عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-2003, 07:57 PM   #2
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية اتيكا
 
تم شكره :  شكر 3 فى 3 موضوع
اتيكا is an unknown quantity at this point

 

لقد سن الإسلام قبل أربعه عشر قرناً سنن لم يستطع العلماء أن يثبتوا أهميتها وفائدتها إلا الأن

حيث قال تعالى : { حرمت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطحية و ما أكل السبع ، إلا ما ذكيتم و ما ذبح على النصب .... ****** [ سورة المائدة : الآية 2 ]
فالتذكية الشرعية و هي ذبح الحيوان ضمن شروط مخصوصة ليحل أكله و هي نوعان اختيارية و اضطرارية .

فالتذكية الاختيارية : هي الذبح أو النحر و هي شروط لحل جميع الحيوانات المأكولة عد السمك و الجراد . و السنة في الغنم و الطير الذبح و في الإبل العقر و يجوز في البقر الذبح و النحر .

والتذكية الاضطرارية : هي قتل الحيوان البري صيداً بالعقر أو الجرح لعدم إمكانية إمساكه و ذبحه ، و قد أباحها الشارع حتى يدفع عن الناس الحرج في تدارك رزقهم . و مع ذلك فإن الحيوان المقتول صيداً ، إذا أدرك و فيه حياة مستقرة و جب ذبحه _ التذكية الاختيارية _ .

و الأعضاء الواجب قطعها عند الذبح : المريء و الحلقوم و الودجان ، و قال الحنفية بوجوب قطع ثلاث منها ، و قال المالكية بوجوب قطع الحلقوم و الودجين دون المريء . و يشترط لصحة الذبح النية و قصد الأكل . و التسمية واجبة عند الجمهور ، وقال الشافعية أنها سنة .

و يشترط في الذبيحة وجود الحياة المستقرة قبل الذبح إذا كان هناك سبب يؤدي بالحيوان إلى الموت . فإذا جرح أو سقط من شاهق أو ضرب بمثقل و بقيت به حياة مستقرة فذبح حلَّ . و يقصد بالحياة المستقرة ما يوجد معها من الحركة الاختيارية بقرائن يترتب عليها غلبة الظن بوجود الحياة . و من أماراتها انفجار الدم بعد قطع الحلقوم ، أو ظهور حركة شديدة .

و يجب للذبح التسمية والتكبير و أن يكون نهاراً و أن يتوجه الذابح و الذبيحة نحو القبلة ، و إضجاعها على شقها الأيسر و رأسها للأعلى ، , قطع الأوداج كلها و احداد الشفرة والإسراع بالذبح رفقاً بالبهيمة

وكما يحمل الدم غذاء الجسم فإنه يحمل فضلاته و سمومه ، و تقوم كرياته البيضاء ضمن البدن الحي بابتلاع الجراثيم ، هذه الأعمال الدفاعية تتوقف تماماً عند فقدان الحياة ، و يصبح الدم بتركيبه من أصلح الأوساط لنمو الجراثيم و تكاثرها ، لذا كان استنزاف دم الحيوان حين ذبحه من الأمور الضرورية من الناحية الطبية .

ذكر العالم " وايلز " أن عمد استنزاف دم الحيوان عند ذبحه يجعله غير صالح : لأن وجود السائل الزلالي في الأوعية ضمن لحم الذبيحة ييسر للجراثيم أن تنتشر بسرعة وسط اللحم .

و هذه ظاهرة لاحظها أسلافنا العظام حيث كتب الإمام الرازي ما نصه : و اعلم أن تحريم الميتة موافق لما في العقول ، لأن الدم جوهر لطيف جداً ، فإذا مات الحيوان حتف أنفه احتبس الدم في عروقه ، و تعفن و فسد و حصل من أكله مضار عظيمة .

و لقد أثار بعض الباحثين الغربيين نقاط هجوم على طريقة الذبح الإسلامي بدافع من تحيز واضح أو جهل مطبق ، حيث ادّعوا في ندوة أقيمت للرفق بالحيوان أن قطع الرقبة حتى بالآلة الحادة ينجم عنه ألم شديد ، و أن المخ يرسم كهربياً فترة حياة للذبيحة تزيد عن 30 ثانية و أن النزف الكامل للذبيحة أقرب إلى المستحيل إلى غير ذلك من الافتراءات .

طرق الذبح الحديثة :

1.الصعق الكهربائي :

و يغلب أن يموت الحيوان فيه قبل الذبح بسبب الصدمة الكهربائية التي تؤدي إلى توقف التنفس بالنهي العصبي أو إلى توقف القلب لإصابته بالتليف أو إلى الأمرين معاً .

و يرى بعضهم أن الموت يحصل نتيجة الرجفان البطيني الذي يصيب القلب قبل توقفه النهائي و هي طريقة تقتل الحيوان بسرعة و لكنه يموت بحكم المنخنقة و تبقى كمية كبيرة من الدماء في أنسجته ، كما تنطلق نتيجة الصدمة كمية كبيرة من الهستامين في أنسجته تؤدي لإصابة آكليها بعدد من الأمراض التحسسية .

2. ضرب رأس الحيوان بمثقلة :

حيث يحدث لدى الحيوان ارتجاج دماغ يتبعه غيبوبة ثم يذبح ، و هي طريقة محرمة لتعذيب الحيوان فيها و تعريضه لقسوة لا مبرر لها كما يقول الدكتور وهبة الزحيلي .

و إن كان ذلك لا يمنع من أكل الحيوان بعد ذبحه إذا ظلت فيه حياة مستقرة بعد ضربه أو بعد الصعق الكهربي .

3.إطلاق قذيفة نارية :

أو سهم على شكل دبوس على رأس الحيوان يؤدي لإحداث جرح مميت ، و هي طريقة سهلة ، لكن الذبيحة في حكم الموقوذة المحرمة ، , تحتفظ بكامل الدم و طعم لحم غير مستحب .

4.استخدام غاز الكربون :

و ذلك لتدويخ الحيوان و إفقاده لوعيه قبل ذبحه و فيها أيضاً عدم إمكانية استنزاف كامل الدم و طعم اللح غير مستساغ تماماً .

و بمقارنة نسبة النزف بين ذبائح الطرق المختلفة ، أثبتت طريقة الذبح الإسلامي تفوقاً واضحاً في ضمان خروج نسبة أكبر من الدماء من جثث الذبائح ، و هذا من أهم متطلبات الذبح . حيث يضمن فترة صلاحية أطول للحوم مع طعم شهي . كما أكد البحث أنه لا يمكن القطع بمعاناة الحيوان اعتماداً على مراقبته أو تصويره .

و يرى الدكتور وهبة الزحيلي أنه يحل التخدير بغاز الكربون إذا لم يضر باللحم بالشرط السابق و هو غلبة الظن ببقاء الحياة .

و يرى الدكتورمحمود ناظم النسيمي أن هذه الطرق جميعها ، إذا لم يمت الحيوان بالصدمة الأولى و استمر القلب في حركته فهناك فرصة قصيرة من الوقت لإجراء ذبحه و إراقة دمه قبل موته ، فإذا أهملت مات الحيوان خنقاً و حرم .

لكن الأغلب أن يحصل الموت قبل الذبح ، عندها فإن الذبح الصوري بعدها لا يسيل من دمائها إلا القليل و لا يحل لحمها . على هذا فذبائح المسالخ في الغرب خليط من ذبائح شرعية و أخرى صورية هي ميتة نجسة لا يحل أكلها . و هذا حكم ينطبق على كافة المعلبات المستوردة من تلك البلدان .

وقدقال استاذ صحة اللحوم في كلية الطب البيطري الدكتور فؤاد نعمة ان هيجان واختلاج اعضاء وعضلات الحيوان الذي يولده ذكر اسم الله عند الذبح يكفل باعتصار اكبر كمية من الدماء من جسد الذبيحة.
وتابع انه في حال عدم التكبير تبقى نسبة كبيرة من هذا الدم في جسده مما يسمح لكثير من الجراثيم الممرضة الانتهازية الموجودة في جسم الحيوان بشكل مسبق بالنمو والتكاثر بشكل غير طبيعي فاذا تناول المستهلك هذه اللحوم فانها تعبر الغشاء المخاطي للمعدة وتدخل الى جميع اعضاء الجسم وان هذه (الزيفانات) سموم الجراثيم قد تسبب نخرا في العضلة القلبية والتهابا في شغاف القلب وتحدث انتانات دموية شديدة قد تصل نسبة الوفيات فيها الى 20بالمائة وتؤدي كذلك الى انسمامات غذائية عديدة.

و خلاصة القول فإن الطريقة الإسلامية في الذبح أو ما يسمى " بالتذكية الشرعية " و ذلك باضجاع الحيوان على شقه الأيسر و تثبيت ثلاثة من أطرافه ثم التسمية و التكبير و الذبح بقطع الحلقوم و المريء و الودجان : هي الأفضل صحياً لان ضغط الدم ‏فيها ينخفض بالتدريج الى ان تتم التصفية الكاملة للدماء والطرق الاخرى تؤدي الى ‏شلل اعضاء الحركة في الحيوان مما يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم حتى يبلغ 28 مما يجعل ‏الحيوان يعاني من الالم الصاعق والعذاب من 5 الى 10 دقائق حتى يتوقف القلب وبعد ‏سلخ الجلد تظهر الاوردة منتفخة لاحتقانها بالدم مما يجعل اللحم عرضة للتفسخ لذلك ‏‏يسارعون الى وضعه في الثلاجات لمدة 24 ساعة في درجة حرارة قدرها 4 درجة مئوية ‏‏بينما اللحوم التي تذبح مع ذكر اسم الله فانها مباشرة تعرض في محل الجزارة طول ‏النهار وتبقى سليمة تماما لخولها من الدماء.
و أمر هام آخر هو أن اتباع البلاد الغربية المتقدمة لطرق الذبح غير الشرعي ليس دليلاً على أنه موافق للقواعد الصحية العليا . فكم من وصايا صحية تقررها كتبهم العلمية و لا تطبقها مجتمعاتهم .

فكل كتب الطب الوقائي و علماء الصحة تنادي بضرر الخمر و التبغ ، لكننا نجد أن خبراء الاقتصاد عندهم يرون في صناعة الخمر و التبغ مصدراً من مصادر الدخل القومي ، فتبقى القوانين المبيحة و الواقع الذي لا يتماشى مع علم الصحة .

و هكذا فإن أبحاثهم الصحية تؤكد أن استنزاف دم الحيوان جيداً عند الذبح هو أطيب للحم و أبعد له عن الفساد . ثم تجدهم يذبحونه آلياً بعد موته و بطريقة لا تستنزف معظم دمائه ، و هذا التناقض يحدث في كل التشاريع غير الإلهية . فتبارك من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى .


هذا ماستطعت التوصل إليه من عدة مواضيع جمعتها في هذا الشأن

وتقبلو التحيات

التوقيع
[FL=http://fam.jeeran.com/ateka.swf]width=382height=190[/FL]
اتيكا غير متصل   رد مع اقتباس