عقدة النقص هي حول الأنا ، حول المكانة الاجتماعية ، حول الهيمنة ، و سيكون لديك عقدة نقص عندما تشعر بالنقص و تظن أن الآخر أفضل منك أو أنك غير كفء للقيام بمهمة ما.
و هنا أقول لو قمنا باستطلاع و كنا صادقين مع أنفسنا فكم منا سيقول أنه عانى في فترة من فترات حياته من عقدة نقص؟!
البعض يسعى للتخلص من عقدة النقص عن طريق أحلام اليقظة و العيش في دنيا الأوهام ، و لعل هذا من مسببات الإدمان على الكحول و الحشيش التي تكون بداياتها محاولة الهرب من عقدة النقص ، حتى يصل بهم الحال إلى الشيزوفرانيا أو الفصام.
و هناك كما يرى البعض طريقة و تسمى ( دخان التموية ) و هي تعني أن الشخص الذي يعاني من عقدة النقص يصور للعالم أنه متفوق لذا تجده دائماً ما يتكلم عن نفسه ، و ما يملك ، و ما الذي يستطيع أن يفعله ، و أنا ، أنا ، أنا.!
الآن يمكن أن تكون عقدة النقص دافعاً للعظمة فمثلاً هناك في علم النفس ما يسمى ( متلازمة نابليون ) و التي تقول أن السبب في تفوق نابليون في القيادة العسكرية هي عقدة النقص التي تكونت لديه من كونه قصيراً ، و هذا البحث ينطبق على هتلر و ستالين ، و غيرهم.
و التاريخ يحكي الكثير من الحكايات فمثلاً السير والتر سكوت و الذي كان من أشهر كتاب زمانه و كانت روايته تنفذ من الأسواق بمجرد توزيعها كان يتمنى في بداية حياته أن يكون شاعراً ، و قرأ كل ما كتبه بايرون ، و قد تملكه شعور بالدونية كونه لم يستطع أن يرتقي إلى مستوى بايرون حتى أنه نشر أكثر أعماله الأولى بدون أن يدون أسمه الصريح خجلاً منها.!
و هذا يقال عن الموسيقار الكبير رحمانوف ،،، و غيرهم
و في الأمثلة التي أوردتها الفاضلة أناييس دليل آخر يثبت أن مثل هذا الشعور قد يكون محفزاً للإبداع.
و لعل من الطريف أن فريق من الباحثين بمعهد كارولينسكا السويدي نشر في عام 2011 م أن الأشخاص الذين يشتغلون في مهن تتطلب قدرا من الإبداع يصابون بأمراض عقلية أكثر من عامة الناس.
الحديث كما دوماً ذو شجون ، و لعل في ما مضى كفاية لترسم التصور / الفكرة / الرؤية التي أريد أن تصل.
تحيّة تشبهكم و سلام.