عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2011, 11:35 PM   #50
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
( أبو تمام )




السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ ... في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ

بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في ... مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ

والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً ... بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ

أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا ... صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ

تخرُّصاً وأحاديثاً ملفَّقة ً ... لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ

عجائباً زعموا الأيَّامَ مُجْفلة ً...عَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ

وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة ٍ...إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ

وصيَّروا الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبة ً...مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ

يقضون بالأمر عنها وهي غافلة...ما دار في فلك منها وفي قُطُبِ

لو بيَّنت قطّ أمراً قبل موقعه...لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثان والصلُبِ

فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ...نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ

فتحٌ تفتَّحُ أبوابُ السَّماءِ لهُ ...وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ

يَا يَوْمَ وَقْعَة ِ عَمُّوريَّة َ انْصَرَفَتْ ...منكَ المُنى حُفَّلاً معسولة َ الحلبِ

أبقيْتَ جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍ ...والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ


أُمٌّ لَهُمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا...فداءها كلَّ أمٍّ منهمُ وأبِ

وبرْزة ِ الوجهِ قدْ أعيتْ رياضتُهَا...كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ

بِكْرٌ فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَة ٍ...ولا ترقَّتْ إليها همَّة ُ النُّوبِ

مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْ...شابتْ نواصي اللَّيالي وهيَ لمْ تشبِ

حَتَّى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا...مَخْضَ البِخِيلَة ِ كانَتْ زُبْدَة َ الحِقَبِ

أتتهُمُ الكُربة ُ السَّوداءُ سادرة ً...منها وكان اسمها فرَّاجة َ الكُربِ

جرى لها الفالُ برحاً يومَ أنقرة ِ...إذْ غودرتْ وحشة َ الساحاتِ والرِّحبِ

لمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ ...كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ

كمْ بينَ حِيطانها من فارسٍ بطلٍ ...قاني الذّوائب من آني دمٍ سربِ

بسُنَّة ِ السَّيفِ والخطيَّ منْ دمه...لاسُنَّة ِ الدين وَالإِسْلاَمِ مُخْتَضِبِ

لقد تركتَ أميرَ المؤمنينَ بها...للنَّارِ يوماً ذليلَ الصَّخرِ والخشبِ

غادرتَ فيها بهيمَ اللَّيلِ وهوَ ضُحى ً...يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ

حتَّى كأنَّ جلابيبَ الدُّجى رغبتْ...عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ


ضوءٌ منَ النَّارِ والظَّلماءُ عاكفة...وظُلمة ٌ منَ دخان في ضُحى ً شحبِ

فالشَّمْسُ طَالِعَة ٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ...والشَّمسُ واجبة ٌ منْ ذا ولمْ تجبِ

تصرَّحَ الدَّهرُ تصريحَ الغمامِ لها...عنْ يومِ هيجاءَ منها طاهرٍ جُنُبِ

لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على بانٍ...بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ

ما ربعُ ميَّة َ معموراً يطيفُ بهِ...غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبى ً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ

ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ...أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ

سَماجَة ً غنِيَتْ مِنَّا العُيون بِها...عنْ كلِّ حُسْنٍ بدا أوْ منظر عجبِ

وحُسْنُ مُنْقَلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُ...جاءتْ بشاشتهُ منْ سوءٍ منقلبِ

لوْ يعلمُ الكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْ...لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ

تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمِ...للهِ مرتقبٍ في الله مُرتغبِ

ومُطعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ...يوماً ولاَ حُجبتْ عنْ روحِ محتجبِ

لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ...إلاَّ تقدَّمهُ جيشٌ من الرَّعبِ

لوْ لمْ يقدْ جحفلاً، يومَ الوغى ، لغدا...منْ نفسهِ، وحدها، في جحفلٍ لجبِ

رمى بكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدَّمها ...ولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِ لمْ يصبِ

مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا...واللهُ مفتاحُ باب المعقل الأشبِ

وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ...للسارحينَ وليسَ الوردُ منْ كثبِ

أمانياً سلبتهمْ نجحَ هاجسها...ظُبَى السيوفِ وأطراف القنا السُّلُبِ

إنَّ الحمامينِ منْ بيضٍ ومنْ سُمُرٍ...دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ

لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ...كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ

عداك حرُّ الثغورِ المستضامة ِ ...عنْ بردِ الثُّغور وعنْ سلسالها الحصبِ

أجبتهُ مُعلناً بالسَّيفِ مُنصَلتاً...وَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ

حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً...ولم تُعرِّجْ على الأوتادِ والطُّنُبِ

لمَّا رأى الحربَ رأْي العينِ تُوفلِسٌ...والحَرْبُ مَشْتَقَّة ُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ

غَدَا يُصَرِّفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها...فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ

هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ...عن غزْوِ مُحْتَسِبٍ لا غزْو مُكتسبِ

لمْ يُنفق الذهبَ المُربي بكثرتهِ ...على الحصى وبهِ فقْرٌ إلى الذَّهبِ

إنَّ الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها...يوم الكريهة ِ في المسلوب لا السَّلبِ

وَلَّى ، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ...بِسَكْتَة ٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ في صخَبِ

أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى...ومَضى يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِ

موكِّلاً بيفاعِ الأرضِ يُشرفهُ مِنْ خِفّة ِ...الخَوْفِ لا مِنْ خِفَّة ِ الطرَبِ

إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ...أوسعتَ جاحمها منْ كثرة ِ الحطبِ

تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ...جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ

يا رُبَّ حوباءَ لمَّا اجتثَّ دابرهمْ...طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لم تَطِبِ

ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ...حيَّ الرِّضا منْ رداهمْ ميِّتَ الغضبِ

والحَرْبُ قائمَة ٌ في مأْزِقٍ لَجِجٍ...تجثُو القيامُ بهِ صُغراً على الرُّكبِ

كمْ نيلَ تحتَ سناها من سنا قمرٍ ...وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ

كمْ كان في قطعِ أسباب الرِّقاب بها...إلى المخدَّرة ِ العذراءِ منَ سببِ

كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَة ً...تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ في كُثُبِ

بيضٌ، إذا انتُضيتْ من حُجبها، رجعتْ...أحقُّ بالبيض أتراباً منَ الحُجُبِ


خَلِيفَة َ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ...جُرْثُومَة ِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ

بصُرْتَ بالرَّاحة ِ الكُبرى فلمْ ترها...تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ

إن كان بينَ صُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍ...موصولة ٍ أوْ ذمامٍ غيرِ مُنقضبِ

فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا...وبَيْنَ أيَّامِ بَدْر أَقْرَبُ النَّسَبِ

أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسِمِهمُ...صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ

v موقف الأدباء من شعر أبي تمام:
لقد شغل أبو تمام بشعره وما استحدثه فيه الكثير من النقاد والأدباء من الذين عاصروه وأطلعوا على شعره ، وقد أُلفت حول شعره الكثير من المؤلفات ، وعُملت الكثير من الردود عليه ، وانقسمت هذه المؤلفات بين ما هو مؤيد وبين ما هو معارض والبعض الآخر اتخذ موقفا وسطا ومحايز.
vموقف ابن المعتز من شعر أبي تمام:
يعتبر عبد الله بن المعتز من أوائل النقاد العرب الذين تناولوا شعر أبي تمام بالبحث والدراسة والتحليل ، حيث تناول ابن المعتز شعر أبي تمام في أربعة من مؤلفاته وهي : كتاب البديع وكتاب طبقات الشعراء وكتاب السرقات والرسالة التي خصصها لبيان محاسن شعر أبي تمام ومساوئه.
vمنهج الباحث:
يستعرض ويتناول الباحث الدكتور/ محمد بن عبد الرحمن الهدلق في دراسته هذه رأي ابن المعتز الإجمالي وبشكل عام في جميع شعر أبي تمام وينتقل إلى الحديث عن رأيه التفصيلي في هذا الشعر مشيرًا إلى استخدامه لبعض الأغراض البلاغية كالاستعارة والتشبيه وغيرها من الأغراض ، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن رأي ابن المعتز في استعمال أبي تمام لبعض الكلمات الغريبة وغير الشاعرية ، وتطرق الباحث أيضا إلى رأي ابن المعتز حول مسألة نظم الشعر عند أبي تمام واختراعه للمعاني بالإضافة إلى الحديث عن سرقات أبي تمام الشعرية وأنهى الباحث حديثه في هذه الدراسة بإبداء رأيه في مدى إنصاف ابن المعتز لأبي تمام في نقده له.
ومن ضمن ما احتوته وتضمنته دراسة هذا الباحث هو الحديث عن ما وصل إلينا من كتب ابن المعتز والتي تناول فيها شعر أبي تمام، حيث ذكر إن كتاب البديع وكتاب طبقات الشعراء قد وصلا كاملين ، أما بالنسبة للرسالة التي خصصها لبيان محاسن شعر أبي تمام ومسائه فلم تصل إلا مقدمتها والجزء الخاص بالمساوئ ، أما بالنسبة للجزء الخاص بالمحاسن فلم يصل ، وأخيرا ذكر إن كتاب السرقات أو سرقات الشعراء لم يصل بأكمله.
v الرأي الإجمالي لأبن المعتز حول شعر أبي تمام بشكل كامل:
تحدث ابن المعتز عن شعر أبي تمام في أربعة من مؤلفاته ، وهي كتاب البديع وكتاب طبقات الشعراء وكتاب سرقات الشعراء أو كتاب السرقات والرسالة التي خصصها للحديث عن محاسن شعر أبي تمام ومسائه .
وجاء حديث ابن المعتز عن أبي تمام في كتابه البديع مختصرًا وبشكل موجز ، حيث تحدث في مقدمة الكتاب وتحدث عن نشأة مذهب البديع ، حيث نفى من أن يكون نشأة مذهب البديع على يد بشار ومسلم بن الوليد وأبي نواس ، وذلك لأن البديع ورد في كتاب الله عز وجل وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة بالإضافة إلى كلام بعض الشعراء العرب القدامى، وإنما السبب الرئيس في نسبة مذهب البديع إلى بشار ومسلم بن الوليد وأبي نواس هو إسرافهم وإكثارهم من استخدام فن البديع في اشعارهم ، ومن ثم أشار ابن المعتز من الشاعر أبو تمام قد اسرف من استخدام فن البديع في شعره فكانت النتيجة أنه أحسن وأجاد استخدام هذا الفن في بعض أشعاره وأساء استخدام هذا الفن في البعض الآخر من أشعاره.
ويضيف الباحث قوله إن ابن المعتز في دراسته لشعر أبي تمام في كتابه البديع يستشهد بشعر أبي تمام على عدد من الأغراض البلاغية ، حيث أورد أمثلة كدليل على الاستخدام الجيد لتلك الأغراض ، وفي بعض الأحيان يرد أمثلة كدليل على الاستخدام الردئ لبعض الأغراض البلاغية.
أما بالنسبة لحديث ابن المعتز في كتابه طبقات الشعراء عن أبي تمام ، فقد ترجم له وسرد عنه موجزا بسيطا ضمنها مجموعة من أخبار أبي تمام ونوادره ونماذج قليلة جدا من شعره ، بالإضافة إلى رأيه الخاص حول شعر أبي تمام.
ويضيف الباحث إن ابن المعتز في كتابه طبقات الشعراء يبدو بصورة الناقد المجامل الذي يميل إلى الثناء والإشادة بمن يتحدث عنهم من الشعراء ومن بينهم أبي تمام أكثر من ميله إلى انتقادهم وتوضيح ما لديهم من سلبيات ، وهذا يختلف اختلافا تاما عن ما جاء في الرسالة التي خصصها ابن المعتز لبيان محاسن شعر أبو تمام ومسائه ، حيث ذكر ابن المعتز في مقدمة الرسالة وهو الجزء الذي وصل من الرسالة ، عن أهم الأسباب التي أودت بخصوم أبي تمام إلى تأخيره وإبعاده عن منزلة. ويهدف ابن المعتز من هذه الرسالة إلى إنصاف أبي تمام حيث يقول في ذلك ” فرجونا بذلك ابتداع .
ويواصل الباحث حديثه سلفا عن ذلك ” إن ابن المعتز في كتابه طبقات الشعراء جاء مختلفا عن حديثه عن أبي تمام في الرسالة التي خصصها في الحديث عن محاسن شعر أبي تمام ومسائه ، فهو في الكتاب الأول مجامل وممتدحا وأما بالنسبة في الرسالة فهو ناقد وهذا النهج لم يتبعه ابن المعتز على أبي تمام فقط ، وغنما جميع الشعراء الذين تناولهم بالبحث والدراسة.
vنقد ابن المعتز التفصيلي لشعر أبي تمام:
بعد سرد الباحث لنقد ابن المعتز لشعر أبي تمام بشكل عام ، انتقل إلى الحديث عن نقد ابن المعتز التفصيلي لشعر أبي تمام ، وجاء هذا الحديث على النحو التالي:
الأغراض البلاغية:
لقد وضح ابن المعتز إن أبا تمام كان معروفا بالبديع ، مكثرا منه في شعره ونتيجة لهذا الإكثار لفن البديع ، أدى ذلك إلى أن أبا تمام قد أحسن استخدام هذا الفن في بعض أشعاره وأساء في البعض الآخر ، وقد استشهد ابن المعتز بذلك في كتابه البديع بأبيات كثيرة تمثل الاستخدام الجيد والاستخدام الردى للأغراض البلاغية ، ومن هذه الأبيات كالتالي:
أ‌- الاستعارة:
استشهد ابن المعتز في كتابه البديع في حديثه عن أبي تمام بمجموعة من الأبيات الشعرية له كدليل على الاستعارة الجيدة ومن هذه الأبيات:

