المعجزة العشرون
رجل من أهل النار
في موقعة"احد" التحق بجيش المسلمين رجل غريب لا يعرفه احد من المسلمين ,اسم (قزمان).
كان(قزمان) هذا ,رجلاً ضخماَ مقاتلاً في صفوف المسلمين, هجم على المشركين كالأسد, فأعمل فيهم سيفه, وقتل منهم ثمانية رجال,فخاف الباقون من بطشه, وابتعدوا عنه
وذكر الصحابة لرسول الله 
ذلك ,فقال لهم :انه من أهل النار,فأستغرب الصحابة قول حبيبهم, لكنهم آمنوا به وصدقوه. واشتدت موقعة (احد)على المسلمين, بعدما خالف الرماة أمر رسول الله وكشفوا ظهر جيش المسلمين, فعاد إليهم المشركون من جديد, بعد أن انهزموا, وأعملوا فيهم السيف والقتل, وأصيب (قزمان) بجسمه ورأسه إصابات بليغة, فحمله المسلمون إلى مكان بعيد, ليداووا جراحه,ثم ذكروا ذلك لرسول فقال لهم انه من أهل النار)!! ثم عاد الصحابة إلى (قزمان) فوجدوه يتألم, فقالوا له: ابشر يا (قزمان) فقد أبليت اليوم في سبيل الله بلاء عظيماً, وذلك حتى يخففوا من ألمه.
واستغرب(قزمان) لما يقوله الصحابة؛ فقال لهم: أنا يا قوم لا أقاتل في سبيل الله , أنا أقاتل حتى يقول الناس عني إني شجاع وقد قاتلت أهل(مكة) من اجل أن يفرح قومي, ولولا ذلك ما قاتلت!
فأستغرب الصحابة من كلامه كثيراً , وتذكروا كلا رسولهم وقدوتهم فاطمئنوا, وما هي إلا لحظات حتى اشتد الألم على (قزمان) فأخذ سهماً من كنانة فقتل به نفسه.
فصاح الصحابة : ماذا تفعل أيها البائس؟
إلا تعلم انك تقتل نفسك وتنتحر؟! وعند ذلك ستكون في نار جهنم,خالداً مخلداً أبدا.
فلم يستمع (قزمان) إلى كلامهم, وغرز الحربة في صدره فقتل نفسه.
وعاد الصحابة إلى نبيهم وقدوتهم واخبروه بما حصل ,وقالوا له: نشهد انك رسول الله حقاً وصدقاً, ونشهد أن الله هو الذي أخبرك بما في صدر(قزمان) فلا يعرف ما في الصدور إلا الله تعالى
موعدنا مع معجزة جديدة من المعجزات التي منحها الله لرسوله الكريم