-:دخلتْ على الملك بخجل.. وعلى أريكة ريش نعام غاصت..وأختفت ومن فورها قالت: بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن الرعية في شغل فاكهين على أوراق الجرائد والمواقع الالكترونية يتكئون..و ما ينغص حياتهم السيبرية الأبدية ليس البحث عن لقمة العيش ولا البطالة ولا مشاكل الزواج والطلاق وغيره وغيره من تفاهات الحديث..لا لا يا مولاي..هذى هوامش لا تشغل شعبك الواعي المقهور..فـ هم يهرشون الرؤوس ويضربون الكفوف ولا يغمض لهم جفن حتى تتفتق عقولهم عن حل مبين للمصيبة..فـ البؤس المزمن نحر رقابـــ.....
-: قاطعها الملك متعجبا..مصيبة !؟..لم يا صبية مصيبة ؟!..
-: أغمضت عيناها برهة ثم قالت مسرعة ..يا مولاي أنهم يفتشون عن أنسب الطرق لنشر الشرعية وأعياهم البحث عن أفضل الوسائل لنثر الديمقراطية علي أوراق الملوخية؟..
-: مسرور هيئ نفسك ..يا مسرور بقدك وقديدك طيّر رقاب الرعية !..
-: مولاي شهريار على رسْلك..
-: عندك يا مسرور.. على الباب قف..و هاتِ الحكاية من طأطأ يا صبيّة ؟..
-: أنهم..أنهم يتعاركون يا مولاي بالسيوف وبالعصي وبالكلمات النارية..
وكل واحد منهم منهن يُشكّك في شرعية وجود أخيه وأخته..
-: شرعية!!..دي تبقى لبخة وسنين سوده عليهم وعليا!..زيديني زيدي يا صبيّة ؟..
-:منهم من يتهامس مع إخوانه يا مولانا أن الديمقراطية أحلى مذاقا من الدكتاتورية بعد شوربة عدس مع فحل بصل أو رأس فجل..ومنهم من يُنظّر أن الشرعية يا مولاي للصوت الانتخابي الحر..والديمقراطية تصعد لأعلى من القواعد الشعبية حتى تستقر بقعر الصناديق الزجاجية..ومنهم من يهمس في خِلانه و وعشيرته أن الدكتاتورية قدر ومكتوب بسجلات الممالك الدكتاتورية و..منهم يا مولاي من يجهر بالقول أن الدمقرطة آتية لا ريب..ولما زاد الهمس يا مولانا بالديمقراطية والدكتاتورية وكلام فارغ أضحت الإمارة نصفين ..نصفين متحاربين..وأمست المعارك جارية على قدمين وساقين..و..لا تحلقها أو ما تلحقها.........
عندئذ دخل رئيس العسس..وجلس بين يديّ مولانا الملك
وقص صِدق الخبر وهو.. يبكي من هول ما حدث وما رأى.. هرش شهريار رأسه وأخذ يفكر ويفكر ويقدح ويقدح.. ثم أمر باجتماع عاجل للوزراء .. المستشارين ومعهم عساكر الدرج و شيوخ غفر النجوع والكفور واختيارية الأزقة.. وفي الحال والتو.. خرج المنادى في
الساحات والميادين وبالطرقات وأزقة الإمارة أن .. يا رعية مولانا شهريار المعظم..أرقصوا زمروا بدأت لياليكم المِلاح.. مولاكم تعطف عليكم بانتخابات ديمقراطية شفافة حلا لمشاكل إمارتكم الجياشة ..وفرصة فرصة لا تعوّض و ..ليتقدم منكم ألف رجل صنديد بكل دورة انتخابية.. ليُستفّتى الشعب ولينتخب بأريحيّة لنحدد معا نهاية القول الفصل بديمقراطية وعلانية..هل الألف منكم وجودهم شرعي على تراب الإمارة أم نسحب منهم الجنسية وننفيهم إلى ثغور الإمارة الخلفية بدون رعاية سلطانية؟..والسامع يبلّغ الغائب..هلم..هلموا يا رعية مولانا ..قرر ولي النعم راعي الرعية إجراء انتخابات ديمقراطية رُبع سنوية على شرعية وجود أفراد الرعية بإمارتكم الديمقراطية الشعبية ...
وعاشت الرعية المُنتخبة ديمقراطيا
بتبات ونبات تآكل بالديمقراطية وتشرب الملوخية
وخلفت صبيان وبنات..على عواطلية..
ومسرور.. خطف الصبية ليأتي بصبية عفية من صبايا الرعية..
وكوكو كو كوووووو ..
-----------------
02/11/2010