مطر يذوب الصخر منه وبعده
صحو يكاد من النظارة يُطر
وقد أورد ابن المعتز في الرسالة التي خصصها لبيان محاسن شعر أبي تمام ومسائه بعض الأبيات كدليل على الاستعارة الرديئة ومن هذه الأبيات كالتالي:
شاب رأسي وما رأيت مشيب الرأس
إلا فضل شيب الفـــؤاد
ويقول ابن المعتز في ذلك :” فيا سبحان الله : ما أقبح مشيب الفؤاد وما كان أجرأه على الأسماع في هذا وأمثاله”.

ب‌- التشبيه:
انتقد ابن المعتز أبا تمام في استخدامه وتوظيفه لغرض التشبيه في شعره ، حيث أشار ابن المعتز الاستخدام إن أبا تمام لا يوفق أحيان في الإتيان بالتشبيه الجيد فيؤدي به ذلك إلى إخفاقه و إلى عكس المراد من الإتيان بغرض التشبيه.
ومن الأمثلة الدالة عدم توفيقه في الإتيان بغرض التشبيه في القصيد التي مدح بها الإفشين قائد جند المعتصم ، حيث يقول:
ولى ولم يظلم وما ظلم امرؤ
حث النجاء وخلفه التنين
في البيت السابق شبه أبو تمام قائد جند المعتصم الإفشين بالتنين وهو تشبيه رديء ، وذلك بسبب غرابة هذه الحيوان عن ذهن العربي وعدم معرفته له ، بالإضافة إلى عدم تصور الإنسان العربي لهذا الحيوان تصورا كاملا الذي به إلى فهم المراد منه ، ولذلك يعتقد الشخص الملتقي إن المشبه به إنسان وحشي الغريزة منكر الطلعة ينفر منه كل راء له.
ت‌- التجنيس:
يستشهد ابن المعتز في كتابه البديع على الاستخدام والتوظيف الجيد لغرض التجنيس في أبياته الشعرية ، ومن هذه الأبيات كالتالي:
سعدت غربة النوى بسعاد
فهي طوع الإتهام والإنجاد

وكما يستشهد ابن المعتز في كتابه البديع على الاستخدام والتوظيف الرديء لغرض التجنيس في أبيات أبي تمام ومن هذه الأبيات الدالة على ذلك كالتالي:
ذهبت بمذهب السماحة فالتوت
فيه الظنون أمذهب أم مذهب
وقوله أيضا:

أحطت بالحزم حيزوما أخا همم
كشاف طيحاء لا ضيقا ولا حرجا

ويشر الباحث من خلال هذه الدراسة أن ابن المعتز في كتابه البديع لا يبين السبب الرئيس من استحسانه واستقباحه لهذه الأغراض البلاغية الواردة في شعر أبي تمام/ أما في الرسالة المخصصة لشعر أبي تمام ، فإن ابن المعتز يورد مثالا واحدا للجناس المعيب عند أبي تمام وهو قوله:
خشنت عليه أخت بني خشين…”
فيرى ابن المعتز إن استخدام أبي تمام للفظ الخشونة في مقام الغزل والصبابة استخدام غير مناسب ورديء ، لأ هذا الاستخدام قد حول الموضوع من الغزل إلى الهجاء ، وجاء ذلك مخالفا لما أراده أبو تمام ، ويعتبر السبب الرئيس في استخدام هذه اللفظة دون غيرها هو حرصه الشديد على استخدام وتوظيف التجنيس ، مما أدى ذلك إلى نبو الذوق عن قبول هذا البيت لدى ابن المعتز ويعود ذلك كون البت وقع في مطلع القصيدة ، والمطالع كما هو معلوم ينبغي أن تلقى مزيد من العناية من قبل الشاعر.
ويعلق الباحث عن ذلك قائلا:
” والغريب أن ابن المعتز الذي عاب هذا البيت بهذه الصورة في الرسالة المخصصة لشعر أبي تمام قد أورده في طبقات الشعراء ضمن أورد من مطالع قصائد أبي تمام التي قدم لها بقوله : ” إنها مما يستملح من الشعر ” وقال عنها أيضا ” إنها من عيون الشعر ” . ولم يعب ابن المعتز هذا البيت بشيء في كتابه طبقات الشعراء ، بل إنه اعتبره مما استحسن من شعر أبي تمام.
إضافة لما سبق استشهد أيضا ابن المعتز في كتابه البديع بشعر أبي تمام على أغراض بلاغية أخرى من بينها المطابقة والمذهب الكلامي والالتفات وحسن الخروج إلا أنه في جميع هذه الأغراض يسير على الطريقة التي سار عليها في بقية فصول الكتاب من حيث أنه لا يشرح النصوص الشعرية ، ولا يبين السبب في استحسانه للأبيات الشعرية التي لاقت الاستحسان والقبول من قبله ، ولا يبين السبب الرئيس في استقباحه وعدم استحسانه للأبيات الشعرية التي وقعت ضمن هذا التصنيف ، وذلك لأنه عندما قام بتأليف هذا الكتاب ، لم يكن بصدد تأليف كتاب يعالج فيه النصوص الشعرية لدى أبا تمام ، ويكشف عن مظاهر الجمال فيها ، وإنما السبب الرئيس في تأليف هذا الكتاب هو إثبات إن المحدثين لم يسبقوا المتقدمين في اختراع البديع ، لأن البديع قد وجد في القرآن الكريم وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة وأشعار الجاهليين وغيرهم، إذا فالهدف الرئيس هو تحديد أصول مذهب البديع ، ويمثل لها بأمثلة مما يستحسن من استعمالات تلك الأصول وما يستقبح.
2. الألفاظ الغريبة والألفاظ غير الشاعرية:
لقد عاب ابن المعتز أبا تمام قي استعماله لكلمات غريبة لا تتفق مع ذوق العصر الذي عاش فيه ، بمعنى أن هذه الألفاظ غير مألوفة مع أبناء عصره وغريبة على مسامعهم ، ويرى ابن المعتز كما جاء سرد ذلك الباحث إن أبا تمام كان يهدف من استعمال هذه الكلمات وهذه الألفاظ هو إظهار معرفته باللغة ومفرداتها وإحاطته بها ، ويعلق ابن المعتز عن ذلك قائلا : أنه لا ينبغي من الشاعر أن يستخدم الألفاظ الصعبة عميقة المعنى بعيدة كل البعد عن أذواق متلقيه في ذلك ومبهمة عليهم من أجل إظهار وإبراز معرفته باللغة ومفرداتها ، وإنما ينبغي عليه أن يهتم بسامعي ومحبي شعره فلا يستخدم في شعره إلا ما تألفه أسماعهم وتقبله أذواقهم ويفهمون ما تحمله هذه المفردات من معاني.
إضافة إلى ذلك يرى ابن المعتز أنه ليس باستطاعة الشاعر الذي يعيش في بيئة حضارية مخالفة للبيئة التي عاش فيها الشعراء القدماء أن يقرن تلك الكلمات الغريبة بأخواتها التي تساويها في الغرابة والحزونة ، فالبالي سيكون التفاوت بين ألفاظ الشاعر المتأخر واضحة ، وهذا مخالفا لقاعدة التناسب.
ويرى الباحث إن ابن المعتز لا يعيب أبا تمام في استخدامه لتلك الكلمات من حيث مفردات لغوية صالحة للاستعمال أم لا ، وإنما هو يعيب غرابتها بين ما يجاورها من ألفاظ مألوفة ، وقول ابن المعتز معلقا عن بعض أبيات أبي تمام لأنها اشتملت على ألفاظ غريبة وغير مألوفة : ” ولم نعب من هذه الألفاظ شيئا ، غير أنها من الغريب المصدود عنه ، وليس يحسن من المحدثين استعمالها ؛ لأنها لا تجاور بأمثالها ، ولا تتبع أشكالها ، فكأنها تشكو الغربة في كلامهم “.
ويورد ابن المعتز مجموعة من الأمثلة الدالة على استخدام أبي تمام للألفاظ الغريبة وغير المألوفة لدى الملتقين والمختلفة عن أذواقهم وما عهدته مسامعهم:
تقرو بأسفله ربولا غضة
وتقيل أعلاه كناسا فولفا
ويعيب ابن المعتز من خلال البيت السابق استخدام الشاعر لكلمة ” فولفا ” وهي كلمة غريبة المعنى غير مألوفة ووصفها بالبشعة المنكرة.
ومثلما عاب ابن المعتز أبا تمام على استخدامه للألفاظ غريبة المعنى مبهمة الفهم على المتلقين ، عاب عليه أيضا في استخدامه لألفاظ وعبارات غير شاعرية أو فيها إسفاف ، ومن الأبيات الدالة على ذلك:
إذا فقد المفقود من آل مالك
تقطع قلبي رحمة للمكارم
ففي البيت السابق عاب ابن المعتز أبا تمام في الشطر الثاني وذلك لأن قوله : : تقطع رحمة للمكارم من كلام المخنثين ” ، وغيرها من الأبيات الشعرية التي عاب فيها ابن المعتز أبا تمام على استخدامه لألفاظ غير شاعرية.
3. حرصه على المعاني وتكلفة إياها :
لقد عرف أبو تمام بالحرص الشديد والبالغ على تصيد المعاني ، وعلى إكراه نفسه على نظم الشعر ن ويظهر ذلك واضحا في أشعاره التي أطلقها.
ولقد اتضح لدى محبي شعره وسامعيه ، غنه يعتمد اعتمادا كبيرا في عملية نظم الشعر على فكره وليس على طبعه وأحاسيسه ، والمطلع على ديوان أبي تمام سيجد تكلفة أبي تمام في أشعاره ، ويعتبر ابن المعتز من أوائل النقاد الذين تناولوا أشعار أبي تمام الإطلاع والبحث والدراسة ، حيث ذكر ابن المعتز في مؤلفاته التي تناول فيها شعر أبي تمام مجموعة من الأمثلة الشعرية كدليل على هذه التكلفة في شعره ، بالإضافة إلى تعليقه على هذه الأمثلة ، وجاءت هذه الأمثلة في المواضيع الآتية :
· سوء الطالع.
· والتكلف.
· وقبح الاستعارة.
· غرابة الألفاظ.
وغيرها من المواضيع التي تطرق وعلق عليها ابن المعتز في مؤلفاته.
ومن الأبيات التي أوردها ابن المعتز أمثلة لتكلف أبي تمام ، قوله في مطلع قصيدة مدح بها المأمون:
يوم أفاض جوى أغاض تعزيا
خاض الهوى بحري حجاه المزبد
