10– سقوط الطائف :
تقع مدينة الطائف على طريق القادم من نجد القاصد للبيت العتيق ، والطائف ترتفع مشمخرة تحملها الجبال على هاماتها ، فتصل إلى علو مقداره (1700 ) متر فوق سطح البحر ، كما تنأى الطائف عن مكة بمسافة لا تتجاوز الخمسة والثمانين كيلاً من المترات .
وتشكل الطائف عسكرياً الخط الأول للدفاع عن مكة المكرمة من جهة الشرق ، كما تمثل الطائف بالنسبة لسكان مكة المكرمة مصيفاً يقيهم وطأة القيظ .
وجه الملك عبد العزيز إلى تربة قوة قوامها خمسة عشر لواءً بقيادة خالد بن لؤي من أبناء عمومة الشريف حسين ، وقيادة سلطان بن بجاد أمير الأخوان من عتيبة .
اتخذت قوات الملك عبد العزيز من ( تربة ) منطقة للتجمع ، وكانت القوات من هجر مختلفة ، أغلبها من أهل الغطغط ، وقد قدرها مقبل الذكير في كتابه الذي استند عليه الدكتور عبد الله العثيمين بألفي مقاتل .
كان سلاحهم البنادق والسيوف ، وكانت مراكبهم الخيل والإبل ، وكان زحفهم في محرم عام 1343هـ / أغسطس 1924م.
لقد اطمـــأن الملك حسين لتحصينات الطائف ودفاعاتها ، فلم يقدر قوة الملك عبد العزيز حق قدرها ؛ إذ كان في الطائف قوة لا تتجاوز خمسمائة مقاتل مسلحين بالبنادق والرشاشات وبعض المدافع الجبلية ، وجعل الملك حسين القوة تحت قيادة اللواء (صبري باشا الغزاوي ) ، وكان أمير الطائف وقتها ( شرف بن راجح ) .
1- سير العملية :
بدأت القوة السعودية هجومها انطلاقاً من تربة بسرعة وسرية في معنوية عالية ، فاستولت على مخفر ( كلاخ ) و ( الأخيضر ) ، وانضم إليهم الأشراف الحُرَّث وبعض قبائل ثقيف .
وصلت القوة المهاجمة إلى ( الحوية ) على مشارف الطائف في صفر 1343هـ / سبتمبر 1924م، فنشبت في ( الحوية ) معركة مع قوات الشريف المدججة بالسلاح القليلة العدد .
تراجعت قوات الشريف إلى الغرب حيث المرتفعات ، فاستطاعت أن توقف تقدم القوات السعودية ، ولم تتمكن من هزيمتها ، لكن قوات الشريف فضلت التراجع إلى الطائف متخذة من الجبال مواقع لإطلاق النيران من المدافع والرشاشات ، وبخاصة أن البادية قد تفرقت عنهم .
وصل الأمير علي في نجدة من مكة ، واتخذ مواقعه في الهدا خارج الطائف تاركاً الطائف محاصرة دون خطة هجومية ودون ضغط على القوات السعودية .
خرج أمير الطائف ووزير الحربية والجنود النظاميون والأهالي والموظفون ، فالتحقوا بالأمير علي يوم الجمعة السابع من صفر عام 1343هـ / 1924م .
وكذلك أخليت الطائف ، ودخلتها قوات الملك عبد العزيز في اليوم التالي ، وتمت فيها السيطرة على المدينة ، فترك ذلك أثراً سلبياً على معنوية قوات الملك حسين ، وهذا ما جعل الأمير عليًّا يفضِّل الانسحاب إلى مكة مخلياً مواقعه في الهدا .
يتبع ،،