عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-2011, 06:34 PM   #33
مشرفة سابقة
 
تم شكره :  شكر 6637 فى 1168 موضوع
اشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضو

 

رد: كلمة منك, كلمة مني, نسويها قصة

ما إن أشرقت الشمس بنور وجهها الساطع ، حتى تطايرت تلك العصافير الناعسة ، والأشواق تأسرها نحو عالمً من الإبداع ..


وهُناك في منحدر التل تعيش " سارة " تلك الطفلة البريئة ،



لكنها تبدو في سباتٍ عميق ، فأحلامها كثيرة ، وآمالها كبيرة ، لأنها في غزة الجريحة ..

رغم ما تمر به غزة من جروح والآم ..تراها تستقبل الربيع بفرح ومرح ، وهي بين الزهور وعبق رائحته الفواحه ، تلهو وتلعب مع الفراشات ، تحب الذهاب الى شاطيء البحر ومعها الوانها واوراقها ، فهناك كانت تخلوا الى نفسها لتكتب اجمل الرسائل الى ابيها الأسير



،فكانت دائما تبدأ بعبارة .....



حبيبي بابا

أنا اليوم جدا سعيدة ..


أتعلم لماذا يابابا ؟


لأني عندما عدت اليوم من المدرسة وجدت ماما قد أعدت لي مفاجأة رآئعة


أتعرف يا بابا ما هي المفاجأة ؟


قد علقت ماما صورتك على حائط غرفتي


يا الله ... ما أحلاها من مفاجأة


كل صباح سأنظر إليك وأقول


صباح الخير يابابا


وكل مساء سأنظر إليك وأقول


تصبح على خير يابابا


ولكني بالوقت ذاته حزينةٌ ياأبتي ، فاليوم وأنا آتية من المدرسة رأيت في قارعة الطريق ، أمٌ تصرخ وكأنها قد فُجعت بأحد أبنائها ..! وبجانبها رجلٌ متسلح هيئته مُخيفة




من يا أبتي قتل أبنها ..؟



ولماذا الناس تقتل بعضها البعض ، وماالذنب الذي أرتكبه أبنها لكي يقتل ..؟



يا أبتي أشعر بالخوف الشديد عندما أرى تلك المشاهد








كم كانت صرخاتها مؤلمة يا أبتي وهي تبكي وليدها اقشعر بدني و أظلمت الدنيا من حولي وكأني كنت في لقاءٍ مع الموت.


احسست بالحقد نحو ذلك الغاصب وتفجرت مشاعري غضبا.

ما ذنبه أن يكون في ذاك المكان ليكون لإنطفائه أوان؟

عدت إلى المنزل أجر الخُطا أَبتسم تارةً وأحزنُ تارةً أخرى, حتى شَدَتْني رائحةُ الطعامِ الشَهي التي كانت تفوح من عتبة منزلنا المليء بالحب...


لتستقبلني ماما بكل حنان لتضمني الى حضنها الدافئ

و تعانقني بإبتسامة يملؤها التفاؤل و الأمل
و تعد لي الأطباق الشهيه

حتى يتبدد ذلك الخوف الذي يملاء ما بداخلي

وتكبر سارة ويكبر حلمها البائس ، ولازالت غزة كما هي ..

لم يتغير ماضيها ولم يتجدد حاضرها ، تصارع ألم البقاء رغم الشقــاء


هُناك بكلية غزة تنتظر سارة نتائج العام الدراسي بفارق الصبر ، تنتظر تعليق النتائج بأسوار الكلية ، والأم ترقبها عند عتبة الباب ، والدعوات ليس بينها وبين الله حجاب ،فقد جاهدت كثيراً من أجل مستقبلها ، وبعد طول انتظار عُلقت النتائج ..!

وكانت المفاجأة الرآئعة ..


إمتياز مع مرتبة الشرف الأولى


هل حقا ما تراه ؟


لم تصدق عينيها العسليتان

أهي في حلم أم أنه حقيقة !!


إنطلقت راكضة تسابق الريح ..

لنقل البشارة العظيمة لأمها المسكينة..

أماه هاتي البشاره ؟؟؟؟

أعلنوا النتائج وكنت أترأس القمة يا رباه كُلِلت جهودي بالنجاح



دوت زغاريد بيتي الحزين الذي لم يزره منذ مدة الفرح ورأيت إبتسامة على وجه أمي وهي تخفي دمعة.

تتمنين لو كان معنا، يا أمي..

لم يفارقنا يا بنيتي أبدًا هو دائم العيش في قلوبنا يتغذى بحبنا له..


ثم غابت أمي هنيهة لتعود وبيدها علبة محكمة الغلق...


ماهذا يا أمي؟


هديتي لنجاحك, يا نور عيني.


هرعت لفتحها فإذا بها رسائلي لأبي التي كنت أكتبها له مخزنة وبينها صورتي وأنا صغيرة في حِماه و قد رُسِمت إبتسامة عريضة على وجهي البريئ. فعادت بي الذاكرة ..






كانت ساره تغمض عينيها وتجلس بمكانها المعهود والمحبب إليها ، الذي طالما جلست فيه لكتابة الرسائل لوالدها ، تستعيد تلك الذكريات الجميله...

فعندما كانت تواجه اموراً لا تفهمها ترسل إلى أبيها لتسأله عنها ،وعندما كان يأتيها الجواب ، كانت تسعد به لأن فيه من الدروس المفيده للتعايش مع هذة الظروف الصعبه ..فعلى سبيل المثال ،

عندما ارسلت لتسأله عن من قتل ذاك الشاب ، ولماذا قتل ..ولماذا تمتزج دموع النساء بالزغاريد ،

اجابها والدها .....
إنها دموع القلب يتمزق من الإسى لكنه يبشر بإنتهاء العناء إلى الأبد, يا بنيتي, لأن الذي مات قد أصبح طائرًا من ذهب يشم رائحة الجنة وينعم بها.
هل إن خيرتك أن تعيشى وحدك وأنعم أنا بالجنة ستحزني ؟ أزورك كل ليلة في نومك وأخبرك بجمال الكون من فوق..



لم تجب سارة على سؤال والدها بل سرحت بخيالها إلى البعيد وصوبت عينيها الجميلتين صوب الأفق..


عادت للواقع تلتفت يمينا ويسارا تبحث عن أبيها الذي إختفى فجأة .. لحظة كانت بين يديه وكان يقبل جبينها وها هي تستفيق ثانية من الحلم.

يااااااااه كم أحن إليك يا أبي.



تركتني وحيدة لا أخ ولا أخت غير حضن أمي الدفئ وإبتسامتها الكريمة.
بل لم أكن وحيدة ؟

لكنها تفطنت لشئ؟؟؟

هيثم, ذلك الكريم الذي كان دائما كدرعٍ يحميها, الأخ والصديق وكأن أبي أراد توجيهي, قالت في سرها..

سارعت سارة بنت العشرين ربيعا الآن نحو أمها تتحرى أخبار الفتى وما حل به كل هذه السنين..
أمي أتذكرين هيثم؟
إلتفتت إليها أمها وهي تبتسم وقالت لها :

أما زلت تذكرين هيثم؟
سبحان الله ،،، يالغرائب الصدف

اليوم إلتقيت بوالدته عند محل الخضار ... وأخبرتني أنه كان الأول على دفعته

حينما تخرج قبل عشر سنوات في قسم العلوم الشرعية ..


حيث تحصل حينها على وظيفة معيد في جامعة أم القرى بمكة المكرمة

وأنه عاد اليوم لأرض الوطن لقضاء إجازته السنوية ..

ولكن ما الذي جعله يأتي على بالك؟


فجأة يقطع رنين الهاتف حوارهما وتذهب الأم للرد على الهاتف,,,

تتحدث الأم قليل مع المتصل وترى سارة علامات السعادة والسرور على وجه والدتها

تنتظر أغلاق والدتها لسماعة الهاتف وهي بشوق لسماع خبر مفرح

تغلق الأم السماعة وتقول لأبنتها :

من تتوقعين المتصل يا عروستي الجميلة

تفهم سارة مقصد والدتها وتحمر وجنتيها حياء

وخجلا وتتذكرحديثهما وتربط بينه وبين

حوارها مع والدتها الذي قطعه رنين الهاتف وتجيب بصوت

خافت مرتبك
أنها خالتي أم هيثم
أجل كانت على الهاتف..

خالتي أم هيثم وما خطبها ليس من عادتها الإتصال بنا؟ سألت وهي تلتقط الأنفاس..
لم أكمل حديثي فلقد قطعه رنين الهاتف, إنها كانت تدعونا ليوم الجمعة.
وما سبب الدعوه يا أمي؟
مدعوون لحضور حفلة زفاف..


اسودت الدنيا فجأة و احست سارة بدوار ولم تستطع التنفس..
ضحكت الأم مخفية صخريتها وقالت عرس أخت هيثم الصغرى..

فتنفست أخيرًا!!
مبروك أدام الله علينا الأفراح
آمين وكنتي أنت من تليها
حضري نفسك هذا المساء سنذهب للسوق لإنتقاء هدية للعرس..

و في مساء نفس اليوم خرجت سارة بصحبة أمها للسوق..


وبينها هي تجول بين اروقة المحلات سرح بها الخيال الى صورة هيثم,


كيف هو الأن؟


وهل لا زال يذكرني؟








وظلت سارحة ولم تفق إلا على صوت أمها وهي ترد التحية على زائر وسيم في ريعان الشباب



معتدل القوام ساحر النظرات هادئ القسمات ترتسم على ثغره ابتسامة عذبة ويتحدث بصوت





رخيم بكلمات دافئة أضفت على المكان الكثير من الأنس والبهجة .. نظرت سارة إلى الشاب باهتمام




وكأنها تسأل أمها ( من هو؟ ) .. انتهى كلام الشاب مع والدتها التي حولت نظرها الى ابنتها وقالت:




هذا هيثم ابن صديق أبيك مروان ونعم الأب والابن .. رمق هيثم سارة بنظرة كانت سبباً في ارتباكه




بعد أن أذهله جمالها ثم غادر هيثم المكان بعد عبارات وداع مقتضبة ..



انصرفت سارة خجلة نحو غرفتها مُتعثرة الخطى بطريق العودة ، تسابق الريح ، ممتطية جواد الفرح ..



أقفلت الباب واستلقت على ظهرها في سريرها العازب ، متخبطة الفكر غير مصدقة ، فحلمُها تحول لواقعٍ لا فرار منه ..



وماهي إلا لحظات حتى خيم السكون على الكون ، وبدأت الأفكار تترتب والإنفاس تهدأ ، ونبضات القلب تنتظم ...!


دقائق


لحظات ..




تضربُ الأم الباب وتدخل ...!




الأم بإبتسامة : سارة مالكِ محمرة الوجنتين وقد أخذ منكِ الحياء مأخذه ؟

ساره : لا شيء ياأمي فأنا أبدو طبيعية ..!



الأم : لقد كبرتِ ياساره وأصبحتِ الآن عروسة .



سارة: لما يا أمي؟



حادثتني خالتكِ أم هيثم ، عن رغبة ابنها بالزواج منكِ ، وطلبت مني أخذ الموافقة منكِ ، فهل أنتي موافقة ؟








ساره: ما زلت صغيره يا امي



الام: ساره،انت الآن فتاه عاقله وكبيره



لمَ لا تعيشي حياتك الجديده؟



ساره: اذا كان هذا رايك يا امي


فانا موافقه

الام
(تضم بنتها وهي سعيده)
اسعدك المولى يا ابنتي







تمضي الأيام ..




ولازال هاجس سارة مُتيماً بالتفكير في هيثم ، وكأن هذا الواقع حلمٌ في سبات ..!





....


وبعد طول إنتظار تتفق أم سارة مع أم هيثم على موعدٍ للزيارة ، ليتعرف الجميع أكثر ، ولتكون نظرة شرعية لهيثم وسارة لتحديد مستقبلٍ جديد وميلاد أسرة جديدة في غزة الشهداء ..




ساره ترتب غرفة الضيوف وفجأة !!




ساره : من الطارق



والد هيثم : أفتحِ الباب ياأبنتي ..!




ساره كادت أن تهرب من شدة الحياء ، ولكنها أجمعت قواها بيديها المرتعشتين وفتحت الباب ...!



والدة سارة أنقذت الموقف قبل أن يحدث الصدام ، فأخذت ترحب بهم بتواجد خال سارة الذي كان ينوب عن اباها الغائب ، فتوارت ساره للداخل وقد أثكلها الخوف ..


جلس الجميع ومازالت سارة في الداخل ...!


طلبت أم سارة أن تقدم لهم المشروب وتجلس ، وبعد طول جدال أخذت سارة المشروبات وتقدمت لتدخل لغرفة الضيوف ...



























اشواق غير متصل   رد مع اقتباس