أن انتهى بالحصار إلى الدرعية ويكفيني من تفصيل حصارها ما فعله الشيخ عثمان ابن بشر رحمه الله وأذكر للقارئ خليفة أجراها إبراهيم باشا وهو أنه لما اسلمت الدرعية وأراد أن يرتحل عنها نادي مناديه بين القبائل أن كل منكم يا أهل نجد مرخوص يرجع إلى وطنه فخف أولهم ترحيل فهو يضطر إلى أخذ الرحلة من البادية الذين معه فأحرمنا وبه ينادي أنه ليس لأحد رخصة حتى يأكل صيفه الباشية من الغد

فلما أصبح فرق عليهم الجزر وجعل لكل مائة رجل جزور ومعها كيس رز فلما أكلوا ضيفته جمعهم وطلب منهم جمالا لترحيل العسكر على رأس كل شيخ عدد معلوم وكان فهيد الصيفي وهو من أكبر مشايخ سبيع وهو أول من بادر بالسفر حين نادى بالرخصة وكان أحد رجاله قد تأخر حتى نظر إلى الحجز تساق إلى مشائخ القبائل فجلس علي راحلته فلحق به وهو قائل في ظل شجرة وعنده آلات القهوة ومرتاح في منزله في البرية وبيدة يشوية في نار القهوه فذكرله صاحبه ما شاهده مشايخ القبائر فقال على البديهه

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
،وانا شيخ روحي= اخير عندي جزور وراي الروم[/poem]

نسطره من   فقد كفونا عنها علماء فاضل  هدوا وقائعها وقد عبروا عنهاحسن تعبير باشا هدوه علانية وليس رامن سمع فصل في ابتداءامارة الرشيد في حائل اول ما ابتدآت امارة الرشيد بعيد الله بن على بن رشيد وأخوه عبيد بن على بن رشيد وسبب ذلك أنه حين ما قتل الإمام تركي بن سعود وكان عبد الله وأخوه عبيد مع فيصل بن تركي غازين معه حينما أتاه الخبر أن مشاري بن سعود قتل أبوه تركي فكان عبد الله بن رشيد هو الساعد الايمن للامام فيصل بالمشورة الحازمة و الشجاعة الصارمة ومضاءالعزيمة

فمن الواجب على المؤرخ أن لا يبخس أحداً حقه من الملوك الذين سلفوا بأن يحسبون عضداً والملوكنا الذين سلبوا ملكهم من أيدهم وهم الذين نحن تحت رايتهم ونعيش بظلهم حفظهم الله ووفقهم للعدل والرفق في رعيتهم واحاطهم للعز الشامل وعلى مقدمتهم الملك سعود بن عبد العزيز فٌن عقولهم أرجح من أن تلفت نظرها إلى جحود فضل من سبق زمانها وانقرضت دولته ولحق بربه فإن تعداد قوة الملوك السابقين فخر للملك الذي أتى بعدهم الذي تغلبت دولتهم على تلك القوج ومحت اسمها ورسمها من الوجود فالاعتراف بذلك يدعي صاحبه إلى شكر الله الذي أيده ونصره على قوة هائلة ليس له فيها طاقة وقت خروجه عليها ضعيفا إلا بمعرفة الله ونعده الذي ينزل قضاءه من السماء وملوكنا أيدهم الله قد تسلسلت فيهم الأحلام الراجحة والعقول الرزينة من جدهم تركي بن عبد الله إلى الملك سعود بن عبد العزيز أدام الله ملكه على ماحبه ويرضاه فما يروى عن جدة الإمام فيصل بن تركي رحمه الله أنه كان ذا عقل وافر و حلم راجح وكانت عجحلته على العفو أسرع منها على العقوبة

