عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-2009, 01:25 PM   #8
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: مخطوطة قيمة ،، " النجم اللامع للنوادر جامع " .. ..

تكمله ،،


فلما اجمعت عليه جنوده سار بهم إلى قتال عنيزة وحاصرهم في بلدهم فلما وصل إلى الوادي خرجو عليه أهل عنيزة بما يمكلونه من قوة من رجال وسلاح وعتاد فالتحم القتال فكانت الهزيمة على أهل عنيزة وقتل منهم في تلك الوقعة نحو عشرين رجلا.

ثم أن محمد الفيصل ضرب خيامه في الوادي المذكور وشرع يقطع النخيل ويحرقها في النار وفي هذه الوقعة يقول زامل ابن عبد اله ابن سليم هذه القصيدة ويقال أنها للدمعاني قالها على لسان زامل وهو من أهل الرس :

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
سلام لمن سار لبلادي حريب= الحكم لله ثم له محد عصاه
ارسلت مرسولي وعيا يستجيب= وامن الغضب ردت اخطوطي ما قراه
يا فيصل اصحبني او خلن لك قريب= مثل الولد وان داره الوالد لقاه
يومن نجد تختبط لك بالشعيب= مع حاكم كل القبايل في مناه
ابديت مجهودي اوعديتك قريب= واليوم ياعرق الندا هذا جزاه
والله ما يجلي عن القلب اللهيب= لين الفرنجي يوم تظهر من اخباه
والمصقلات معبينه للحريب= تصرخ إلى اونست اللحم علق شباه [/poem]

في قصيده له طويلة وقد واردنا منها ما يبرهن عن بعض الواقع وسيأتي اخره انشاء الله ولما اصدر امره الإمام فيصل على ابنه محمد ان يضرب الحصار على عنيزة إذا دخل أهلها فيها وتحصنوا فيها وتركوا الخروج لمقابلته في خارج بلادهم وكان أهل القصيم كافة غير عنيزة تابعين لإمارة بريدة فاتفقوا جميعا على حرب عنيزة وكان أمير عنيزة يومئذ هو عبد الله اليحيا السليم الذي قتل والده في وقعة بقعا المشهورة بين ابن رشيد وبين أهل القصيم وكان زامل ابن عمه المشهور هو أمير البر في المغازي وغيرها وكان ساعده الأيمن فقال في ذلك احسين السليمان ابن عقيل وسمي تارة بلقب له فيقال احسين الحريول ويقول :

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يالله أنا لحكمك صبرنا =يوم جتنا علوم النذاير
اعتذرنا واياما عذرنا =واعتصمنا بوال السراير
واعتصمنا ابت عمرنا= حاضر الباس يوم الحشاير
دارنا ما ورا ماصبرنا= حقك الغايب اليوم حاضر
من احقوقك علينا عبرنا= لا يطيعون شور المخاير
أن دمرنا قد مريتوا بأثرنا= والتفرق ذهاب العشاير [/poem]

في قصيدة طويلة أوردنا منها صدرها وتركنا باقيها خشية الإطالة والملل

وقال في ذلك شاعر عنيزة المشهور محمد العبد الله القاضي :

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
راكب فوق حر جفلة ضله= من شواحيف شط هي ركابه
سر وملفاك فيصل حاكم قله= يقطع الحبل كثر المس جذابه
إن حربنا فحنا للعدو عله =وأن صفينا كما السكر الشرابه
خبر أهل القصيم وقل بكم عله= حار فيها الطبيب و ضاعت اطبابه
لو تعرفون لو تدرون بالخلة= أنكم قصر عز واننا بابه
لابتي حية رقطا ابصدع له= مسها لين والسم بانيابه [/poem]

فرد عليه اللوح واسمه عثمان ابن منيع من حمولة العناقر أهل ثرمدا ويقول

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
حيتك جاتها حية رسول الله= تلهم إلى صنع فرعون واصحابه
عثرتم لا صليب أولا بها ثله= ما رابح نهار السوق جلابه
واحسايف غديتو بين خلق الله= مثل جلدية في كف لما به [/poem]

يشير بالبيت الثاني بقوله عرنكم هي عنيزة وبالبيت الأخير أنكم عرنتوا أنفسكم وبلدكم لرشق السهام من كل القبائل وقوله جلديه هي الكورة المعروفة إذا دفعها واحد ردها عليه الثاني وهكذا تفعله الجنود في بلدكم وفي رجالكم ويقول ابن منيع في أخر شعره عن حصاره لعنيزة يعني محمد الفيصل

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
داره الحضف ثم عيت تبين له= واخمرت يوم سمعت صرخة انيابه [/poem]

والحضف في اللغة هو ذكر الدواب أي أنكم لم تخرجون له في ميدان القتال بل هو حصركم ولم تقابلوه في الصحراء وذلك لم يعيبهم بل هو حزم منهم ومحافظة على بلادهم وحريمهم وهو الراي السديد والعقل الرشيد فلو أراد الله أنهم تحصنوا في بلادهم لكان خير لهم وذلك من أول وهلة ولم يخرجوا لمقابلة خارج البلد ولكن أمر الله غالب

فلما كان اليوم الحادي عشر من جماد الأخر من السنة المذكروة خرج عليهم أهل عنيزة من البلد بقوة هائلة وعدة وعدد فقاتلوا اقتتالا شديدا فصارت الهزيمة أولا على محمد الفيصل وجنوده حتى ابتدوا أهل عنيزة يقلعون اطناب الخيام بعد ما أبعدوهم عنها وكانت الهزيمة لولا قدر الله الذي ليس فيه حيله

وفي ساعة ما كانوا ينهبون الخيام وما فيها أمر الله سبحانه وتعالى السماء فامطرت مطرا غزيرا فطفت نيران الفتيل وكان غالب سلاحهم هي يندق الفتيل فانهزم أهل عنيزة قاصدين بلادهم وتبعتهم خيول محمد الفيصل يقتلون ولا يأسرون فقتل منهم ما يزيد على 400 مائة رجل وكان معهم أناس معهم رماح فاحتموا بها وحموا من دخل في حوزتهم من أهل البنادق فيمن أهل الرماح خرعل الجريفاني واسمه محمد ومنهم رجل يسمى جهيم ومنهم رجل يسمي بليهيص واسمه ناصر ومنهم رجل يسمى قعدان مطيري من العبيات .ومنهم علي العليان من حمولة العيال المشهورة بعنيزة وهكذا جرى أمر الله وكانت تسمي هذه الوقعة وقعة المطر وفي هذا يقول الشاعر مخاطبا لمحمد الفيصل

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
لو الجدا قومك ما تعديت الخيام= مير أن والي العرش مدكم من سماه [/poem]

وأن القاري المنصف ليحار فكره ويعحب من هذا التهور من أهل القصيم بكثرة قيامهم ومسارعتهم إلى حرب ملوك يملكون معظم الجزيرة أيريدون أن ينزلون هم بركن الملوك فيملكون ما ملكوه أو يريدون الاستقلال في بلدانهم منسلخين عن التعاون مع الملوك الذين أقوى منهم شوكة وأكثر منهم جندا وهم الذين يحموهم إذا نصحوا مع الملوك بصداقة خالصة ووفاء بالعهود ولا يعرضون بلادهم وأرواحهم لسخط الملوك فلهم اتباع كثيرة من بادية وحاضرة ولا يسألون عما يقتل من جنودهم بل يقولون سقطوا من كيس أهلهم فلا يهمهم ذلك فلو فرضنا أنهم خرجوا يقاتلون الحاكم وقتل منهم 10 لا غير وقتل من الحاكم 100 فإنهم يصبحون أكثر رزية من الحاكم لأن الحاكم لا يسأل عن جنده من أين هم ومعيبة أهل البلد على رجالهم أكبر لان المقتولين أب هذا وأخو هذا وعم هذا وولد هذا فكلهم تضمهم بلدا واحدة وتنشر مصيبتهم في البلاد كلها وكما يقول المثل : " الحاكم غصن جرار " .

فلم لا يخلدون إلى السكينة ويخضعون لحاكم فوقهم ويعطونه ما طلب من زكواتهم فيكون ملاذا لهم عن جور الجائرين واعتداء الغاصبين فإن الحاكم العادل المنصف لا يرضى بالخذلان على أحد من رعيته السامسة المطيعة الذين القت إليه زمام أمرها ونصحت له وإذا عنت لأوامره وجعلت الطاعة له خير حجاب عنه فلا يجد حجة تبيح له ظلمهم مع اننا نروي عن أشياخنا القدماء أنه شاهدوا عدة وقائع مع امرائهم أهل القصيم فما ظهروا منها منتصرين ولا وقعة واحدة وإليك سرد أسماء الوقائع الكبار:

(1) وقعة بقعاء المشهورة انهزم فيه أهل القصيم وقتل رئيسهم يحي بن سليم

(2) وقعة الجوي في سنة 1261 خرج عبد الله بن سليم وهو يومئذ أمير عنيزة وهو اخو يحيي السليم المقتول في بقعاء وكان سبب هذه الوقعة أن طلال بن رشيد غار على غنم عنيزة في جريدة خيل معه فأخذها وقصده من ذلك استجرار أهل عنيزة ليخرجون إليه فخرجوا مسرعين وهم صيام وذلك في 17 رمضان من السنة المذكورة فاقتتلوا ثم انهزم أهل عنيزة وقتل منهم 70 رجلا وقتل إبراهيم عبد الله بن سليم أبو زامل المعهود

والوقعة الثالثة وقعة المطر وقد شرحنا ذكرها وتفصيلها اعلاه

والرابعة وقعت المليدا وقد شرحنا خبرها وتفصيلها سابقاً مستوفيا فما حاجة على الإعادة وهذه الوقائع الأربع كلها انهزموا فيها أهل عنيزة وقتل منهم عالم كثير وقتل رؤسائهم معهم وعسى الله أن يعفو عن الجميع بلطفه وفله

وقد روينا أنه جرت وقعة من دولة الأتراك على بلاد عشير وكان امرائها آل عايض وهم محمد بن عايض وأخوه حسن بن عايض وهم أمراء عسير وعاصمتهم أبها فتقاتلوا هم والترك قتالا شديدا وداموا أشهر والقتال بينهم لا يفتر ودولة الترك لا يريدون منهم إلا الخضوع إلى الطاعة وبعد القتال الطويل تراجعوا عن الصلح فيما بينهم وركنوا إلى الطاعة بعدما قتل منهم خلق كثير وقتلوا من الترك أضعاف ما قتل منهم

ثم حضروا عند قائد الترك ويسمي سعيد باشا لعقد الصلح بينهم واعطائهم الطاعة له ولعسكره وكتبوا الصحيفة وتم الصلح والأمان فيما بينهم ، وسألهم سعيد باشا القائد قال أنتم العرب تفوقون غيركم بالشجاعة والحمية وأني سائلكم فاجيبوني فقالوا اسأل بما بدى لك ونجيب عليه فقال اسألكم إذا وقع الجريح في معركة القتال أكنت تحملونه وتبعدونه عن المعركة أو تتركونه في المعركة يقتل أو يموت فقالوا له لا ليس كذلك بل أننا نحمله ونبعده على المعركة ونجعله في الخيام او في أقرب بلد لنا نكون لنا عند المعركة فإنه أخو هذا وهذا ابن عم هذا وهذا من عشيرة هذا فلا يسمح لهم أن يتركوه بل يعيدون بتركه في المعركة فقال لهم أنا أخبركم بضد ذلك فإني جئت لقتالكم ومعي 20 ألف جندي وخلفت ورائي في المدينة 40 ألف جندي اطلب المد منهم متى شئت ودعت الحاجة وكان كل من جندي لا يعرف الأخر إلا باسمه ولا يعلم من أي بلد هو وإذا وقع جريحهم بينهم دعسوا على صدره بالكنادر ومشوا إلى حريبهم مسرعين ولا يلتفتون إلى الجريح حتى تنتهي المعركة فإن كانوا منتصرين حملوهم إلى الخيام وإن كانوا منهزمين تركوا الجريح والقتيل في المعركة على السواء

فإين عقولكم منكم يا معشر العرب تقاتلون الجنود وهذا نظامهم وهذه عادتهم معكم ومع من سواكم ممن يحاربكم .

وهذا ضربته مثلا للعرب . فكيف بأهل القصيم يقابلون الحاكم ويشهر عليهم ألاف السيوف ولا يعرف أحدهم بلد الثاني ولنضرب للقاري مثلا مفيدا لمن يتمسك بطاعة من هو أقوى منه وأشد بأسا وأكثر جندا فانظروا إلى نفع الطاعة وحسن عاقبتها

فهولاء امرائنا آل سليم الموجودين الآن عاهدوا الإمام عبد العزيز بالكويت في سنة 1320 وكل وفي لصاحبه ما عاهده عليه وتناصروا جميعا على كل من حاربهم واعتصموا بالله ثم به واعطوه زمام قيادتهم فلا يخانون من شئ يكرهه فكان يحميهم مثل ما يحمي نفسه وعاصمته ويغدق عليهم العطايا الجسير ولا يكلفهم فوق طاقتهم فامنهم فامنوا منه ومن ضد يتعدي عليهم

وأني اضرب مثلا قياسيا للملوك مع بلدان نجد وخصوصا من خالف من الرعية لأوامر الملك القاهر فإنهم يقاسون في ذلك شقاء وعنا وأني وجدت أهل القرايا الصغار كمسكه ونفي وضريه والأثلة ، أرشد من أهل المدن رأيا حيث أنهم يعطون الأعراب شيئ قليل من زروعهم وهو ما يسمي الأخادة فبذلك يأمنون على دمائهم وأموالهم ومواشيهم حتى أن المطرود ليلتجأ عندهم فيلجونه ويحمونه بوجه من يأخذ منهم الخفارة من قبيلة الطارد وهو نزر قليل يحميهم شيء كثير فكان عبد الله بن سبيل الشاعر المشهور من أهل نفي يتجاوب مع الشاعر نامي بن تعلى بن العضيان عرب الضيط وكان ياخذ الأخواه القبيلة م بن سبل وجاعته من أهل نفي فقال لابن سبيل :

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
حط الاخاوة ياغميصاني = ياقايد البقرة بذانيها [/poem]

فرد عليه بن سبيل بقوله :

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
اعطيك شلو مثل سحماني= تنبح وراء القرية وهاليها [/poem]

وهو يشير بقوله أن الذي أنا اعطيك ليس بفخر لك ولكن لتنبح دوني لتحميني من أبناء عمك المعتدين

وكان أمراء عنيزة حينما سلموا زمام أمرهم إلى الولاة حديث دونهم وحمتهم لم يمسسهم سوء ولا حضروا معركة وهم منفردين فيها إلا تحت راية من هو أقوى منهم واقدر وكان لسان يستشهد المتنبي لسيف الدولة حيث يقول :

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يامن ألوذ به فيما أؤمله= ومن أعوذ به مما احاذره[/poem]

ولا يستغرب أن الملوك إذا أخذتهم الغيرة على ملكهم متي عبث به عابث بغير مايرضونه ، وكان قائد من قواد بني العباس كلما جاءه من عند الخليفة مال أو كسوه يقول هذه الكلمة ( الحمد لله الذي الزمني طاعة أمير المؤمنين حتى استوجبت منه الرزق )

والحق الصائب يتعين على كل منصوب لمن فوقه أن يخلد إلى السكينة ويلزم طاعة من فوقه ويعتبر بأمراء سلفوا خالفوا أوامر ملوكهم فتصلطوا عليهم فاخذوا أموالهم وقتلوا معظم رجالهم فهل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ، والسعيد من له عبرة بغيره

ونرجع إلى إتمام في شرح وقعة المطر ثم قال الراوي لنا ممن حضر الوقعة هذه أن أهل عنيزة بعد الهزيمة دخلت فلولهم عنيزة اتاح بعد لهم بناس شجعوهم وابرزوا الطبول وعرضوا ولعبوا واشعلوا النيران في كل سوق وتفرقت العرضات في الأسواق كلها وأخذوا يعزفون بما قال شاعرهم تلك الليلة :

[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ما نبالي خسرنا ربحنا =لي حصل ما يدانا حمانا
بالعمار الغوالي سمحنا= دون صرت محامل نسانا
يقتبس شرنا وان ذبحنا= والحرايب تعسكر حذانا [/poem]

وكان محمد الفيصل بعد الهزيمة قد أرسل في أثرهم عدد أربعين خيال وكان يقصد من ذلك الاكتشاف على البلد أن كانوا مشغولين باحزان قتلاهم فهو يريد ان يقتحم على سور البلد ويدخلها عنوة وإلا فاته رأي ثاني

ولكن أهل الخيل الذين هو ارسل اخبره أن البلاد قوية ودونها أهلها ولا أقعد الباقين عن الشجاعة ما قتل منهم

فالعجب من مدينة تقتل رجالهم وكلهم رجال حرب وقوة ويصمد فيهم في وجه عدوهم إن هذه لشدة باس منقطعة النظير

فاقام محمد بن فيصل بعد الوقعة هذه بالوادي واشتد بقطع النخيل فقطعوا اكثرها واحتصر أهل عنيزة في بلدهم وقدم طلال بن رشيد في بقية غزوة على محمد بن فيصل بالوادي ولم يحضر الوقعة إلا عبيد ومحمد بن عبد الله بن رشيد

ثم أن الإمام فيصل أمر على ابنه عبد الله بالمسير بغزو أهل الحساء وبباقي غزوان نجد وسار معه معه بالمدافع والقبوس فلما وصل بلد شقراء ارسل المدافع والقبوس إلى اخيه محمد وهو بالوادي ثم عدا على عربان من عتبه فاخذهم ثم توجه إلى عنيزة ونزل عليها ونزل عليه أخوه محمد بمن معه من الجنود واجتمع هناك جنود عظيمة لا يحصى عددهم إلا الله فاحكموا بالبلد من كل جانب وثار الحرب بينهم وعظم الأمر واشتد الخطب ونصبوا عليها المدافع ورموها رميا هائلا بالقبوس ودام الحرب بينهم أيام

ثم أن أهل عنيزة طلبوا الصلح من الإمام عبد الله الفيصل وكان ابوه فيصل قد اوصاه أنهم إن طلبوا منك الصلح فاصلحهم ، وإياك وحربهم ، وأكد عليه في ذلك ولكن بشرط أن عقد الصلح معهم يكون على فراشي وعلى يدي

فخرج عبد الله اليحيا السليم إلى عبد الله الفيصل وعقد معه الصلح وقفل عبد الله الفيصل إلى الرياض ومعه عبد الله اليحيا السليم ومعه عبد الله اليحيا الصالح فوصلوا إلى الرياض وانتظم الصلح على يد الإمام فيصل وكساهم كسوة فاخرة واعطاهم عطاء جسيما واذن لهم بالرجوع إلى وطنهم وأخذ عليهم العهود على السمع والطاعة وملازمة الجماعة

ولما انتظم الصلح بين الإمام فيصل وبن أهل عنيزة استعمل الإمام فيصل محمد بن أحمد السديري أميرا على بريدة وعلى سائر بلدان القصيم فقدم بلد بريدة ومعه خدامه ومعه أشخاص من أهل الرياض ونزل في قصرها المعروف وصلحت الأمور وانحسمت الشرور ثم دخلت سنة 1280 هـ وفيها قدم وفد من أهل الاحساء ورئيسهم الشيخ أحمد بن علي بن شرف ومقصودهم في هذه الإفادة أنهم يطلبون أن يرد عليهم أميرهم محمد السديري فسمح لهم بذلك وارسل إلى محمد السديري وامره بالقدوم عليه بالرياض فقدم عليه وارسله إلى الإحساء اميرا مع الوفد المذكور وجعل مكانه في بريدة اسليمان الرشيد عليها وهو من قبيلة آل أبو عليان

ثم وقع اختلاف بين أهل بريدة وأميرهم وكثرة منهم الشكايات فعزله الإمام فيصل عنهم وولي مكانه مهنا الصالح آل ابا الخيل وآل أبا الخيل قبيلته من عنزة وفي هذه السنة توفي تركي بن صنهات بن حميد من أكبر شيوخ عتيبة وكان موته بعد طعنة طعن بها وهو في المراد الخيل مع قبيلة مطير فتوفي من الطعنة بعد ثلاثة أيام وفي سنة 1282 في سبعة جماد الأولى ،

وتوفي الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن ابا بطين العائذي رحمه الله وهو من قحطان وقد فاق أهل عصره في زمان شبابه ، ولما استولى الإمام سعود بن عبد العزيز في عام 1218 ولاه قضي الطائف مناشرة في عفة وصيانه ثم بعد ذلك ارسله الإمام تركي بن عبد الله قاضيا في بلد عنيزة وكان قضاؤه يشمل القصيم كل وتوليته قضاء عنيزة في سنة 1228 فباشر القضي هناك سنين عديده

وفي سنة 1282 لتسع بقين من شهر رجب توفي الإمام فيصل بن تركي في بلد الرياض رحمه الله وقد خلف أربعة من الأولاد وهم عبد الله ومحمد وسعود وعبد الرحمن ثم تولى بعد ابنه الأكبر وهو عبد الله وبايعه المسلمين ودخلت تحت طاعته كل من كان تحت ولاية ابيه فيصل فضبط الملك وساس الرعية أحسن سياسة وسار بهم سيرة جميله ونشر العدل على الناس

ولكن لم تتم له الولاية على نجد فقد نازعه أخوه سعود فجرت بينهم حروب ووقائع ومنافسات على الملك يأتي ذكرها إنشاء الله وكانت أيامها كلها مناغضة عليه ومكدرة له من كثرة المخالفين من رعيته حينا اضرب عليه الحبل

ثم دخلت السنة الثالثة والثمانون بعد المائتين والألف وفيها توفي طلال بن عبد الله بن رشيد وقد أصابه خلل في عقله فقتل نفسه وتولي الإمارة بعده أخوه متعب

وفي هذه السنة خرج سعود بن فيصل من الرياض مغاضبا لأخيه عبد الله وقصد محمد بن عايض بن مرعي في عسير وهو رئيس بلدانها فقدم عليه واكرمه وأقام عنده مدة وطلب منه النصرة على أخيه عبدالله ولما علم الإمام عبد الله باستقرار أخيه سعود عند محمد بن عايض ارسل لمحمد بن عايض هدية جسيمة بمصاحبة الشيخ حسين بن الشيخ وكتب إليه بأن خروج سعود من الرياض ليس له سبب يوجب ذلك وأن مراده قطيعة الرحم والشقاق وكتب إلى سعود أيضا يأمره بالقدوم عليه وأن يعطيه ما طلب فأبى سعود أن يرجع إلى أخيه عبد الله وأقام الشيخ حسين هناك عدة أيام ولما يأس من رد سعود معهم إلى اخيه عبد الله طلب من محمد بن عايض أن يرخص لهم بإذن لهم بالرجوع إلى الرياض فرخص لهم واعطاهم كسوة ودراهم وفادتهم واعطاهم هدية جسيمة للإمام عبد الله الفيصل

فتوجهوا إلى الرياض وكتب معهم رسالة إلى الإمام عبد الله على أن أخاه سعود قدم علينا وطلب منا المساعدة والقيام معه فلم نوافقه على ذلك واشرنا عليه بالرجوع وترك الشقاق وضمنت له أن اسعى معك إلى أخيك عبدالله بالصلح على كل ما يرضيك فلم يقبل فتركناه ورأيه وأما سعود فهو خرج من بلدان بن عايض وقصد نجران ونزل على رئيس نجران المسمى السيد وطلب منه النصرة فأجابه إلى ذلك وقدم على سعود وهو في نجران فيصل المرضف من شيوخ آل مرة وعلى بن سريعه من شيوخ آل شامر وكتب إليه مبارك بن روية أمير السليل يأمره بالقدوم إليه ويعده بالنصرة والقيام معه فاجتمع عليه وهو في نجران من يام وغيرهم وأمده رئيس نجران بمال كثير وطعام وارسل معه اثنين من أولاده فسار سعود بمن معه من الجنود وقصد السليل ونزل على مبارك بن روية ولما وصل الخبر إلى الإمام عبد الله أمر أخيه محمد بن فيصل أن يسير بغزوان أهل نجد


يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس