رد: ما علق بالشرع المطهر من أحاديث ضعيفة وقصص واهية
قصة علي بن أبي طالب وشريح القاضي !
اشتهرت عند الناس قصة مفادها أن عليا رضي الله تعالى عنه وجد درعه عند يهودي
فاحتكما إلى شريح القاضي
والقصة رواها الجوزجاني في كتابه القيّم الماتع:
الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير
بإسناده عن إبراهيم بن يزيد التيمي قال:
عرف علي رضي الله عنه درعا له مع يهودي فقال : يا يهودي ؛ درعي سقطت مني يوم كذا وكذا !
فقال اليهودي : ما أدري ما تقول ! ؟ درعي وفي يدي ، بيني وبينك قاضي المسلمين .
فلما رآه شريح ، قام له من مجلسه ، وجلس علي ، ثم أقبل على شريح فقال :
إن خصمي لو كان مسلما جلست معه بين يديك
ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" لا تساووهم في المجلس ، ولا تعودوا مرضاهم ! ولا تشيعوا جنائزهم ،
واضطروهم إلى أضيق الطريق
فإن سبوكم فاضربوهم ، وإن ضربوكم فاقتلوهم !
( والحديث باطل كالقصة ) !
...ثم قال : درعي عرفتها مع هذا اليهودي ! فقال شريح لليهودي : وما تقول ؟
قال درعي وفي يدي ! فقال شريح : صدقت والله يا أمير المؤمنين !
إنها درعك كما قلت ، ولكن لا بد من شاهدين ،
فدعا قنبرا (مولى لعلي) فشهد له ، ودعا الحسن بن علي ، فشهد له ، فقال شريح :
أما شهادة مولاك فقد أجزناها ، وأما شهادة ابنك لك فلا أرى أن أجيزها . فقال علي:
نشدتك الله ! أسمعت عمر بن الخطاب يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة "؟
قال : اللهم نعم !
قال لاتجيز شهادة شباب أهل الجنة ، والله لتخرجن إلى (بانقيا) - ناحية من الكوفة -
فلتقضين بين أهلها أربعين يوما !
قال : ثم سلّم الدرع إلى اليهودي ، فقال اليهودي : أمير المؤمنين مشى معي إلى قاضيه
فقضى عليه فرضي به
صدقت والله إنها لدرعك ، سقطت منك يوم كذا وكذا عن جمل لك أورق فالتقطتها
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله.
فقال علي : هذا الدرع لك وهذا الفرس لك ، وفرض له في بيت المال تسع مئة
ثم لم يزل معه حتى قتل يوم صفين.
قال الجوزجاني : باطل تفرد به أبو سمير وهو منكر الحديث ثم نقل كلام البخاري فيه :
منكر الحديث يرى القدر
وقول أبي حاتم :
متروك الحديث.
(مجموعة الرسائل الحديثية لعلي رضا بن عبد الله )
|