فقد روى لنا عن أشياخنا القدماء أنه أتاه مخبراً يقول هل أن عقاب الذويبي شيخ قبيلة حرب ندراته يذبح ناقة إذا علم بموت الإمام فيصل فاتته كذبة من بعض حاشية فصدق القائل أن الإمام فيصل قدمات فقرب ناقو حمراد سمين فذبحها وفرقها على أقاربه وجيرانه وفاء بنذره فبعد بضعة أيام أتاه من يحنق له أنك حي ولم تمت فرد عليه الإمام فيصل رحمه الله بقوله الله المستعان قولوا له يستعد بذبح ناقة غيرها حتى يوفي بنذره فهذا الخبر الذي جاءه كذباً وسيأتيه الخبر اليقين فهذا جواب العقل والذين ولم يتكم به إلامن وفقه الله لحمل السيئات وبذل الحسنات مع أنه مقتدر ولو أراد الانتقام منه لقال لبعض عبيده ابهوبا لهوأتوني برأسه فرحم الله أهل العقود الزاكية

مما يرويه المؤرخون أن أبو جعفر المنصور الخيفة العباسي حين ما أراد أن يهدم أبواب كسرى أشار عليه يحيى بن خالد البرمكي بالعدول عن هدمه بأن قال له أتركه يا أمير المؤمنين على حاله فإنه أثر خالد لدولتكم التي تغلبت على هذه القوة فاتهمه المنصور أن نعرة الفرس باقية في رأسه فابتدأ بهدمه ولكنه عجز ولم يهدم منه إلا القليل فقال له يحيى يا أمير المؤمنين ما بدأت به فإني أخشى أن يقال حكومة بنت بنيان وإلى من بعدها حكومة عجزت عن هدم بنيانها وفي بنيانه يقول النابغة الذبياني هذا البيت

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
شهدت بفضل الرافعين قبابهم =ويبين بالبنيان فضل الباني [/poem]

وبعد هذا نرجع إلى قصة الرشيد وإمارتهم في حايل فسبب ذلك أن الإمام فيصل ابن تركي رحمه الله غزا على بلاد القطيف ومعه عبد الله ابن رشيد وأخيه عبيد بان رشيد وكان غزو الإمام فيصل في حياة والده تركي أبن عبد الله ابن سعود في سنة 1249 وهي السنة التي قتل بها الإمام تركي رحمه الله وكان قتله علي يد مشاري بن عبد الرحمن ابن سعود والإمام تركي هو خال مشاري المذكور وكان لا يضمر له إلا النية الحسنة وكان مشاري يضمر لخالد الغدر ولكنه يتحرى الفرصة فصادفت له الفرصة في غياب فيصل وأكثر وجوه أهل الرياض معه فالتفت هو وجماعة من أهل الرياض يبايعونه علي إمارة الرياض متى قتل تركي فانتدب لقتله عبد يقال له إبراهيم أو حمزة فعبأ له فرد بقتله به بعد ما يخلصون من صلاة الجمعة

فصلى مشاري بجوار خالد تركي بالصف الأول كعادته ومد له خالة سواك كان في يده ورق قلب مشاري له وخاير في قتله فاوعز لبو حمزة الناكف عن قتله فناشده أبو حمزة أن المؤامرة افتضحت إذا لم تجرى القتل هذه الساعة ولا مناص من ثورة هذا الفرد أما بجنبك أو بجنب تركي فحينئذ قال له مشاري أفعل ما شئت 

فحين ما خرجوا من المسجد وهم يمشون جميعاً أخرج أوب حمزة الفرد وكان الإمام تركي غافلاً يقرأ كتاب معه فتغانم الفرصة ودس الفرد في كم ثوب تركي وقبسه به فخر صريعاً وكان العبد زويد حاضراً وهو عبد تركي الذي يعتمد عليه وكان قد بعث به ويصل إلى والده تركي وهو محاصر سبهات من أعمال القطيف وكان قد كتب معه الإمام تركي جواباً لكتبه التي جاء بها من فيص وقال هل اشخص بها سريعاً قبل أن تصلي الجمعة ولكنه شد راحلة على عين الإمام تركي وأنه سافر فاناخها بعد ما خرج من البلد في نخيل لهم خارج البلد وأراد الله أنه يحضر قتله عمه تركي فدخل إلى مسجد الجامع مستخفياً عن عمه وفي عزمه أنه حينما يفرغ من صلاة الجمعة يركب راحتله ويمضي إلى طريقه

فأراد الله أن عمه تركي يقتل فدفع زويد نفسه علي عمه تركي وشهر سيفه وقتل اثنين من أنصار مشاري ولكن مشاري بادر إلى القصر واحتمى به ودعى أهل الرياض إلى البيعة وبايعوه وأكثرهم كارهين

ثم أن زويد جلس على راحلته وقصد عمه فيصل بالقطيف ومعه الكتب التي أعطاه الإمام تركي فوافى مجيئه إلى فيصل عند غروب الشمس فلما قرأ الكتب أخبره زويد سراً بما جرى على والده وبما فعله مشاري فامتعض وجهه وتغير لونه وعرف جلساؤه ذلك منهم ولم يعلموا بالحادث فاستظهر من يثق به من رجاله وهم أهل المشورة ومعهم عبد الله بن رشيد المشهور

فلما أخبرهم الخبر عزوه بوالده وبشروه بالنصر على الباغي وأشاروا عليه بالرجوع إلى الرياض فوراً قبل أن يتقوى مشاري وأمروه أن يفوه بمغزي على قحطان ولا تكن نكوفه يستنكر الجند ذلك

وبعد مضي 18 يوماً من تاريخ قتلة أبيه نزل على الرياض وحاصرها واحضر مشاري في قصره وكانوا أهل الرياض يخلون المقاصير التي يدافعون بها لحساب مشاري ولكنهم آثروا ولاية فيصل على الرياض وقدموه على مشاري فكانوا يخرجون من المقاصير وينزلونها جنود من جنود فيصل حتى تم لفيصل احتلال أسوار الرياض كلها فدفع القصر الذي فيه مشاري فنادى الجنود بالأمان أن من نزل من القصر فهو آمن فنزل خلق كثير ممن مع مشاري بالأمان ولم يتبق معه إلا القليل

فاقتحموا عليه القصر جنود الإمام فيصل وتولي قتل مشاري عبد الله بن رشيد ولكنه لم يخلص إليه حتى عيبه مشاري بالسيف بأن قطع أعصاب يديه بسيفه ولكنه قتله

فلما أخبروا فيصل بقتله وأنه عيب يده بالسيف فقال له أطلب أعوضك عن يدك فقال أطلب إمارة ديرتي لاغير فقال هي لك ومنها ابتدأت إمارة آل الرشيد في حائل


فجهزه فيصل في سرية معه في 1251هـ وكتب فيصل كتاباً لأمير حائل صالح بن عبد المحسن بن علي أن سلم الإمارة لعبد الله بن علي بن رشيد فسلمها وبارح حائل من وقته فتبعهم عبد الله وأخوه عبيد بعد ما وجهوا إلى المدينة فلحقوهم بقرية تسمى السليمن من قرايا حائل فقتلوهم جميعاً ومعهم عيسى بن علي وهو الذي يقول فيه عبيد بن رشيد 

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
عيسى يقول الحرب للمال تعاد =أنشد سوى السيف قل ليه حانيه
إن كان ما نرويه من دم الأضداد =ودوه يم العرفجيه ترويه [/poem]

والعرفجيه هذه التي قتلت قاتل ولدها عبد الله الحجيلان واسمه عبد الله أبو خطوه وهو من أبناء عمهم آل أبو عليان وهو في ذلك الوقت أمير بريدة وكان عبد الله بن رشيد حليماً عاقلاً شجاعاً كريماً قد اجتمعت له خصال كثيرة كلها حميدة عاش أميراً لبلده 12 سنة ثم توفي في سنة 1263 وكان شهماً شاعراً

وكان أخوه عبيد هو ساعده الأيمن على أعدائه وهو القائل 

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
الحمد لله للباري فزع من شكاله= والحمد لله ثاني على كل الأحوال
والجرر له ثالث بقدره فعاله= حي قديم عد ما قايل قال
أوجد ما ترى لواعج آخياله = بسحب وتسكاب وديم وهمال
رب السماء رزق الملا من نواله= حيث لكل ما راد فعال
للصيف نقري حين تبرك رحاله =ومن امنا والمحتري ما نهج خال
والشر ندفع جابه بالسهالة= ولاني لتثويره من الناس قبال
فإن كان ركب الرشى للمحاله= واستقلت ما في من الحرب ملال
اصبر كما تصبر رواس جباله =ما تشتكي من وطي حافي ونعال
الصدق يبقى والتصنع جهاله= والقد ما لانت مطاويه بتفال
وعبيد إلى لا عد منا خياله= حطهم مولاي نجم وزلزال[/poem]

وكان بوتك غازياً على عنزه والذي معه قوم قليلون فسمح قائلاً من بعض الغزو يقول لحامل الراية أن يعدل بها عن مشارف الأرض ويمشي مع المنخفض من الأرض وذلك لقلتهم فيخشى أن تتكالب عليه البدو فقال عبد الله في ذلك علي البديهة 

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ما نيب ما يتلى المخافي مع الخوع =زير إلى جما الليل حسه ينادي
أبو طلال إلى هياكل مسبوع =يسهر إلى ناصف عيون السرادي
القلب مصموع وبالكف قاطوع= مصلاب عسف طوعت للعيادي
فحدث سيز الا له أكسير ممروع= إلا بضرب مصقلات الهنادي
كم خير عاني لنا يشكي الجدوع =حاوية من شيعاب الأيام صادي
لو مانعرفه راح منا بمنقوع= من سمت مال نجمعه للتفادي
من كالنا بالمد كلناه بالصوع= ما هوب رقص وحنوه يابو هادي[/poem]

وقد ذكر لنا أن رجل من أخيار أهل الرس نكبه الزمان بموت أبله التي يسوق نخله وزرعه عليها فهم أن يركب لمحمد بن رشيد ويستمد منه يد المساعدة علي الزمان الذي أخفي عليه وقبل سفره قصد أمير الرس وقاضيها وطلب منهم أن يكتبون معه شهادة أنه خيرولد خير وكانوا لا تكون من ذلك فكتبوا معه ما طلب وقدم على محمد بن رشيد وقد أخفى الشهادة التي معه حتى تسنح فرصة وذكر له حاله واستنجد منه ما كان ما في من أجله

فانتهره قائلا كل من جانا من أهل القصيم يطلب سواني نخله وزرعه فلو أن الشجر ينقلب بعارين ما بدينا علي الناس

فقال هل الوافد أطال الله بقاك ما جابن لك إلا قصيدة والدك عبد الله بن رشيد حيث كم خير عاني يشكي الجوع ثم أورده له إلا بيان المذكور أعلاه فقال هل هات شهادة أنك خير ولد خير فأخرج الشهادة التي معه فلما قرأها أمر له بأربع من الأبل وبزاد ودراهم وكسوة وحديث الصدق ما يخيب من عامله

ولما مات عبد الله بن علي بن رشيد تولي بعده ابنه طلال آل عبد الله وهو أكبر أولاده وكان شهماً شجاعاً مضواراً كريماً فكنفه عمه عبيد العلى الرشيد وقام بنصره خير قيام لما بينه وبين أخيه عبد الله من العهود والمواثيق وأن الإمارة في عبد الله وذريته وأن ما لعبيد فها حق وذريته ما دام يوجد من ذرية عبد الله ولو طفل واحد ولقد وفي له ما عاهده عليه وحدب دونه بسنانه ولسانه حتى مات

وبعد وفاة عبد الله بأيام قليلة بلغ عبيد أن أناس من رؤساء عنيزة تكلموا في محفل لهم يقولون طفت نار الرشيد بعدما مات عبد الله فبلغت أخوة عبيد تلك المقالة فقال عبيد مجيباً القائل 

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
قل للعد ووالي بتهج بالأخبار =أو فرع على أمرنا زل من سماها
أو قطع أوضن أن طفت شعلة النار =خياشبات النار نوقد سناها
حرم على دورات ما ترمي الأكوار =لما تجي دبر تصاقع حفاها[/poem]

