الموضوع: العقوق الصامت
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-2018, 05:11 PM   #1
المشرف العام
 
الصورة الرمزية فقيدة امها
 
تم شكره :  شكر 40187 فى 13120 موضوع
فقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضوفقيدة امها نسبة التقييم للعضو

 

Icon5 العقوق الصامت




العقوق الصامت

يؤلمني جدا منظر أم تجاوزت الاربعين أو الخمسين
أو الستين وهي تعكف على خدمة ابنتها
العشرينية موفورة الصحة والعافية
أو خدمة ابنائها الصغار!

يؤلمني جدا أن أرى أباً تجاوز الاربعين او الخمسين
أوالستين يحمل ما يحمل من آلام المفاصل والظهر
يخدم ابنه الشاب العشريني والثلاثيني الذي
لا يفتأ يزمجر
و يطالب بحقوقه او هو من يقوم
بشراء مقاضي البيت بدلا عنهم !

إن العقوق ليس صراخا أو شتما أو رفع صوت
على الأم أو الأب، بل له صور أخرى صامتة
قد تكون أكثر إيلاما من صور العقوق الصريحة!

من البر بأمهاتنا أن لا نستغل عاطفتهن
وغريزة الأمومة لديهن في خدمتنا وخدمة أطفالنا !

وكل ما ذهبنا لمكان ما لعمل أو لنزهة
تركنا صغارنا عندها بحجة لم يوجد أحد يرعاهم
في غيابنا أو بحجة ان الصغار يكدروا نزهتنا
او بحجة ممنوع دخول الأطفال لمكان ما
ثم نذهب نحن لنلهو ونفرح ونترك الأم تعاني
مشقة نومها ونومهم فضلا عن نظافة البيت
ونظافتهم

من البر بأمهاتنا أن لا نخبرهن بكل
صغيرة وكبيرة تكدر خواطرنا…
لأن تلك الصغائر ما هي إلا هموم تتراكم في
قلوب الأمهات المحبات مسببة لهن من القلق و الألم النفسي
و الجسدي ما لا يمكن أن يتصوره الشباب والشابات!

إن نفس الأم وكذلك الأب عند كبرهم
تصبح نفساً رقيقة
في غاية الحساسية، تجرحها كلمة و تؤلمها لفتة…

وأشد ما يؤلمها هو رؤية أحد الأبناء
في مشاكل وتعب…
هناك مشاكل يمكننا حلها بأنفسنا…

هناك ثرثرة و شكوى فارغة نستطيع أن
نبقيها لأنفسنا أو لأصدقاءنا …

بِراً بأمهاتنا وآباءنا!
لنسعدهما كما أسعدونا ونحن صغار!
لنريحهما كما خدمونا وتحملونا في طفولتنا
المزعجة ومراهقتنا الثائرة!

لنضغط على أنفسنا قليلا من أجلهما كما ضغطوا
على أنفسهم كثيرا و حرموا أنفسهم من متع عديدة لكي
لا تربينا خادمة أو لكي لا نبقى وحدنا في البيت!

لنساعدهما على استيعاب جمال التضحيات
التي قدموها من أجلنا!

لنكن ناضجين في تعاملنا مع والدينا…
ناضجين ومسؤولين في السعي وراء طموحاتنا!

أعمالنا وأبناؤنا مسؤوليتنا وليسوا مسؤولية
أمهاتنا وآباءنا! لقد تعبوا بما يكفي في شبابهم
و أدوا كامل واجباتهم ومسؤولياتهم…

وآن لهم أن يستريحوا ويعيشوا في هدوء واسترخاء!
الأم الستينية اليوم في مرحلة تُخدَم فيها و لا تَخدِم !
إن الأب الستيني أو السبعيني اليوم في مرحلة
قطف الثمار،

لا زرع البذور وسقايتها!

ولابد أن نتذكر دائما أن آيات البر بالوالدين
جاءت عامة ثم مخصصة للوالدين عند كبر سنهما
لما يحدث لهما من ضعف و تغيرات نفسية وجسدية
لا يمكن أن يستوعبها الشباب غالبا،
لذلك جاء التذكير

قال تعالى :
“إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما
فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما وقل لهما قولا كريماً”

اللهم اغفر وارحم لي ولوالدي ووالديكم وللمسلمين
والمسلمات اجمعين الاحياء والاموات يارب العالمين.

( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )
التوقيع
وفردوساً عليا ياخالقي أسكن بها أباً ، وأماً
أنجبا إبنتاً مدللة ودلالي كان باذخاً .. ربي آرحمهما كما ربياني صغيرآ.
فقيدة امها غير متصل   رد مع اقتباس