كان النبي صلى الله عليه وسلم أوفر الناس عقلا، وأسدهم رأيا، وأصحهم فكرا، و أسخاهم يدا، وأنداهم كفا، كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، يبيت يطوى على الجوع وقد وهب الآلاف وأنفق الذهب والفضة، ينادي على بلال رضي الله عنه: أنفق بلالاً ولا تخش من ذي العرش إقلالا .
كان حبيبنا أعظم الناس تواضعا، يخالط الفقير والمسكين، يجالس الشيخ الكبير، وتذهب به الجارية حيث شاءت لا يردها حتى يقضي حاجتها، ولا يتميز عن أصحابه بمظهر ولا يختص بلباس ولا يعلو في مجلس على أحد ولا يكلم أحدا وهو مدبر عنه متشاغل بغيره وصدق الله جل وعلا " و إنك لعلى خلق عظيم " .