[الطرف الناعس]

●
●


●{ المَشهد الَأول )●

{ يوم الاربعاء)

السَابعة و النصف صَباحاً .. { جناح المعاريس) ~

ظلام مخيف .. أصوات { نسائية ) عالية أقرب للصراخ .. ولغط غير مفهوم !!

فتحت عينيها ببطء وكسل .. لترى ملامح ضبابية لحقيبة سوداء .. لم تتضح الرؤية بعد .. فهي بين اليقظة والنوم .. حقيبة سوداء كبيره بجانبها فستان أبيض

سَارة تخاطب نَفسهَا : ([ أوه ... نعم ]) .

سرعان ما أدركت أن هذا اليوم هو يوم { صباحيتها ) .. وذلك لم يكن سوى حلم عابر .. حمدا لله ~

نهضت مسرعة والتفتت للجانب الآخر من السرير .. لترآه !!!

نعم إنه هنآ .. لم يكن حلمآ !! أخذت تتأمله في خجل وخوف معآ .. نهضت من فرآشهآ { متسحبة ) بهدوء وبطء .. أنزوت لوحدهآ .. في غرفة المعيشة .. تفكر في هذه الأحآسيس التي لم تفارقهآ منذ اختلآ بهآ ..!

سـآرة تخاطب نفسها: لم هذا الضيق يآ إلهي .. !! لمَ !! .. مآ هذه الأحدآث الغريبة ...؟ لِمَ لم أحس بالامان وما هذا الخوف الغريب .. { أعوذ بالله من الشيطآن الرجيم .. استغفر الله .. استغفر الله .. )~ ..!

حآولت طرد هذه الأفكار على أنها وساوس ومخاوف فقط !! مقنعة نفسها أن أحداث الأمس طبيعية !! .. وإنما هي ليست سوى { إنسآنة حآلمة جداً )~ ..!



الساعة 2:10 مساءً .. !!

{ إمممه )~ ... مطبقة شفتيهآ على أحمر الشفاه { القَرمزي الفآتح ) .. وهكذآ تكون سآرة أنهت زينتهآ ..نظرات سريعة وخآطفة لكآمل تأنقهآ.

سـآرة : { اموآآح ـه [كبيرة] لج) .. تخآطب اتعكآس صورتهآآ في المرآة .. في هذه الآثنآء دخل [ يوسف ] ..

اعتدلت سآرة في وقفتهآ وابتسآمة خجلى على شفتيهآ ..ازدات وجنتاها تورداً بينما هي تنظر إلى الأسفل وقلبهآ يخفق خفقآناً سريعاً من الخووف .. ~

سـآرة تخآطب تفسهآ : { يـآربي أبا أختفي .. أبا أتخبا مكآن .. آه أحس ويهي حآر نآر .. ! )~

( يوسف ) بـوجه جآد و نظرآآت عشوآئية : مسآ الخير ..!

سـارة بِإضطراب شديد : ممـ مسآ النـوور .. { آه يـ قلبي توقف أرجووك )~

يوسف أخذ يتجول في المكآن على غير هدى ..! : .. أتريدين الغدآء الآن !!

سـآرة تحس بأن قلبهآ سيخرج من الخوف والخجل : عـآدي ..!
خرج يوسف ليآتي بـ الغدآء .

سـآرة تنفست الصعدآء .. وعآودت النظر إلى انعكآس وجههآ في المرآة .. وأخذت تتسآءل .. :

{ لمَ هذا التهجم ! ماذا به ؟ .. لِمَ لم يقل ولـو كلمة وآحـدة جميله للِآن ؟! )~ ..!! لمَ و لِمَ ولمَ !

سرعآآن مآ طردت هذه الآفكآآر ( استغفر الله .. استغفر الله ) .. هذآ شي عآدي وشـعور عآدي .. هو فقط اضطرآب وقلق وتعب الأمس .. !! لِمَ أنآ عجـولة ؟! ..... ومآ هذآ الضيق يآ سآرة .. مآ هذآ الضيق .. ؟! ..

أخذت تردد تهوديتها المعتاده .. : لآ إله إلا الله .. محمد رسـول الله .. !! مرآراً وتكرآراً .. ! بذآت النغمة التي تستخدمهآ مع خالد ابن أخيهآ الرضيع ..!



السآعة .. 3 مسآءً ..!!

لم تستطع سآرة أن تتنآول الطعآم .. اكتفت بشرب العصير وهي تحس بنظرآته ترآقبهآ وتتأملهآ .. رفعت نظرهآ إليه .. فغير نظرآته سريعآ إلى الطبق أمآمه ..!

سـآرة : [ !!! ] .. !

تَكرر المشهد مرارا .. يسترق النظرات إليها .. بصمت قاتل ومخيف !
تحدث { هـو ) كآسرآ صمت المكآن : اسمعي ترآني أدووخ .. !

سآرة وهي تنظر إليه بابتسآمة خجلة : هلآ !! [ لم تستوعب ] .. !

هـو بصوت أعـلى و صرآمة : أنآ أدوخ .. أدوخ .. !! [.. يأشر بيدآه ..] !

سـآرة [ تحس بصدمة عنيفة ] .. : مآذآ ؟

هـو : أدوخ .. { مأكداً غير مبآلي ) .. !

سـآرة : سجآير .. !! .. لم تستوعب مايقال .. حيث إنها كلماتهم الَأولى
لم تتوقع أن تكون بهذا الشكل

يهز رأسه بالنفي : لآ لآ .. مدوآخ !

سآرة نظرت إلى عينه مبآشرة وهـي تحس بالاختنآق .. وكلمته تتردد في رأسهآ .. { المدوآخ .. ومآ هوالمدوآخ .. !! ) : كيف يعني .. !

هـو باستغرآب: مآ تعرفين المدوآخ ؟!! .. أدوخ مدوآآخ .. !

ابتسمت في وجهه ابتسآمة { ذبلة ) لم تعي ما هو المدواخ .! هل يشبه السيجاره ام انه مختلف ! .. ثم أخذت تتأمل كوب العصير .. وفي دآخلهآ مليـون تسآؤل ..
تستعيد كلمآت [ أمه ] : ولدي مآ يدخن .. لمآ كآن مرآهق بس .. الحين أبدآ مآ يدوخ .. وخآصة عشآنج يـ سآرة .. يعرف أهلج ما يآخذونه لـو يدخن

قآطع تأملهآ : ترى بعد بالنسبة لإجآزتي ! .. قصروهآ لـ 10 أيآم بس .. !! المدير اتصل وقآل .. لك 10 أيآم ولآزم تدآوم .. !! لآ تخآفين ترى السـفرة 6 أيآم .. يعني عندنآ وقت للسفر .. !

!!~

لَا تخأفيْ !! وقَتْ للسَفره !! ؟ .. سَاره .. لَم تفيق من صَدمتهآ الَأولىْ .. ليَزفْ البَشاره الـثانية ! أخذت أفَكارها تَتضارب و عيَناها في صَراع مع العَبرات تحاول جاهده أن تبيقيها في مجرحيهآ

(.. ما باله ! ماذا يحسبنيْ !! لَم يَتكلم بَهذه الطريقة ! لِم هو قاس وجافْ
.!! لَا تهمنيْ السَفره أبداً ..لم يتكلم بهذا الاسلوب .. يبدأ كلامه بأسئلة وينهيه بصدمات !! حتى إنه لم يقل كلمة واحده جميله للآن .. )

رَفعت نظرهَآ إليه وهو يضع الطبق على جانب معلن إنتهائه من الطعام .. تلاقت أعينهما فأبتسمت [ وهي تموت في داخلها ].

أشاح بوجهه عنها .. قام متجهاَ لغرفة النَوم .

نزلت العبره متحدية إصرار ساره في منعها .. { عبرة خوف .. عبرة ألم .. عبرة إشتياق لأهلهآ ) إحساس بالوحشه فظيع وهي لم تكمل { نصف يوم ) برفقته !

( شو فيه !! ليش يعاملني بـ هالطريقة ! بروحي خايفة منه ! ليش جيه يكلمني .! شو سويت له أنا ! هذا هو يوسف نفسه .!
قالوا ميت يحبني .! ومرض لما رفضته وكل القصص والافلام اللي سوها لي ! والحين يكلمني بكل قسوه وانا عروس ويتجاهل القعده معاي ! شو فيه !! .. قالوا ما يدخن وقالوا حنون وطيب وووو.. الخ )

للمره الثالثه طردت ساره هذه الافكار والوساوس .. مسحت العبره كي لا يلاحظ أثرها على خدها.

أخذت تعبث بطبقها وهي تخاطب نفسها ..

( ساره إنتِ كبرتي .. إنتِ متزوجه الحينه .. خلي الدلع و الدموع فـ صوب .. وهذا الشي عادي .. التدخين إن شاء الله حله سهل .. لا تضايقين نفسج هذي اول ايام العمر .. خليج مرحه وحبوبه عشان يتغير لج .. والغزل والهيام بعدين ., ليش انتِ عجوله !

تنهدت واستعاذت من الشيطان الرجيم .. ولحقت به وهي تخطو خطوات بدلع واضح وعلى وجهها ابتسامه متحدية خوفها وخجلها .

مر اليوم الَأول { ولَا يوجد بينَهما تواصل إلِا ببعض الكَلمات او النظرات)رَغم محاولات ساره في { كسرالحواجز) لكن لا يأتيْ سوى

الصَد و الصمت!

●

يتبع ..