عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2011, 09:21 PM   #39
مشرفة سابقة
 
تم شكره :  شكر 6637 فى 1168 موضوع
اشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضو

 

رد: كلمة منك, كلمة مني, نسويها قصة

صوب ذاك البائس، سائق الدبابة، النار نحوها وهي شامخة لا تخشى الموت وفجأة....

سلط الله جندٌ من جنده ، تخطت هذه الرصاصة جسدها الطاهر ،" وَمَا رَمَيْت إِذْ رَمَيْت وَلَكِنَّ اللَّه رَمَى"
تنحت تلك الدبابة بعظمتها وجبروتها أمام هذه الجسد العازل ، كما تفر الكلاب من أزير الأسود ..
تعود سارة لمنزلها مُثكلة الخطى ، شاردة البال ، والإعياء يختزل رأسها وهي تقترب رويدا رويدا والأجيج من حولها وكأنه انشودة الأبطال: لبيك يا وطني لبيك بروحي بدمي لبيك..

لمحت خيال رجل واقف على الباب وكان يبدو عليه الكبر والتعب. وهي تدنو الى الباب بدأت ملامح الرجل تظهر بوضوح
من تراه هذا الرجل الذي يقف بالباب؟
لم يزرنا غريب منذ أن أُعتقل أبي فالكل يعرف أننا نسوة مقصورات الجناح بعد أن تغيب عنا سندنا وعماد بيتنا وعزة إسمنا...
أبي؟؟؟
وكأنه أبي، هل يعقل بعد كل هذا الوقت يكون قد رجع و كانت الثواني تمضي سنونا حتى وصلت للباب...
فتح الأب ذراعيه بعد أن ادرك انها سارة، قرة عين أبيها.
بابا بابا بابا
يا لوقع هذه الكلمات على قلبِ كلِ مشتاق يحن لحضن حنون.
بكت سارة دموع فرح وهي تقبل جبين أبيها الذي اتعبه السجن و أُرهِق جسمه النحيل من قلة الطعام والنوم.
لم تُرِد سارة الإستسلام للنوم وهي تريد ان ترد كل دقيقة سُلبَت منها وهي بعيدة عن أبيها لكن التعب أغشاها واستسلمت للنعاس على كتف أبيها ...
بعد بضع ساعات استفاقت سارة لتجد والديها بالإنتظار ، وقد أشعلا شمعة أمل يتحدثان عن هذا الإضطهاد الذي طال أمده ، ويدعوان المولى لسلامة أهل غزة من هذا الوابل المُلهب ..
تدخل سارة غرفتها وقد ألفت هذا الوضع الذي مايمر أيام فقط حتي يعود ويتجدد المنظر نفسه ..

هدأ القصف ، وبدأت الأوضاع تعود طبيعية ، كثرت الأصوات بداخل الحارة وهذا ينبأ بأن العدو أرتوى من الدماء وعاد لمعقله الدامي .. !


سارة و ما أدراك ماسارة ، حلمٌ يداعب قلبها ، وواقعٌ يجرح فؤادها ، وبين هذا وذاك طااااال الإنتظار !!

يومٌ جديد ، وصباح مملوء بالتفائل ....


نزلت سارة من غرفتها تخطو الهوينا وإذا بوآلداها قد سبقاها لمائدة الإفطار



صباح الخير يا أبي





صباح الخير يا أمي





صباح الخيرات حبيبتنا .. أجاباها وآلداها






كيف كان نومك ؟ سأل الأب





الحقيقة لم أنم كثيرا لأني كنت أفكر بما حصل





لايمكن أن نبقى صامتين هكذا





لا بد من عمل شيء ... لا بد





نظر إليها أباها مبتسما وقال





لا تقلقي يا أبنتي .. إن الله معنا





والمؤمن مبتلا ..





ولكن يا أبي .. قاطعها وآلدها قائلا لا لكن ولا غيره





إجلسي وكلي من خيرات الله





فغدا سيكون هناك مفآجأة لك ..

اشواق غير متصل   رد مع اقتباس