عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-2009, 07:53 PM   #47
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

8- دخول عسير :

في أواخر عهد الأتراك كانت منطقة عسير عبارة عن متصرفية عثمانية ، مقرها مدينة أبها ، وبالرغم من مناهضة آل عائض للأتراك إلا أن الأتراك اختاروا واحداً من هذه الأسرة ؛ ليكون معاوناً للمتصرف في عسير .

وعندما غادر الأتراك المنطقة عام 1337هـ بسبب هزائمهم المتكررة في الحرب العالمية الأولى أصبح حسن بن عائض والياً مستقلاً في عسير ، فنسج علاقة ودية مع الملك حسين بن علي شريف مكة المكرمة ؛ لينال منه الدعم في حروبه ضد السيد محمد علي الإدريسي صاحب النفوذ في جازان .

لقد نجم عن الصدام بين قوات الملك عبد العزيز والملك حسين في خرمة وتربة انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي لقيت تقبلاً لدى قبيلتي قحطان وزهران وانعطافاً نحو شخصية الملك عبد العزيز مما أثار حفيظة الأمير حسن بن عائض ، كما أن عداء الأمير حسن بن عائض للسيد الإدريسي الذي يحتفظ بعلاقة ودية مع الملك عبدالعزيز أثار حفيظته ، رحمه الله .

وعندما كثرت الشكاوي من القبائل والمواطنين في عسير للملك عبد العزيز من قسوة تعسف الأمير حسن بن عائض بعث الملك عبد العزيز بوفد إلى الأمير حسن للتوسط بينه وبين القبائل الغاضبة ، فرفض الأمير التوسط في صلف بالغ ، كما ذكره أمين الريحاني في كتابه تاريخ نجد وملحقاته ، ومحمد بن أحمد العقيلي في كتابه تاريخ المخلاف السليماني .

أ‌- الحملة الأولى :

سيَّر الملك عبد العزيز جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل بقيادة الأمير عبد العزيز بن مساعد ، فانطلق الجيش إلى عسير في شهر شعبان عام 1338هـ / 1930م ، وانضم إليه بعض المؤيدين في عسير ، والتقى جيش الأمير حسن بن عائض في ( حجلى ) بين أبها وخميس مشيط ، وانكسر جيش الأمير حسن عائض الذي انسحب إلى أبها ، ثم لجأ إلى قصره في ( جبل حرملة ) ، ولم يعبأ الأمير عبد العزيز بن مساعد به ، بل راح يفتح المدن والقرى ، ولما لم يجد ابن عائض مندوحة من الحصار والبقاء في قصره استسلم مع باقي أسرته وأعوانه ، فبعث به الأمير عبد العزيز إلى الرياض ، فأكرمه الملك عبد العزيز وأسرته ، وأعاده أميراً على المنطقة ، ولما كثرت الشكاوي استبدل به آخر كما يقول خير الدين الزركلي في كتابه شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز .

ب‌- الحملة الثانية :

كان الملك عبد العزيز قد فرغ لتوه من فتح حائل وتوحيد شمر ؛ إذ بلغه أن حسن ابن عائض قد قام بفتنة ضد الأمير السعودي بتحريض من الملك حسين شريف مكة ، فجهز – رحمه الله – جيشاً قوامه ستة آلاف مقاتل ، وأمَّر عليه ابنه فيصل بن عبدالعزيز، وكان ذلك في شوال 1340 هـ .

وقبل أن يصل الجيش إلى مدينة خميس مشيط حيث يرابط فيها محمد بن عائض انضم إليه المؤيدون من قبائل الجنوب من قحطان وزهران وشهران وغيرهم .

ما إن اقترب الجيش السعودي من خميس مشيط حتى غادرها محمد بن عائض إلى ( حجلى ) ، ولما لحقته مفرزة من الخيالة انسحب ابن عائض إلى أبها ، لكنه ما لبث أن غادرها مع أهله وأنصاره ، فدخلها الأمير فيصل بن عبد العزيز دون مقاومة في شهر صفر عام 1341هـ الموافق أكتوبر عام 1922 م .

لجأ حسن بن عائض إلى قصره في ( جبل حرملة ) الذي دارت حوله معركة حامية بين الجيشين ، لكن حسن بن عائض عندما وجد أن الموقف ليس في صالحه انسل من الجبل مع بعض أتباعه ، وهرب ، فهدم الأمير فيصل معاقلهم ، ثم عيَّن ( سعيد بن عصيفان) أميراً على أبها ، وترك معه حامية قوية ، وعاد إلى الرياض .

لكن آل عائض لم تهدأ نفوسهم ، وبخاصة أن تحريض الشريف لهم كان متواصلاً، فهاجموا أبها ، ولم يفلحوا .

ولما توفي ابن عصيفان عيَّن عبد العزيز بن إبراهيم أميراً ، فاستطاع بحكمته أن يقنع آل عائض أن لا فائدة من القتال والخروج على الدولة ، فأمنهم ، وجهزهم ، وبعثهم إلى الرياض ، فعفا عنهم الملك عبد العزيز ، وبذلك استتب الأمن في ربوع عسير .

ج– الدروس المستفادة ،

وأهمها النقاط الخمس الآتية :

1- أظهرت العملية أهمية التأييد الداخلي المبني على العقيدة .

2- أظهرت العملية أهمية استغلال الجانب المعنوي في القتال .

3- أظهرت العملية أهمية الاستطلاع الجيد ودقة المعلومات التي تبنى عليها القرارات السليمة .

4- أظهرت العملية أهمية مبدأ المحافظة على الغرض ، والاكتفاء بتكليف مفرزة للتعامل مع الأهداف الثانوية ، وهو ما فعله الملك فيصل عندما بعث بمفرزة من جيشه إلى تهامة لقتال المنشقين في القنفذة بقيادة محمد بن عائض .

5- أظهرت العملية أهمية الحكمة في التعامل مع المنشقين وتحويلهم من أعداء إلى أصدقاء ، وهو ما قاله إبراهام لنكولن : ( لقد انتصرت عليهم كأعداء حينما حولتهم إلى أصدقاء ) ، وهو ما فعله الأمير عبد العزيز بن إبراهيم .

يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس