[عبدالعزيز العمران]

بعض الكلمات تلامس شغاف القلب وتسكن الوجدان :

كما هو الحال مع هذا الطرح القريب من النفس من حيث الفكرة والأسلوب والمضمون ، حيث يلامس الإحساس

ويُؤثر في النفس وتسمو به ويُدمع العين ويلين له القلب.. كيف لا ؟ وهو يخص أهل وأحباب لهم في القلوب مقر

ومقام لا يليق إلا بهم .. كما ويهمنا نحن جميعاً إذا صرنا إلى ما صاروا إليه في يوم آتٍ لا ريب فيه ..

ولا أهم ولا أولى من تكرار الزيارة لأعزائنا في المقبرة والسلام عليهم والجلوس بينهم والدعاء لهم والحديث

إليهم بكل المستجدات التي حدثت بعدهم أولاً بأول مع الحرص على ألا يصل مسامعهم إلا ما يسرهم وحجب

ما يكدر خواطرهم .. وربما يشعر البعض بما أشعر به حين أكون بينهم في المقبرة حيث ينتابني إحساس بأنهم

جلوس أمامي يسمعون ويرون ويتأثرون ، كما وأجد صعوبة عند وداعهم والعودة إلى ضجيج الحياة ، وفي أكثر

من مرة أهم بالمغادرة ولكن أجد نفسي عائداً إليهم ، كما لا أتخيل أبداً أني سأغادر الروضة دون أن أتشرف

بالسلام عليهم حتى ولو كانت الزيارة في منتصف الليل .. وقد حدث ذلك عدة مرات دون اشعر بالوحشة لأني

وقتها أكون بجوار أمي نوره بوجهها المشع نوراً وطهراً وجيرانها الأعزاء رحمهم الله وأموات المسلمين أجمعين

وجمعنا بهم في جنات النعيم ..

كما وأشعر بأن بعضهم عاتب على أهله وأحبابه ويتمنون أن لا يغفلوا عن زيارتهم والدعاء لهم والصدقة عنهم ..

ويتخيل لي بأن أمي نوره رحمها الله توجهني بطيبتها وحنانها المعروف عنها بالوقوف على جيرانها في المقبرة

والسلام عليهم والدعاء لهم وهي سعيدة بذلك ..

وختاماً أتوجه إلى خالقي وأرفع أكف الضراعة وأدعوه وأرجوه بأن يرحم أموات المسلمين ويوسع في قبورهم

ويونس وحشتهم فيها ويسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة ..

كما وأدعوه جلت قدرته بأن يكون هذا الموضوع الرائع بمثابة الصدقة الجارية لك أختي الرائعة بقايا الذكريات

ولكل من يمر عليه ويهتم به ، وأسأله أن يتقبلها وأن لا يحرمك وإياهم الأجر ..

شكراً جزيلاً .. وتقبلي أجمل وأطيب التحيات ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

-