نسائم نجد
ابن الدمينة
حينما تهب النسائم المحملة بالطيب والرذاذ وتحمل في جعبتها أنفاس الأحبة وهديل الحمام ورائحة الزند والعود
يدرك شاعرنا أن هذه النسائم مرت بنجد،
فيتساقط الثلج على هضاب قلبه المثقل بالهموم
ويتنفس الصعداء أريجاً يتغلغل في نسغ روحه، ويجري مجرى الدم في عروقه.
شاعر القصيدة هو عبد الله بن عبيد الله بن أحمد من بني عامر ولقب بابن الدمينة وهي أمه،
وهو شاعر كما دلّ النص رقيق الشعر من شعراء العصر الأموي مات غيلة وهو عائد من الحج نحو 747 م.
والقصيدة جاءت على وزن البحر الطويل.
نسائم نجد
أَلا يا صَبا نَجْدٍ متى هِجْتِ من نَجْدِ
لقد زادَني مَسْراكِ وَجْداً على وَجْدِ
أَأَنْ هَتَفَتْ وَرْقاءُ في رَوْنَقِ الضُّحى
على فَنَنٍ غَضِّ النَّباتِ مِنَ الرَّنْدِ
بَكَيْتَ كما يَبْكي الوَليدُ ولم تَكُنْ
جَليداً وأَبْدَيْتَ الذي لم تَكُنْ تُبْدي
وقد زَعَموا أنَّ المُحِبَّ إذا دَنا
يَمَلُّ وأنَّ النَّأْيَ يَشْفي مِنَ الوَجْدِ
بِكُلٍّ تَداوَيْنا فلَمْ يُشْفَ مابِنا
على أنَّ قُرْبَ الدّارِ خَيرٌ مِن البُعْدِ
على أنَّ قُرْبَ الدّارِ ليسَ بِنافِعٍ
إذا كانَ مَنْ تَهْواهُ ليس بِذي وُدِّ