حسناً بما أن مفهومي لمراد صاحبة المقهى لم يكن سليماً ، و لطلب الأخ فيصل الذي أحترمه كشخص و رأي سأشرح وجهة نظري و إن كانت رغبتي في أن يكون هذا في موضوع مستقل و لكن حباً و كرامة للجميع ، وسأحاول الاختصار قدر إمكاني.
لعل من المفيد أن نعرّف مصطلح عقدة النقص استناداً إلى أهل الاختصاص.
يمكن تعريف عقدة الشعور بالنقص بطريقتين :-
الأولى تشير إلى زيادة غير طبيعية في مشاعر الدونيّة لدى الشخص ، و هذا لا يعني الإحساس أن هناك شخص أفضل من شخص و لكنها تشير إلى إن الشخص غير قادر على إتقان واحدة من مهام الحياة الثلاثة و التي هي ، العمل ، و الحب ، و العلاقات الاجتماعية و هذه تسمى عقدة النقص الشعورية ، أو
"inferiority (feeling) complex"
و الثانية تشير إلى الوسائل التي يفسر بها الشخص لنفسه أو لغيره عدم قدرته على أن يقوم بحل مشكلة معينة بطريقة مفيدة اجتماعيا ، و تعرف بعقدة نقص الأعراض أو "inferiority (symptom) complex"
و عالم النفس آدلر يميز بين مشاعر الدونية الأولية و الثانوية ،
فمشاعر النقص الأولية متجذرة في خبرة الطفل الأصلية ، الضعف و العجز و التبعية ، و من ثم يمكن أن تتكثف عن طريق المقارنة بالأشقاء ، و الكبار ، ......الخ.
و مشاعر النقص الثانوية ترتبط بتجربة البالغ و عدم استطاعته الوصول إلى هدف ما سعى إلى تحقيقه بخصوص أمنه الشخصي و النجاح لتعويض بعض ما يعاني من نقص ، و هذه المسافة المتصورة من هذا الهدف يمكن أن تدفع إلى استدعاء الشعور بالنقص الأصلي .
و بهذا نرى أن آدلر لا يعني بعقدة النقص أن شخص أقل شأناً من شخص آخر فقط و لكن أيضاً عندما يحس الشخص أنه غير كفء لتنفيذ مهمة ما و هذا يصنع فيه هذا الشعور بالدونية / النقص.
و للحديث بقية إن شاء الله.