نشأة الجامعات العربية
كان العرب سباقين إلى إنشاء الجامعات ، وتعد جامعتان عربيتان هما جامعة الأزهر في مصر وجامعة القرويين في المغرب نموذجاً احتذته الجامعات الحديثة .
أنشأ جامعة الأزهر جوهر الصقلي عام 359هـ ، 970م ،
وبدأ النشاط الديني والعلمي في المسجد الذي عرف بالجامع الأزهر في بادئ الأمر ،
ثم فتح أبوابه لدراسة العلوم العقلية جنباً إلى جنب مع العلوم الدينية في عهد العزيز بالله في منتصف القرن الرابع الهجري ، العاشر الميلادي .
وبدأ التدريس بهيئة تدريس قوامها 36 مدرساً تلقوا مرتبات شهرية وهيئت لهم مساكن بجوار الجامعة .
أما جامعة القرويين فقد بدأت بأن تبرعت فاطمة بنت محمد القيرواني ببناء مسجد جامع وكان ذلك عام 245هـ ، 859م ،
ثم عرف في مرحلة لاحقة باسم جامعة القرويين . وتعد فترة المرينيين من أزهى فترات هذه الجامعة حيث تنوعت المواد الدراسية لكثرة الوافدين على مدينة فاس ،
وأدخلت إلى جانب العلوم الدينية علوم أخرى كالتاريخ والأدب والعلوم الطبيعية والرياضيات والفلك .
أقيمت بعواصم ومدن العالم الإسلامي مدارس تعد بمثابة مؤسسات للتعليم العالي يدرس فيها علم اللغة ، والشريعة ،
والنحو ، والأدب ، والجبر ، والمثلثات والهندسة والكيمياء والفيزياء ، والفلك ، والطب والمنطق وغير ذلك .
وأول هذا النوع من المدارس أنشأه في بغداد نظام الملك الذي عمل وزيراً للسلطان السلجوقي ملك شاه .
وقامت على غرار هذا النوع من المدارس مدارس عليا منها المدرسة الرشيدية والشريفية في سوريا ،
والناصرية والصلاحية في مصر والمستنصرية في بغداد التي ألحق بها مستشفى لتعليم الطب .
ولم تخل مدينة هامة من مدرسة أو أكثر من هذه المدارس العليا .
أما في الأندلس (أسبانيا) فقد انتشرت معاهد التعليم انتشاراً كبيراً حتى إن قرطبة وحدها كان بها عدة مئات من هذه المعاهد ،
ومن أشهر الجامعات بها قرطبة ، وأشبيليا ، وملقا وغرناطة .
وقد نقشت على بوابة جامعة غرناطة العبارة التالية :
يقوم استقرار العالم ونظامه على أربعة أسس : علم الحكماء ، وعدل الملوك ، وصلاة العابدين ، وبأس الشجعان .
ووفد إلى هذه الجامعات طلاب أوروبا وقساوستها وأمراؤها للدراسة .
كان من الطبيعي أن تستفيد أوروبا استفادة كبرى من الجامعات الإسلامية
عندما بدأت في إنشاء جامعاتها في القرن الثاني عشر الميلادي ،
أي بعد قرنين من إنشاء أول جامعة في العالم الإسلامي . واقتبسوا إلى جانب العلوم النظم الإدارية وغيرها من النظم التي اتبعت في جامعات العالم الإسلامي ،
ومثال ذلك الزي الجامعي ، وتنظيم المعلمين في روابط (نقابات) ، وحلقات التعليم ، ونظام التعليم والسكن الداخلي للطلاب ،
والأوقاف على التعليم ، ونظام المدرس – المعيد ، والأستاذ المحنك .
وكذلك نظام المناهج الدراسية ، وأساليب التدريس .
وكما نشأت الجامعات الإسلامية الأولى في كنف المسجد نشأت الجامعات الغربية الأولى في أحضان الكنيسة كما حدث عند قيام جامعة كمبردج .
م/ن