ومما يلاحظ على البيت السابق ، كما يسرد ذلك الباحث أنه يبدو واضحا أثر الجهد الذي بذله أبو تمام من أجل ربط هذه الكلمات ببعضها البعض ، حيث كل لفظة من ألفاظ هذا البيت تشكو الغربة في مكانها وهي لم تثبت فيه إلا بعد جهد ومشقة . لذا نرى ابن المعتز ينفر من هذا البيت نفورا شديدا ويعبر عنه بقوله : ” وهذا الكلام الذي يستعاذ بالصمت من أمثاله “.
فمن خلال المقولة السابقة نستطيع أن نقول من أن أبا تمام في رأي ابن المعتز قد تكلف تكلفا كبيرا في الكثير من المفردات والمعاني التي أوردها في شعره.
السرقات :
يعتبر موضوع السرقات الشعرية من أكثر الظواهر التي تورط بها الكثير من شعراء العرب ، ولم يسلم منه إلا القليل ، ومن هولاء الشعراء أبو تمام ، حيث يعتبر أبا تمام من من أكثر الشعراء الذين كان لهم اطلاع واسع بالدواوين الشعرية للكثير من الشعراء ، لذا فكان من البديهي أن يتورط هذا الشاعر في ظاهرة السرقة الشعرية ، ولقد در ابن المعتز شعر أبا تمام ، فوجد أنه سرق الكثير من الشعراء السابقين ، وأنه قد أحسن في بعض ما سرفه وقد أساء في البعض الآخر.
ولم تصلنا أي نماذج مما أورده ابن المعتز من سرقات أبي تمام التي احسن فيها ، وذلك بسبب ضياعها وفقدانها مع ما ضاع من أجزاء الرسالة التي خصصها ابن المعتز لشعر أبي تمام ، واما بالنسبة للجزء الخاص بالسرقات التي أساء فيها أبي تمام فقد وصل إلينا بأكمله.
ويرى الباحث إن ابن المعتز كان شديد القسوة على أبي تمام عندما تحدث عنه في سرقاته الشعرية في الرسالة التي خصصها في الحديث عن شعر أبي تمام ، حيث صرح ابن المعتز برأيه العام في السرقة ومتى يعذر الشاعر في ارتكابها ومتى لا يعذر فقال : ” ولا يعذر الشاعر في سرقته حتى يزيد في إضاءة المعنى ، أو يأتي بأجزل من الكلام الأول ، أو يسنح له بذلك معنى يفصح به ما تقدمه ، ولا يفصح به ، وينظر إلى ما قصده نظر مستغن عنه لا فقير إليه” .
ويعلق الباحث على المقولة السابقة قائلا: ” إن ابن المعتز يرى أن الشاعر الذي يسرق غيره ينبغي له أن يبتدئ من حيث انتهى من قبله ، أي أن عليه أن يطور ذلك المعنى الذي تناوله من قبله ، أو أن يعيد صياغته بأسلوب أرقى من أسلوب من سبقه ، وأن يفتح له المعنى الذي أورده من قبله بزة وفضلة.
وقد أورد ابن المعتز نماذج كثيرة من شعر أبي تمام أكثرها مسروق من شعر بعض الشعراء وبعضها مسروق من أقوال نثرية لمتأدبين وعامة.
وابن المعتز أثناء ذكره لهذه النماذج من السرقات لا يغلق في كثير من الأحيان على الأبيات التي يوردها وإنما يكتفي بإيراد البيت لأبي تمام ويقول وهو مسروق من كذا ، ثم يورد البيت المسروق منه ، ولكن في بعض الحالات وبقلة نادرة جدا يقارن بين أبي تمام والأبيات والأقوال التي يرى أن أبا تمام قد سرق معانيه منها.
ومن الأمثلة التي أوردها ابن المعتز على سرقات أبي تمام قوله :
أبا جعفر إن الجهالة أمها
ولود وأم الحلم جداء حائل
ويقول ابن المعتز معلقا على البيت السابق : ” إن أبا تمام قد سرق معنى هذا البيت من قول الشاعر :
بغات الطير أكثرها فراخا
وأم الصقور مقلات تزور
ومن الأبيات التي استشهد بها ابن المعتز أيضا قوله أبي تمام:
يقود نواصيها جذيل مشارق
إذا آبه هم عذيق مغارب
وقال إنه مسروق من قول القائل ” أنا جذيلها المحك وعذيقها المرجب ، وغيرها من الأبيات التي استشهد بها ابن المعتز كدليل على سرقات أبي تمام الشعرية.
وعلى الرغم من اختلاف آراء النقاد في سرقة المعاني ما بين متسمح فيها ومتشدد فإن جمهور النقاد يكادون يجمعون على أن المعاني العامة لاسرقة فيها ، لأنها كما خطرت للشاعر المتقدم تخطر للشاعر المتأخر ، وإنما تكون السرقة في المعاني الخاصة التي لا تعرض إلا لبعض الشعراء وفي بعض الأوقات دون بعض ، وكثير من الأمثلة التي أوردها ابن المعتز للتدليل على سرقة أبي تمام في المعاني تدخل في نطاق المعاني العامة التي لا يؤاخذ الشاعر على استعارتها من غيره متى أحسن أخذها وصياغتها.
وعلى الرغم من إعجاب ابن المعتز بأبي تمام وثنائه عليه في أكثر من موضع والتزامه عموما جانب الوقار في نقده إياه ، نراه أحيانا يخرج عن رزانته المعهودة فيهاجم أبا تمام بكلمات فيها تجريح ، ويظهر ذلك واضحا من خلال البيت التالي:
ومن قد شفني فصبرت حتى ظننت بأن نفسي نفس كلب
” فلعن الله من واصله من الأحباب وعلى هذا وأمثاله ” ، وغيرها من التعليقات.
ولا يعتبر ابن المعتز الناقد الوحيد الذي تناول شعر أبي تمام بالنقد والتحليل ، وإنما يوجد هناك الكثير من النقاد الذين تناولوا شعره بالنقد والتحليل ومن هولاء الآمدي وغيرهم من النقاد.
v رأي الباحث في مدى انصاف ابن المعتز لأبي تمام في نقده له:
يرى الباحث إن ابن المعتز قد بذل جهدا كبيرا جدا في سبيل إنصاف أبي تمام ، فهو قد تحدث عن مساوئه ومحاسنه، كما أنه قد نص على أن أبا تمام قد بلغ غايات الإساءة والإحسان، وإذا كانت نماذج الإحسان التي أوردها ابن المعتز في الرسالة التي خصصها لشعر أبي تمام لم تصل إلينا ، فإن ابن المعتز قد ذكر في طبقات الشعراء مطالع ثلاث عشرة قصيدة وقال إن تلك القصائد مما يستملح من الشعر. ثم أعقب ذلك بثناء عطر على جملة شعر أبي تمام.
وبقد ابن المعتز عن قورن بنقد النقاد الذين جاءوا في عصور الازدهار النقدي ن فأنه سيبدو يميل إلى السطحية ويخلو من التحليلات الدقيقة ، إلا أن نقد ابن المعتز لشعر أبي تمام يعتب من أوائل النقد العربي لشعر أبي تمام ، مما فتح ذلك باب للنقاد الذين أتوا من بعده لقد شعر أبي تمام وغيرهم من الشعراء ، كما أنه أحسن في اختيار النصوص والموضوعات التي ناقشها ونقدها في شعر أبي تمام ، لذلك تجد هذه النصوص الشعرية والمواضيع قد ترددت عند أكثر النقاد الذين أتوا من بعده.
ومن هولاء النقاد : قدامة بن جعفر وغيرهم من النقاد ، بالإضافة على ذلك يوجد هناك أمر لافت في نقد ابن المعتز لشعر أبي تمام أو للمراحل التي مر بها هذا النقد ، فهو قد بدأ ناقدا موضوعيا يتحدث عن المحاسن والمساوئ ويوازن بينهما وانتهت الحال في طبقات الشعراء إلى أن أصبح ناقد ا انطباعيا يكيل المديح لأكثر من تحدث عنهم من الشعراء ويغض الطرف عن الكثير من إساءاتهم، وهذه ظاهرة تحتاج إلى وقفة خاصة.

م/بتصرف
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس