••• غــريـــب •••
بليّة دهـري أننـي باهـرُ العقـلِ..ودربي طويلٌ موحشٌ ليس بالسهـل
وأن زماني ليـس كـفءً لهمتـي .. وأهل زماني كلهـم ليسـمُ أهلـي
وليس بهم مـن يستحـق صداقتـي .. فقد سفلوا حتى عن الجهل والـذل
وإني لمن نفس من النـور رُكبـت .. إذا ما نفوس الخلق كانت من الليـلِ
وبي همـةٌ كالنـار لمـا توقـدتْ .. وكالبحر إن هاجت وكالريح والسيلِ
ويومي كشهر عند غيري وساعتـي .. كيوم وكل الدهر عنديَ كالحـولِ
ولله دهـرٌ لـو تقاسمـه الــورى .. لكانوا مناراتٍ من العلـمِ والفضـلِ
وأعجبْ بنفسٍ –رغم خسة دهرِها- .. مُبرأةٍ من كل حقـدٍ ومـن غِـلِّ
مُطهّـرةٍ بالخيـرِ موصوفـةٍ بــه .. وتُتبع ما قالتْ من الحـق بالفعـلِ
غريبٌ بدنيا الزيفِ وحدي كأننـي .. حُوَيْلَ غصون الشوكِ زهرٌ من الفُلِّ
كأنيَ فوق الناس والنـاس أسفلـي .. فراشةُ حقلٍ فوق سربٍ من النمـلِ
أمدّ لهم كفّاً مـن الخيـر والنـدى .. وهم يسفحون الماء في الطين والوحلِ
أكنتُ –وقد كانوا عليّ جميعُهـم- ..مُلاماً إذا روّيتُ منهم صدى نصلي ؟
إذا كنتَ فـي قـومٍ بُغـاةٍ غريبـةً .. فإنكَ إن تظلمْ جنحتَ إلى العـدلِ
ولؤمُـكَ فـي قـومٍ لئـامٍ نبالـةٌ .. ونُبلُكَ فيهم –لو علمتَ- من الغُفلِ
وما علم الأحرارُ في الدهـرِ كلِّـهِ .. بأنبلَ من لؤمـي وألأمَ مـن نُبلـي
يقولون إنـي كابـنِ آوى مخـادعٌ .. وما علموا أني أخـادعُ ذا الجهـلِ
ألا ما أذلّ العيشَ إن كنتَ مُرغَمـاً .. على المكرِ فيـهِ والمكائـدِ والختْـلِ
أسامة العتيك