11- الدخول إلى مكة :
تركت أحداث الطائف صدى سرى بين القبائل في المنطقة ، فسارعت إلى الانضمام إلى الإخوان طمعاً في الغنائم ، وعلى الرغم من ذلك فإن الزحف على مكة المكرمة توقف لأهمية المدينة المقدسة لدى العالم الإسلامي ، مما قد تتخذه بعض الدول الإسلامية وغير الإسلامية ذريعة للتدخل وتدويل الصراع ، وهذا ما يرغب عنه الملك عبد العزيز .
لقد ترك انتصار الأخوان في الطائف أثراً سلبياً في نفس الملك حسين وأتباعه انعكس على الروح المعنوية ، كما دفعت أخبار النهب والسلب والقتل الأعيان والأهالي في مكة إلى الهرب في اتجاه جدة تاركين وراءهم الملك حسين .
لقد تمخض وصول الأعيان إلى جدة ولقاؤهم برجالها أن عقدت عدة اجتماعات أفضت إلى تشكيل ( حزب وطني ) من الأعيان برئاسة السيد محمد كامل الدباغ ، فقرر الحزب وجوب تخلي الملك حسين عن الحكم لابنه علي أملاً أن ينتهي ذلك إلى حل سلمي مع الملك عبد العزيز .
استدعى أعيان الحجاز في جدة الأمير علي من مكة ، وأخبروه بقرارهم بوجوب تنازل الملك حسين لابنه علي ، فلم يقبل ( الشريف علي ) ذلك القرار مراعاة لأبيه ، عندئذ أخبروا الملك حسين برغبتهم ، وأجرى الحديث معه مهاتفة الشيخ محمد سرور الصبان (6) ، وبعد تردد وافق الملك حسين ، وغادر مكة إلى العقبة ، ويرى بعض المحللين أن الأمر كان مصطلحاً عليه وإن كنت أستبعد ذلك .
في الخامس من ربيع الأول من عام 1343هـ بويع ( الشريف علي ) ملكاً على الحجاز مقيداً بالدستور ، ثم عاد إلى مكة المكرمة بعد خمسة أيام ، وعندما وصل الأخوان أتباع الملك عبد العزيز إلى ( الزيمة ) في طريقهم إلى مكة أدرك الشريف علي أن الموقف لا يمكن تداركه ؛ إذ لم يبق لديه من القوات ما يعتمد عليه في المواجهة ، ففضل الانسحاب إلى جدة ، وتم انسحابه بعد عشرة أيام .
لقد أخلى الشريف علي مكة المكرمة دون ترتيب أمني ، فخلفها بلقعاً ، لكن بعض من بقوا من رجال مكة بعثوا إلى خالد بن لؤي ، يطلبون منه استلام المدينة المقدسة وإيقاف الممارسات الخاطئة ، فتقدم خالد بن لؤي ، ومعه قوات الأخوان في 17/3/1343هـ الموافق 15/10/1924م محرمين مهللين ، فتولي خالد بن لؤي مقاليد الأمور .
ثم توجهت القوات السعودية صوب ما تبقى من مدن الحجاز وموانئه ودخلتها ، كميناء رابغ، والقنفذة، وينبع وغيرها ،،
يتبع ،،