يعني أن ما يفتر عن المغازي حتى تهزل وكان وكانوا سيحون جيشهم ذروات كما أن مولكنا أعزهم الله يسمون جيشهم ريمات وكل له نحلة بين عليها وبعد مدة أيام قدم عليه عماله الذين ذهبوا يزكون البادية وكانو عند قلاب أبه مجلاد كبير الدهامشة من وايل وهم عنزة فلما بلغة وفات عبد الله ابن رشيد استدعى العمال وقال هم أميركم مات وهو الذي له العهد عندنا وخلف ابنه طالل على الإمارة ولا نعلم عن عبيد ماذا يدبره عليه فاكفو عن ما بقي من الزكات واقدموا على أميركم في حايل وبلغوه أن رداد نقا من اليوم وأني طامع ،مطموع ولكم مني الأمان حتى تاصلون أميركم حيث أنكم ضيوفنا ولن نغدر بكم فلما وصلوا إلى حايل أخبروا أميرهم بما قال لهم قلاب فقال لهم عبيد بيض الله وجه قلاب إنه مجلاد ولم يخونكم فقال اعبيد على ليد كان 

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
والله ماني كاده ذلقوا من أيظه= ولا هو كاربن حرب ثلاب
أنا أو شغموم خواله عمامه =من ضيفهم مادف به عرف الأجناب
إنا إلى الضيق عند الجهامه =أصمل إلى جا عندها خرم كلاب
نقدا جموع كنها خشم رامه =تتعب طويلات الجلا مد بالآداب [/poem]

ثم أنه من وقته غزى على عنيزة وهم على الخرول وهو ماء معروف وكان يضم اخلاط من عنيزة ثم وفيهم قلاب وجماعته الدهامشة وكثير من عنيزة وغيرهم فلما قرب منهم خارت عزائم قومه لقلة عددهم وكثرة البادية الذي هم قادمين عليهم فجمع ذوي الراي من قومه يرسل لقبيلته شحر ويامونهه مناصر بن له وقصد من هذه المشورة أن يتطلع ما عندهم والأ فهو لم يتردد في الغارة عليهم وكان قومه هم أصحاب الرأي منهم يقولون له ان الذي رأيهم على الرجوع فحينئذ شحذ عزيمته وخالفهم في رأيهم جميعاً

وكان الأمير طلال والمجاوي للجنود عمه أعبيد وهو الشجاع المجرب ذو الرأي السديد فلما رآهم مصممين على الرجوع ولم تجدي الحيلة معهم شيئا فأمر علي عبيده أن امشوا على قرب القوم وروياهم فدثروا مياهها بالأرض ففعلوا ذلك فقال لهم الآن تردون على عدوكم وتشربون من مائة أو تموتون عطشاً في هذه المهلكة فقد فعل ما فعله طارق ابن زياد حين ما قدم على الأيد لس واحرق سفنه وأيس أصحابه من الرجوع عن طريقهم حتى يكتب لهم النصر أو الموت

وفي تلك الوقعة يقول عبيد

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أنا على لان و ربعي على لان = مخالف رأي لراي الجماعة
منيب شاوي يربت من الضان = أو يرضى يطمن النفس عقب ارتفاعه
أنا ولد على سلايل الكحيلان = والله خلقني للسبايا وداعه
أضرب على الكايد ولو كنت بلشان= وعند الولي وصل الحبل وانقطاعه
أما بحر بعقود حص و مرجان = وإلا فهي لبليس طار اشعاعه[/poem]
وكان بعد هذا كله حالفه النصر على أعدائه فورد عليهم في مائهم وأخذ مائهم كلها وقد دهمهم ثم أنهم نزلو على الما وأقاموا عليه حتى التئمت جروحهم حيث أنهم قتل منهم نحو ستين وبعدها رجع إلى حايل وبدل جيشه بجيش مستريح وظهر من حائل غازيا على اعتيبه فصبح خيلهم وأخذ حللهم وأغنامهم ثم رجع إلى حائل فاغفلهم حتى ضنوا أنه لم يأتيهم فنزل ضونان ومن معه في أرض فلات يقال ها الدعيكن وهي فلات خصبة قريبة من الدفينة فغزا عليهم وصبحهم بها واجتاح أبلهم وأغنامهم وكان خونان له أبل تعد من شرائق الإبل تسمى أذيال الخيل وفي تلك الوقعة يقول عبيد ابن رشيد 

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
تسع ليال نضرب العوص بالعصى= لما وردناها سجا أو عفيف
أوجبنا أذيال الخيل من عرض فورنا = خور براطمها تهف لعفيف
أبا عر ضونان الذي يذكرونها = إلى وصلها عد البعير يقيف [/poem]




يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس