عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2009, 01:08 AM   #6
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مخطوطة قيمة ،، " النجم اللامع للنوادر جامع " .. ..

تكمله ،،

فصل في امارة اجلوي ابن تركي عنيزة

فصل في امارة اجلوي ابن تركي عنيزة بأمر من أخيه الإمام فيصل ابن تركي وهو يومئذ الحاكم على نجد كلها بعد والده تركي رحمه الله وكانت إمارة إجلوي بن تركي على عنيزة في سنة 1265 وخرج منها في 1269 فدامت أربع سنوات وكانت امارته حزم وهيبه لجميع البوادي الذين يرون النهب والسلب ديدنهم ولا يصبرون عنه ولكن أهل عنيزة يشتكون من تعدي رجاله بغير حق وأنه يتساهل معهم بذلك فقاموا عليه واخرجوه من بلدهم جبراً بالقوة لحجة ما ذكرنا أن خدامه يسيئون المعاملة وأنه لم ينصفهم منهم فمل يطيق أهل البلد الصبر على ذلك

وكان يومئذ أمير على عنيزة وعلى سائر بلدان القصيم وكان خروجه من عنيزه ضحوة الجمعة حتى أنه طلب منهم أن يصلي الجمعة فلم يمهلوه بل أخرجوه والمؤذن يدعو إلى الصلاة فسار بمن معه إلى بريدة وكان يومئذ قاضي عنيزة للشرع الشيخ عبد الله ابن عبد الرحمن ابا بطين من قبيلة عايد ومسكنه شقرا وقد ولاه الإمام فيصل قاضياً على القصيم كله ولكنه اختار أن يسكن في عنيزة وتاتيه الخصوم من كل بلد وكان عالماً عابدا ورعاً وكان عاقلاً حليما وكانت قضاياه الشرعية كلها نافذة من وقتها فلم ترجع له الخصوم بعد ما يقضي بينهم وكل منهم قانع بما حكم له أو حكم عليه

ومما يروى لنا أنه قر عليه خصوم من اهل جنوب بريدة وكان بينهم نخل يتخاصمون عنده وفيهم رجل يلقب الزناتي واصله من عنيزة فقضى لهم بشريعة عادلة ضمن من بايديهم من المكاتب الناطقة بملكية الزناتي فكانت القضية له على خصومه وفي ذلك يقول 

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
حنا نفضنا القنو لين الخمج طاح =شيخ يخلص ماتخليص بحينه
يوم وردنا السعد ما هوب ضحضاح =وكل صدر يبن كوكب واردينه[/poem]


وكان رحمه الله قد أشار على أهل عنيزة أن لا يخرجونه بهذه الصفة وقال لهم أنا كفيل لكم بامن اركب بنفسي إلى الأمام فيصل واطلب منه أن يعزل أخو جلوي عن إمارة بلادكم وينصب بدله أميراً ترضونه فابوا إلا أن يخرجوه من بلادهم فلما عجزت مساعي الشيخ علي الصفة التي ذكرنا وعن مداك ما طلب منه فقال لهم إذا تعلموا أنكم ما نصبتوني انتم قاضيا لكم وأن الذي نصبني عندكم هو الإمام فيصل وبيعتي له لا لكم فيتعين
على أن أخرج مع جلوي

فخرج معه بحريمه وعياله وقصدوا بريدة جميعاً فقام الشيخ في بريدة بضعة أيام ثم توجه بأهله وعياله إلى بلده شقراء واقام بها ثم أن أهل عنيزة بعد خروج جلوي منهم انتصب فيها عبر الله اليحيا السليم أميراً على عنيزة وسليم لقب السليمان بن يحي بن علي بن عبد الله بن زامل فأولال سليمان بن يحيى المذكور وأولادهم هم أل سليم الموجودين الأن وهم امراء عنيزة الآن

ولما وصل الخبر إلى الإمام فيصل بما وقع من أهل عنيزة وأنهم خرجوا أميرهم جبراً لااختياره فحينئذ كتب الإمام فيصل إلى أمراء البلدان يأمرهم بالجهاد العاجل وارسل عبدالرحمن بن إبراهيم جد البراهيم الموجودين الأن الذي منهم عبدالعزيز بن إبراهيم الذي تأمر بالطائف وبالمدينة وولده إبراهيم بن عبد العزيز أميرا بالقنقذة الآن من تهامة اليمن وأمره أن ينزل بريدة ويقطع سابلة عنيزة فاغار بمن معه من الجنود على أطراف عنيزة

و3 من ذي الحجة في السنة المذكورة خرج عبد الله بن الإمام فيصل من الرياض ومعه غزو أهل الرياض والجنوب وتوجه إلى بلد شقراء فقدمها يوم عيد النحر واجتمع عليه غزوان أهل الوشم وغيرهم من أهل سيد وأهل المحمل ومعه كثير من البوادي ثم ارتحل من شقراء وتوجه إلى عنيزة وأغار على الوادي وأهله في اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة من السنة المذكورة واخذ جميع ما عندهم من ماشية وأثاث ومتاع وقتل منهم عشرة رجال ثم أمر على من معه من الجنود بقطع نخيل الوادي فشرعوا في قتلها فكانوا يقطعونه ويحرقونه فقال شاعرهم في ذلك :

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
وين انت يالخياط عن حدب الجريد =يوم العوارض شحموا جمارها[/poem]

واسم الخياط علي بن عبد الرحمن والخياط لقب وكان الخياط شهما شجاعا فارسا شاعرا غيورا على وطنه وله مواقف بيض دون وطنه فقال في ذلك يرد على الشاعر

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يادارنا لا ترهبي يومك سعيد = حنا حمـاة الدار وشـبّ اشـعالها
هذي عنيزة ما بيعه بالزهيد =لافرعن البيض نحمي جالها
قطع النخل مهوب عيب والوقيد= العيب على اللي ما يتم أقوالها
يا ما ذبحنا دون مخضر الجريد = جنايز ترمي ولا أحد شالها
لي بندق ترم اللحم لو هو بعيد= ملح الجريف محيل بعبي لها
خماسي رصاصة ستة أشبار تزيد= ما وقفت بالسوق مع دلالها
ياشيخ ياللي ما نش مثلك وليد =وان رفعن الخيل شهب أذيالها
الشيخ مثلك ما يحايد من بعيد =ينزل على الديره لا بغي أظلالها
واللي نوى للحرب والباس الشديد =ينزل على دار بكواجها لها
من مات دون محرمه يكتب شهيد= والموت يأخذ شيبها وطفلها
كم سالن يوم اللقى جريه يزيد= رصاصنا يضرب كريب حبالها
شاطي حديد وفوق راكبها حديد =عادانا ذبحه وذبح أمثالها
الله يجازي كل جبار عنيد =منا ومنك يوم عرض أعمالها[/poem]

فبعد ذلك خرجوا عليه أهل عنيزة ومعهم خلق كثير من بلدان القصيم ومن السباوى فحصل بين الفريقين وقعة شديدة هائلة فقتل فيها عدد كثير من الطرفين وهذه الوقعة هي التي اطلقت لسان الخياط بما يقوله أعلاه

ثم أن عبد الله بن الإمام فيصل ارتحل بمن معه من جنود بعد الوقعة هذه ونزل العوشرية ثم ارتحل منها ونزل الربيعية وقدم عليه طلال بن عبد الله آل الرشيد في الربيعية بغزو أهل الجبل من الحاضرة والبادية

ثم دخلت سنة 1270 وعبد الله بن الإمام فيصل ومن معه علي الربيعة ثم قدم عليه بقية غزو اهل نجد حتى اجتمع عليه عالم كثير من بادية وحاضرة فلما اجتمعت عنده تلك الغزوان ارتحل بهم من روضة الربيعية قاصداً بلد عنيزة ونزل الحميدية ثم رحل منها ونزل الغزيلية واشتد الخطب على أهل عنيزة وتراسلها بالصلح والصلح خير وكان الإمام فيصل رحمه الله قد اوصى ابنه عبد الله أن يعرض عليهم الصلح فإن جنحوا للصلح فاجنح له ولكن اشترط الإمام فيصل أن يكون ذلك الصلح بحضورهم عندي وعلى فراشي وبين يدي

وكان الإمام فيصل رحمه الله قداكد على ابنه عبد الله بذلك وكان إماما وحسن سيرة شفوقا على المسلمين رؤوفا بالرعية محسنا إليهم حريصا على تألفهم وصلاحهم محبا لحقن الدماء ماثرا من أتاه طائعا بغير قتال فبعد ذلك كتب إليه عبد الله اليحيي السليم يطلب منه الأمان والعفو وطلب منه ان يقدم عليه في الرياض فقدم عليه والزمه الدخول في الطاعة ولزوم الجماعة فبايعه على ذلك وشرط عليه اشياء التزم به الأمير عبد الله اليحيا للإمام فيصل فتم الصلح على ذلك وأذن له بالرجوع إلى وطنه وطيلت هذه المدة وعبدالله الفيصل مقيما بالعزيلم وبعد ما تم الصلح بين الطرفين كتب إلى ابنه عبد الله يخبره بما حصل بينه وبين أهل عنيزة من الصلح على يد أبوهم عبد الله اليحيا السليم وجماعته ثم امره بكتابه هذا أن يرجع إلى الريض وأن يرخص للغزوان الذي معه كل يرجع إلى وطنه وبذلك تم المقصود وانتهت المنازعات وهذا عند اهل عنيزة هو الذي يسمونه الحرب الأول فقفل عبد الله إلى الرياض ومعه عمه جلوي بن تركي

وفي سنة 1273 غزى عبد الله بن الإمام فيصل فاغار على بن بجلاد وفي معهم في الدهنا فاخذ عليهم ابل كثيرة وكان عبد الله قد واعد طلال بن رشيد للغزو ومعه فلما فرغ عبد الله من توزيع الغنايم ارتحل إلى زرود فوجد طلال ينتظره بزرود ومعه أهل الجبل حاضرة وبادية فارتحل بمن معه وصبح مسلط بن محمد بن ربيعان على شبيرمه فاخذهم ثم أغار على الروسان جماعة بن جامع وهو على الرشادية فاخذهم ثم أنه أنكفا على الشعراء ونزل عليها وقسم الغنايم وبعدها دخل الرياض وارخص لمن معه من الغزو يرجعون إلى اوطانهم

وفي هذه السنة توفي عبد الله بن ربيعه الشاعر المشهور وكانت وفاته في بلد البير وفي هذه السنة اي 1273 في آخر ذي القعدة وقع حاج أهل عنيزة في غزو ابن مهيلب فطلب عليهم مطالب فامتنعوا فاخذهم وهو شيخ السواما من مطير قطع الله دابر الأعراب ما أظلمهم إذا قدروا

وفي 1374 حصل المناخ المشهور في موضع يسمى المليدا ويطلق على اسمه امليدا حرب وهو موضع معروف قريب ساق الجدي والمناخ هذا بين ابن بخيت والذويبي بن حرب وبين مسلط بن ربيعان والروقة بن عتيبه وقد دام المناخ قريبا من شهر فكان الروقة ينتظرون فزعت تركي بن حميد له فابطأ عليهم فانهزموا الروقة وركبت ابن الربيعان فلما نزل تركي بن حميد قصر بن عقيل قادماً عددهم قابله غول ابن الروقة في تلك الموضع فرجع من مكانه ويقول في تلك المناخ شاعر من حرب

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ياحادر تبي المكيل= دونك المليدا مدها
من زاد روقي هبيل =يبي ديار حرب وضدها[/poem]

وقتل من الروقة في هذا المناخ ستين رجلا ومن حرب نحو خمسين وفي هذه السنة توفي الحميدي بن فيصل بن وطبان الدويش وفي شعبان من تلك السنة توفي الشريف محمد بن عون وينتهي نسبه إالى أبي نمي فخلف ستة أولاد من الذكور وهم عبد الله وعلي وحسين وعون وسلطان وعبد الله وفي سنة 1275 قتل ناصر بن عبد الرحمن السحيمي في بلد الهلالية قتله عبد الله بن يحي بن سليم هو وابن عمه زامل بن عبد الله بن سليم وكان سبب قتله أن ناصر السحيمي المذكور أيام إمارته في بلد عنيزة سنة 1215 قتل إبراهيم بن سليم وهو عم الاثنين الذي قتلوه

وسبب نزول عبد الرحمن بن عبد الله السحيمي في بلد عنيزة هو ما حصل له مع بني عمه الذين في وشيقر من الخلاف والمنازعات فاراد أن يبعد عنهم فيستريح ولما قدم بلد عنيزة وكان ولده مطلق الضرر معه فتزوج من بنت عمه صوله البكر وفرحوا به وأكرموه غاية الكرم وولد له ناصر في عنيزة فشب ناصر وتجاوز البلوغ وكان ذا عقل وشهامة وكفاءة لكل ما يناطبه وكان هو وأبناء عمه السليم يتجاذبون الإمارة من بعد وقائع الدرعية ومن بعد قتلت الجمعي فصارناصر السحيمي يعارض في بعض الأمور ويساعده على ذلك قسم من عشيرة ناصر السحيمي وهم آل بكر وبينه شر وفتنة فاستدعى بناصر السحيمي وقال له ان لك علينا حق فاختر آما آن تكون أمير عنيزة وتكون لي الإمارة على سوايل عنيزة ورسوم الدروب التي تؤخذ على الحاج وعلى المنحدرين وألا يكون لك ذلك وأنا أبقى على إمارة عنيزة فظن ناصر السحيمي أن هذا القول من أبي السليم غير صحيح حيث أنه بادره السحيمي بقوله أن قال له أنت أمير الجميع وأنا ولدك فحلف له يحي بالله أني صادق فيما قلت وتبين على صدقي بهذا المجلس فقال ناصر إذا الإمارة بيدك وأنت أهلها وأنا أقبل إمارة البر فاتفقوا على ذلك إلى أن قتل يحيى في وقعة بقعاء المشهورة سنة 1257 ثم تولي الإمارة بعده أخوه عبد الله بن سليم إلى أن قتل في وقعة الجوى فتولي إمارة عنيزة بعدهم أخوهم إبراهيم بن سليم

ولما كان في 1264 سنة عزل الإمام فيصل إبراهيم عن إمارة عنيزة وأقر فيها ناصر بن عبد الرحمن السحيمي المذكور أميرا على البلد ولما كان في السنة التي بعدها قام عبد الله بن اليحيا السليم وابن عمه زامل العبد الله ورجاله من اتباعهم على ناصر السحيمي فرسدو له في طريقه بعد العشاء والآخر فرموه ثلاث طلقات بمسدسات كانت معهم فاصابه واحدة منها وسقط على الأرض وظنوا أنه قد مات فركضوا إلى القصر وإذا الحامية فيه قد انتبهوا فاغلقوا باب القصر وشمروا الحرب عن سواعدهم ودمرهم بالبنادق من القصر فانهزموا إلى بريدة وت**نوا عبدالعزيز المحمد آل أبو عليان وأما ناصر السحيمي فإنه قام من موضعه ذلك ودخل بيته وخارجوه برى وكتب إلى الأمام فيصل يخبره بأن آل سليم تعدوا عليه بلاجرم منه ولاسبب فكتب عبد العزيز لمحمد امير بريدة إلى الأمام فيصل أن آل سليم عندي وأنهم ا عتدوا عليه إلا لأسباب حدثت منه فكتب الإمام فيصل رحمه الله إلى أمير بريدة أن أرسلهم إلينا بلا مراجعة

فتوجهوا إلى الإمام فيصل وارسل معهم أمير بريدة هدية جليلة فلما قدموا على الإمام فيصل انزلهم في بيت وعفا عنهم وأكرمهم وكتب إلى ناصر السحيمي كتاب يقول أنت على إمارتك وهم الأن محفوظين عندنا وسننظر في الأمر إن شاء الله وكان مطلق بن عبد الرحمن السحيمي الضرير لما جرح أخوه أرسل إلى رجل من حاشية بن سليم يقال له عبد الله بن صخيبر فضربه حتى مات

ثم أن ناصر السحيمي لما برئ من جرحه قتل إبراهيم بن سليم أخو يحيي فقام آل سليم يحاولون قتل ناصر السحيمي فما سنحت له الفرصة حتى خرج إلى الهلالية فاتبعوه ووجدوه نائما بمقصورة لا قاربه هناك فدخلوا عليه فقتلوه وكان الذي تولى قتله هو زامل العبد الله وابن عمر عبد الله اليحيا ومعهم ثلاثة من خدامهم ثم أن أخوه مطلق الضرير ارتحل بعائلة أخوه ناصر فسكن في وشيقر وهو مقره الأول ولم يزل ساكناً بها إلى أن مات 1288

وفي 1271 في شهر صفر قتل عبد العزيز بن عبد الله بن عدوان من آل أبو عليان وكان حينما قتل وهو الأمير في بلد بريدة قتله رجال من عشيرته آل عليان وهو عبد الله الغانم وأخوه محمد وحسن العبدالمحسن وأخوه عبد الله وعبد الله بن عرنج وكان الإمام فيصل قد نصبه أميرا في بريده حينما عزل عبد العزيز المحمد وحبسه عنده وكان عبد العزيز رجل ماكرا مخادع وكان نسب آل أبو عليال وقبيلتهم يلتحون بالعناقر أهل ثرمداء وهم من بني سعد بن زيد بن مناهة بن تميم

ولماوصل الخبر إلى الإمام فيصل غضب على عبد العزيز المحمد لما يغلب على منه أن له يد في قتل أبو عدوان وأمران يشر وعليه في حبسه فكتب البد عبد العزيز كتابا وهو في الحبس يستعطفه ويحلف له اللآيمان المغلظة لآنه برئ مما جرى ولآنه لم يطلع قبل اليوم وأن ليس له فيها علم ولا مشورة فصار يكرر القول على الإمام ويحلف بالله أن ليس له فيها اطلاع ولامشورة ولا رضى بماجرى ثم يقول له فلو اطلقتني من الحبس وارسلتني إلى بريدة لا صلحت ذلك الأمر وامسكت الرجال وارسلتهم إليك الذين استخفوا بأمرك ونقضوا عهدك ولا يأتونك إلا مقيدين بالحديد أو أنفيهم من البلاد .

وكان كاذبا يقول ولم يفعل فامر الإمام بإطلاق من الحبس واحضاره بين يديه وجعل يحلف للإمام لق وأخذ عليه العهود والمواثيق بما يقول على نفسه ثم أذن له بالمسير إلى بريدة واستعمله أميرا عليها وعزل محمد ابن غانم عن إمارة بريدة فتوجه المذكور هو وابنه على وخلف ابنه عبد الله عند الإمام وابقاه الإمام عنده بالرياض

ولما وصل عبد العزيز المحمد إلى بريدة استدعى الرجال الذين قتلوا بن عدوان فقربهم وجعلهم حضية له وجعل يكتب إلى الإمام فيصل ليسكنه وكان كل كلامه مكر وخديعة ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله فحاق به مكره ولاقى حتفه بما سيأتي تفصيله في موضعه إنشاء الله

وفي هذه السنة ظهرت بادية العجمان العصيان للإمام فيصل وهم قبيلة من همدان من قحطان وينتسبون إلى مذكر بن يام بن رافع بن ضيوان بن نوفر بن همدان ابن مالك بن جشم كما هو معروف في كتب الأنساب وهم قبيلة سوء وشر وأهل مكر وغدر وخبث طويع وكانت مساكنهم في الماضي مع قبائلهم في نجران ثم صاروا إلى نجد ولم يكن لهم في ذلك الوقت قوة يمتنعون بها وكانوا لضعفهم يحالفون القبائل من عرب نجد وينزلون معهم ولما تولى الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود صار رؤساؤهم يحضرون عندهم يلقون له بالكرام وكانت لهم السنة حداد فبذل الإمام تركي فيهم الإحسان حتى جمعهم على رأيهم فلاح بن حثلين وبذل لهم العطي وانزلهم في ديره بني خالد وصار لهم بعد ذلك شوكتا عظيمة وصولة هائلة وعظم أمرهم

ولما توفي الإمام تركي رحمه الله وتولى بعده الإمام فيصل بن تركي عاملهم بالإحسان ولكن الإحسان لا يصلح إلا لمن يتقيد به ولكنهم ابطرتهم النعمة فإنه لما دخلت سنة 1261 خرج حاج الإحساء من بلادهم ومعهم خلق كثير من أهل فارس والبحرين والقطيف وغيرهم واخذوا معهم حزام بن حثلين أخو فلاح رفيقا لهم ليسير من في خفارته فرخد له أخوه فلاح قرب الدهنا وأغار عليهم وأخذهم أخذا شنيعا واستأصل ذلك الحاج كله نهبا وقتلا وتشريدا وأخذ ما معهم من الأموال شئ لا يحصى عدده إلا الله ومات أكثرهم عطشا فلا جرم أن الله يمهل فلاح بن حثلين بعد هذه الفعلة الشنيعة بل عجل الله له العقوبة

فإن الإمام فيصل رحمه الله ظفر به في السنة التي بعدها وهي سنة 1262 فأوثق الحديد في رجليه وضبب يديه بضباب من حديد وارسله إلى الأحساء فوصلها وهو بهذه الصفة ثم طيف به في اسواق الحسا وهو راكب على حمار هزيل ويداه مكتوفة من خلفه ورجلاه وتلاقيه على بطن حمار ثم بعد الفراغ من رؤية الناس له بهذه الصفة ضربت عنقه في سوق الأحساء وكان جنود الإمام فيصل حينما امسكوه وضعو في عنقه حبل وقادوه كما يقاد البعير وذهبوا به إلى الرياض ومنها ارسل إلى الأحساء ليعزروا به ويهان ثم يقتل وذلك حكمة من الإمام فيصل ليرى أهل الأحساء الذي قتل آبائهم وأخوانه وشتت حرمهم ما يفعل به على مشهد منهم ليشفي صدورهم بذلك ولولا عاطفته على المسلمين لقتله في الرياض والقتل واحد وفي ذلك يقول ولده راكان :

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ياطير ياللي طار به طير أبابيل =وش عاد نقتنص به إلى جا الهداوي
وش عذرنا في سوق هجر إلا قيل= فلاح راحوبه بحبل يقادي [/poem]

ثم صار ابنه راكان بعده أميرا على العجمان ورئيسا لهم فصار يتابع الرسل على الإمام فيصل ويتودد له ويخضع لطاعته ويطلب منه العوض بابيه فلاح وما زال يتقرب منه ويطلب العفو عن ما سلف من أبيه ويتابع عليه ارسال الهدايا من الخيل الجياد والنجايب الفاخرات فعطف عليه الإمام رحمه الله وسمح عنه وأمرعليه بالحضور بين يديه وبايعه على السمع والطاعة واعطاه الجائزة والكسوة الفاخرة هو ومن حضر معه من بني عمه وسائر عشيرته

ولكن الطبع الخبيث لا يتغير ومن خلق للشر فهو للشر يكون ثم أن بعد ذلك قوية شوكته وكثرت انصاره واجتمعت عليه دعات الشر والفساد والذئاب الضارية ممن يحبون النهب والسلب وقطع الطريق وصار اخبث من أبيه فما تم له سنة واحدة وهو على ذلك حتى نقض العهد وأخذ ابلا للإمام فيصل وأخذ نجابا منها وبعد هذه الغارة اوحشته ذنوبه وارتحل بجميع عربانه ونزل الصبحين الماء المعروف قرب الكويت

فحينئذ أمر الإمام فيصل رحمه الله أهل نجد حاضرة وبادية بالغزو وقد أكثر الغارات على نجد وقطع طرقاتها وأضاف الناس وتوقفت السابلة فأمر على ابنه عبد الله أن يكون أميرا لهذا الغزو وأن يسير بهم على بركة الله لقتال عدوهم فخرج عبد الله من الرياض في أخر شعبان من السنة المذكورة بغزو أهل الرياض والخرج والجنوب واستنفر من حوله من البوادي واستنفر من حوله من البوادي من سبيع والسهول وقحطان وكان قد واعد غزوان البدو على الدجاني واستنفر غزوات أسدير والوشم والمحمل وواعدهم على الدجاني

فلما وصل عبد الله إلى الدجاني ومن معه وجد كل الغزو مجتمعين عليها من البادية وحاضرة فاقام فيها ثلاثة أيام ثم ارتحل منها واستنفر عربان امطير فتبعه منهم خلق كثير ثم قصد الوفرا و عليها من العجمان خلق كثير من اخلاطهم فبيتهم واخذهم جميعا ولم ينج منهم احد وانهزمت فلولهم إلى الصبيحيه وعليها أل سليمان وابنه اسريق من العجمان فصبحهم واخذهم وانهزمت شرائدهم إلى ابن حثلين وعربانه فوق الجهرا ثم ارتحل عبد الله ونزل ملح وهوساء قريب من الكويت على ساحل البحر فلما علم العجمان عنه ذلك قام بعضهم يشجع بعضا وعمدوا إلى سبعة من الجمال وشدوا فوقهن الهوادج وهي ما يسمونه عطفة عند المتأخرين واركبوا عليهن بنات جميلات وكلهن من بنات رؤسائهم محليات بالحلى الفاخر والزينة واستصحبو كثيرا من نسائهم الخرائد وجعلوهن وسط الجموع ليندبن الرجال ويشجعنهم على القتال وينخين الفرسان على الجلاد والطعان وعلى الصبر والثبات فإن الفتيان تدب فيهم النخوة والحميه فكل مقاتل يرى حرمه أمامه تحكم فيه الغيرة فلا يفر ولا ينهزم مادام يرى نسائه في صفه ومن خلفه هذا والفرسان محيطين بالهوادج يمينا وشمال ويقاتلون قتال المستميتن

ثم أنهم عمدوا إلى الإبل فقرنوها وساقوها أمامهم كما يفعل الحاكم إذا قابل حاكم مثله فإن محمد العبد الله المريشد قد ساق أمامه الإبل يوم وقعة المليدا مع أهل القصيم وفعل مثله به أخيه عبد العزيز ابن متعب الرشيد يوم وقع العريف مع ابن مبارك الصباح ومعه أهل نجد عام 1318

وكان الحكام يفعلون ذلك لشيئين الأول أن الإبل إذا كانت أمام الجموع تحدوها الفرسان على خيولهم فإنها تكون درقة للجموع من رصاص عدوهم المقابل لهم والقصد الثاني أنهم يرون أنه يوجد من عدوهم الذي يقاتلهم من يوفر النهب على القتال فيكون فيهم من يطمع بأخذ الإبل دون القتال فيطمع بها ويشتغل عن قتال عدوه وكلا الحالتين تخفف من حدة القتال له فهذه هي الفائدة المنشودة في سوقهم الإبل أمام رجالهم المقاتلة وهذه الهوادج والإبل عادة قديمة تجري في أيام الجاهلية في حروباتهم وجميع وقائعهم

ونرجع إلى سرد العبارة الأولى فإنه لما عبد الله سير العجمان نحوه سارت جموعه مقابلة لهم بجميع ما يملك من قوة إلا ما كان من رجال يعتمد عليهم خلفهم على ساقته ليحمون ركابهم


يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس